الكركي يحاضر في "شومان" عن أشواق الوطن والأمة

تم نشره الثلاثاء 10 تشرين الأوّل / أكتوبر 2017 01:24 مساءً
الكركي يحاضر في "شومان" عن أشواق الوطن والأمة

المدينة نيوز :- استعاد رئيس مجمع اللغة العربية الدكتور خالد الكركي، في محاضرة له يوم امس في مؤسسة عبدالحميد شومان، محطات وجوانب من هموم وآمال الوطن والأمة كاشفا عن رؤى وافكار وتجارب في مسيرته المديدة بالعمل والحياة.

وقال صاحب "حماسة الشهداء" و"منازل الأرجوان" "ان جرح الأقصى وفلسطين ما زال نازفاً .. وما لم يقسّمه سايكس بيكو قسّمناه نحن، فالرّوح غائبة، والناس عطاش، ويغشى الرؤية غبش، ويَضِلُّ الضباب دروبه في الشعاب، ونبحث عن ربيع من ورد وغيم وأرجوان".

واشار الكركي في المحاضرة التي حملت عنوان (سبعون ..حتّام نحنُ نساري النّجْمَ في الظُّلَمِ)، والتي ادارها وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز، ان الأمة التي حمل عصاها ورحل من الكرك إلى الجامعة الأردنية ما تزال في الأعماق وان ألم الذكرى من عتبات الحنين إلى المعلمين، الذي نهضوا بأمانة إرسالنا إلى الجامعات، يوم كان الطلبة الصغار في أوائل المرحلة الثانوية، أشدّ صلابة الرجال في هذا الزمان.. وكان علينا أن ننضج، فكانت الرحلة إلى كمبردج ثم العودة إلى عمّان، وبينهما زمان وقلقٌ، وآفاق لم تكن تخطر في أحلام اليقظة قبل ذلك الزمان، فما أنا بعد سبعين حجّة .. شهادات ومؤهلات وكتب ومواقع إدارية، لكن دعوة جيلي إلى الحرية والوحدة ظلّت قلقاً ينهش أرواحنا، في فصول الجفاف القومي، والتنمّر الإقليمي والذئبية الغريبة، والفقر والبطالة بل نكاد نصْبح في سجنٍ محروس باثنين: الاستبداد والاستعمار.

وقال الكركي أنا من جيل المملكة (1946)، وابن زمن فلسطين، وزمن الأردنيين على أعتاب باب الواد، وزمن أبي في أيام القحط سنة 1947، وندرة المدارس والمعلمين، وكان زمن الوعي – قبل الجامعة- يتشكل ونحن لا نتذكر اليوم ليالي التعب والامتحان بل ليالي الفقر، وفي هذا الزمان، ونحن غارقون في الرومانسية والوجودية (معاً) كنّا ننتظر لبلدنا الفرج بعد الشدّة، وقد شغفني كتابان: الأول "الفرج بعد الشدّة" للتنوخي، والثاني "طبائع الاستبداد" للكواكبي، والحياة غير محتملة مع الخوف والخرافة والخراب.

واوضح "تختلط عليك الرؤية بالعمى تتيه وتدرك أن لا طريق آخر غير القراءة يخرجك من ضياع الطريق الصحراوي ورهبة طريق الموجب، ويتسرب إلى وعيك حديث عن الشهداء، شهداء الهيّة (1910) وشهداء ميسلون (1920)، وشهداء فلسطين على امتداد زمان ظلمها واحتلالها، وشهداء الجزائر وأبناء الوطن الذين نسجوا اسم باب الواد بالنجيع واسم القدس الكريم وان المصائب والنكسات لا تهدأ، فمن غزو السويس، إلى انقلاب بغداد، إلى انفصال سائر أشكال الوحدة العربية إلى حرب 1967 والنزوح البشري الذي كان".

واضاف الكركي "بدأنا ندرك آنذاك معنى الوطنيّة في ظل العروبة، وما تزحزح طالب واحد في ستينيات الجامعة نحو أولويات حزبٍ أو قبيلة، بل كانت البوصلة تشير إلى فلسطين، وكم وقفت فدوى طوقان تنشد في مدرج سمير الرفاعي عن طفلين في الضفة الشرقية، لقد طال بنا العمر، وعرفنا من بؤس الثقافة، كبرنا، وسافرنا عبر العالم وتعلمنا في جامعات عريقة وعجزتُ عن جواب سؤال بسيط: لماذا سقط جدار برلين وصمدت جدران سايكس بيكو!!".

ودعا الكركي الاجيال الجديدة الى النهوض بالامة من خلال التمسك بالحرية التي لا نحسُّ ببهائها إلاّ بالوعي الفلسفي والفكري والثقافي والإنساني، وايضا الى تحقيق العدل والمساوة للتحرر من الجوع والفقر والبطالة والأمية والجهل، كما ان الكرامة في الوطن هي رزق وستر عورة وحريّة معتقد وتعليم ودعاء ودفاع عن أطفال ضد الخوف، وعن بلدان ضد الاستلاب والتوحش الرأسمالي والضياع اللاإنساني في مخيمات اللاجئين.

كما دعا المحاضر الى ضرورة الحرب الارهاب والتصدي للتطرف والتعصب والجهل والأفكار الجامدة والجاحدة، والتركيز على العلم والبحث العلمي ونبذ كلّ أشكال الفرقة والتجزئة وأي هيمنة عالمية أو إقليمية على الناس، والدخول في المشهد الإنساني الحقيقي، لان الاسلام بريء من الاستبداد وأهله، والتشظي الذي وصل إليه جيل محروم ، مبينا إن التاريخ الذي يسندنا استراتيجية، واللغة العمود الثاني له، والمعرفة والتعلم حريّة ورؤية، وإن اعلان استقلال الجامعات التي هي عقل الدولة وبيدرها، ومطرها، وشمسها، ومستقبلها؛ عليها أن تنأى عن القشور وتغوص في بهجة العقل والنصّ وأشواق الإنسان في الخروج من ثقافة الخوف والصمت.بترا



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات