كلنا أمن عام
المتتبع لمجريات الأحداث في بلدنا خاصة على صفحات الفيسبوك يستنتج ان هناك فئة قليلة من "السرسريه" والمجرمين وأصحاب الاسبقيات والمغرضين وأصحاب الأجندات الخاصة يتبنون مواقف وأحكام عمدا على أساس من التشكيك الدائم والاتهام المستمر لضباط وأفراد الأمن العام, وهي مواقف وأحكام لا تستند إلى حقائق وإنما هي ناتجة من دافع الانتقام والحقد والشر المسيطر على عقولهم وقلوبهم، ونشطت اتهامات هذه الفئة المغرضة -مع الأحداث الهامة التي تمر في بلدنا ومنطقتنا ككل- خلال السنوات القليلة الماضية ضد مرتبات الأمن العام من اتهام وتشكيك حول جاهزيته واتهامه بالتهم الجاهزة المستورد أغلبها من الخارج سواء من دول شقيقة أو صديقة أو عدوة.
وبالرغم من حقد الحاقدين وكره الكارهين, ورغم التهجم الذي حصل في الفترة الأخيرة من هذه الفئة القليلة المغرضة على نشامى الأمن العام وهو أمر مستهجن وغريب, فإن نشامى الأمن العام في نظر الأردنيين هم العين الساهرة التي لا تنام لتنام عيوننا هانئة مطمئنة, ولدى جهازنا الأمني خبرات واسعة في التعامل مع الجمهور, وهو على درجة كبيرة من الكفاءة والقدرة في مكافحة الجريمة, وعلى درجة كبيرة أيضاً من الشفافية والنزاهة, وضباط الأمن العام منفتحين على المواطنين, والمواطن الأردني في مراجعاته لمراكز الأمن يعرف جيداً انه يراجع مؤسسات خدمة وحماية لا مؤسسات تحقيق وردع كما يحصل في أغلب الدول العربية. والمواطن الأردني يثق بضباط الأمن العام لأنه لا يلاقي إلا الاحترام عند اللجوء إليهم, وتعودنا من الضباط المسؤولين في الأمن العام ان أبوابهم مفتوحة على مصراعيها فيدخل إليها المراجعون جماعات وأفرادا دون تردد أو خوف, ويشعر المواطن في المراكز الأمنية بالعدل وبأن حقه لن يضيع.
ويجب أن لا ننسى أيضاً ان ضباط الأمن العام لم يأتوا من الشارع وإنما معظمهم متعلمين ومثقفين وهم إما خريجي جامعة مؤتة العسكرية العريقة أو خريجي جامعات أخرى, وأغلبهم كان له الشرف بأن كان تخرجه من جامعة مؤتة بمباركة وحضور الملك عبد الله الثاني, وكما نعلم أيضاً فإن ترفيع ضباط الأمن العام يتوشح بإرادة ملكية سامية, فأي شرف وأي قدر ارفع وأسمى من هذا الذي يتمتع به ضابط الأمن العام.
إن مجموع الخبرات التي يمتلكها نشامى الأمن العام بانضباطيتهم ودقة تقيدهم تلعب دوراً حاسماً في المحافظة على الأمن في أردننا الحبيب, خاصة وانها تعبر عن ذاتها في إطار المهنية والانضباطية العالية, وهي قيم وتقاليد اشد ما نحتاج إليها في المرحلة التي نمر بها حيث يكثر الحديث عن الفساد الذي أصبح شبحا يخيفنا ويجب القضاء عليه, ومهما يكن من أمر فاننا نؤمن بان مصلحة الأردن فوق كل مصلحة.
لقد ساهمت بعض وسائل الإعلام المحلية والعالمية -قاصدة أو غير قاصدة- في التركيز على السلبيات والثغرات والعثرات وتكبيرها وتضخيمها بل وصنعها أحياناً, وتجاهلها للانجازات الكثيرة التي حققها ويحققها ضباط الأمن العام, ويكفينا فخراً انه حتى الآن وبالرغم من كثرة المسيرات والاحتجاجات والاعتصامات إلا ان كوادر الأمن العام تعاملت معها بكل تحضر ورقي وعلى قدر عالي من المسؤولية, والحمد لله لم يقع عندنا سوى القليل من الحوادث المؤسفة من بعض أفراد الأمن العام, والتي لا تمثل الأمن العام وإنما هي تصرفات شخصية من بعض أفراد الشرطة قليلي الخبرة, ويتم محاسبة هؤلاء او تحويلهم للقضاء اذا لزم الامر بعد الاعتذار من المتضررين وعلى أعلى المستويات، فأي شفافية وأي نزاهة أكثر من ذلك.
علينا أن ننتبه جميعاً ان ضابط الأمن العام ومقابل الخدمة التي يقدمها للمواطنين ينتظر منهم التعاون معه لتسهيل مهمته, ولكن للأسف فهناك فئة ضالة في مجتمعنا لا تريد إصلاحاً, وإنما همها الأول والأخير هو تشويه سمعة الوطن وإحداث الفتنة فيه, وتشويه سمعة رجال الأمن العام, ولكن خاب فألهم, فنشامى الأمن العام إن شاء الله لهم بالمرصاد, ولن يتحقق ما يطمحون إليه, والمواطن الأردني في هذا البلد بلد الرباط صامد في وجه هؤلاء, معتز بجهاز الأمن العام, متعاوناً معه.
ان جهاز الأمن العام ليس جهازاً دخيلاً, ولم يأتي أفراده من من "هونولولو", وإنما هم من أبناء الأردن, فأقول لكل من يحاول تشويه سمعة الأمن العام: أليس ضابط الأمن العام بأخيك أو ابن عمك أو ابن حارتك أو قريبك أو حتى زميل دراستك؟! إلا تخجل عندما تقوم بتشويه سمعة هؤلاء النشامى زوراً وبهتاناً وهم يسهرون الليل من أجل راحتك والحفاظ على أمن وأمان البلد ؟!
ختاما لمرتبات الأمن العام ضباطاً وأفراداً كل الاحترام والتقدير وكل الدعم, ونقول لهم ان لا ينتبهوا لهؤلاء القلة القليلة الذين يحاولون التصيد بالماء العكر للتثبيط من عزائم جهازنا الأمني, فالقافلة تسير والكلاب تعوي, وانتم من الشعب والشعب منكم, ونحن نكمل بعضنا بعضاً, ومطلوب منا ان نكون يقظين ومتنبهين أكثر لهذه الفئة القليلة المغرضة التي تحاول التشكيك بكل الأشياء واغتيال كل الشخصيات أفرادا ومؤسسات وبيان ان كل شيء خراب إذا لم يأت حسب رغبتهم.