أنا أنثى
مريم باجي - الجزائر :
في هذا المجتمع الكبير الذي يتكون من إناث و ذكور من مختلف الأعمار و الأجناس و الفئات ، يسلط الضوء بكثرة على العنصر الأنثوي ، سواءا من طرف الذكور أو من جنسها من الإناث ، قد نحتار لهذا الأمر لكننا لو نتعمق فيه سنجد أنه موضوع يصنف من بين سنن الحياة .
تولد الأنثى رضيعة ثم تكبر لتكون طفلة ، قد تكون محط إهتمام غيرها و كل الأنظار تتجه نحوها ، لكن هذا الإهتمام يكون قليلا مقارنة بالإهتمام الزائد و الأنظار التي تتجه نحوها من غيرها عندما تكبر و تصبح إمرأة .
بعض النساء تلتف حولهم الأنظار بسبب ما يتميزن به من مواهب أو جمال أو مال أو غير ذلك من الأمور التي يمتلكنها و يرى غيرهم مصلحة فيها ، و لكن في حقيقة الأمر المرأة ملفتة للإنتباه و تجلب أنظار غيرها حتى لو كانت لا تمتلك شيئا ، ويعود السبب الرئيسي لذلك لخلقتها فهي مخلوق يتميز بشكل به مفاتن تجلب إنتباه الرجال حتى لو كانت غير جميلة أو ليس لديها مؤهلات تجعلها مميزة تبقى الأنثى بالنسبة لعديد من الرجال عبارة عن جسد يلبي رغباتهم الجنسية ، و حتى و إن كان لا يتمناها شريكة حياة أو زوجة أو حبيبة بسبب مبادئه الداخلية أو عدم إنجذابه لها ، سنجده عندما يراها داخليا سيفكر بأمور جنسية نحوها أو يتخيل عنها هذه الأمور لأنها غريزة يتمتع بها الرجال و خلقت في داخلهم ، أي أن النساء من بين إهتمامات الرجال حتى و إن كن غير مميزات بسبب أنهن مكملات لحياة الرجال لإكمال سنة الحياة .
أما إهتمام الأنثى بغيرها من النساء فيأتي لعدة أسباب لكن منبعها الحقيقي هي الأحاسيس و ما تشعره به الأنثى إتجاه غيرها من النساء أو إمرأة واحدة تهتم لها دون غيرها ، و تختلف هذه الأحاسيس طبعا فقد تكون أنثى تغار من غيرها أو تكره غيرها أو تحتقر غيرها أو تحب السخرية من غيرها أو تحب غيرها و غير ذلك من الأحاسيس التي يشعر بها الإنسان نحو غيره تحس بها المرأة هي الأخرى و يكون إهتمامها لغيرها من النساء بهذه الأحاسيس .
و أكثر الأحاسيس التي تجعل المرأة دائمة البحث عن أخبار إمرأة أخرى أو غيرها من النساء هي :
- الغيرة
- المحبة زائدة
- الكره و الحقد الشديدين
هذه الأحاسيس الثلاثة إن شعرت بهم الأنثى إتجاه إمرأة أخرى أو غيرها من النساء ستجعلها تبحث في كل شاردة و واردة عليهن و دائمة النظر لهن و الإهتمام بهن ، و عليه نفهم أن المرأة لا تهتم لإمرأة أخرى إلا إن كانت تشعر إتجاهها بإحساس يجعلها تفكر بها أو عندما تكون مهمة بالنسبة لها ، أما إحساس الإحتقار هو في الأغلب ينتج من شعور الأنثى بالحسد من غيرها أو لإنعدام التربية لديها فتعمد إلى التقليل من شأن الآخرين ، و قد لا يمثل أحاسيسها و يكون طبعا لديها موجها للجميع دون إستثناء .
أغلب النساء بمجرد أنهن يجدن أنفسهن لا يمتلكن أمورا مميزة كالجمال أو مستوى عالٍ من التعليم أو المال أو غير ذلك من الأمور التي تلفت الإنتباه في المجتمع ، يفكرن في داخلهن أنهن لسن محط أنظار و لا يهتم لهن أي أحد لكن هذا غير صحيح فهن في الحقيقة مصدر إهتمام لأشخاص في هذا المجتمع فقط هن لسن على دراية بهم ، كما أنه يوجد حالات أخرى في المجتمع تكون فيها الأنثى محط أنظار الكثيرين لأنها مرتبطة بشرف العائلة و هذا ما يحدث في بعض المجتمعات المتخلفة التي أفرادها ينتظرون زلات الأنثى لكي يحتقروا أهلها أو يشمتون بهم .
الأنثى في هذا المجتمع بعدما تكبر و تصبح إمرأة و تفهم جيدا لماذا خلقت أنثى و ماهي الأمور التي تميزها عن الذكر ، بطبيعة الحال ستهتم أكثر للعنصر الذكوري و نجدها تحب لفت إنتباه الذكر لتغريه و تكسب وده أو لتدخل في علاقة غرامية معه ، و نجدها أيضا تهتم لإمرأة أخرى لكن ليس كإهتمامها لذكر و ستهتم لإمرأة بسبب ما تحسه إتجاهها مثلما ذكرت سابقا ، أما إهتمامها لذكر يكون في الأغلب عاطفة و بحثا عن الحب و في بعض الأحيان سبب ذلك يكون الكره ، يوجد حالات شاذة تحس فيها المرأة بحب منافسة الذكور و تبادلهم مشاعرا مختلفة عن العادة الطبيعية و كأنها تتعامل مع أنثى أخرى و هذه التصرفات سببها " تفكير ذكوري أو إسترجال " تعاني منه الأنثى و هذه حالات شاذة لا تمثل الأنثى .
عندما تحاول الأنثى لفت إنتباه الرجل قصد الفوز بمودته قد تنجح في ذلك و قد لا تنجح ،و في نفس الوقت قد تنجح في ذلك عن دراية و دراسة لما تقوم به و قد يكون ذلك بسبب مميزاتها و هي من الأساس لا تعلم لماذا إنجذب لها .
أغلب النساء تظن أن الرجال يميلون للجمال و الجسد الأنثوي و للمظهر الجذاب ، فنجدهن يركزن على ذلك و يحاولن الظهور بأجمل مظهرٍ دائما و لكن هذا خطأ ، ففي حقيقة الأمر الرجال مختلفون في نظراتهم حول المرأة و في إختياراتهم لمن يتقربون منها أو يتزوجونها ، حتى لو كان هدف الرجل من تقرب للمرأة في حقيقته هو هدف جنسي إلا أنه داخليا يحاول إختيار من تثيره أو تجعل منه مميزا بين الناس أو تلك التي تجعله يحبها أكثر من غيرها ، و ليس المظهر أو الجمال أو الجسد فقط من يجعله يحس بالإثارة أو الحب بل تدخل في ذلك عدة أمور من أهمها :
- طيبتها و أخلاقها و إحترامها له .
- ما تتقنه من حرف أو أعمال ،كما أنه يحب أن يرى منها التجديد دائما .
- ما تجيده هي دون تقليد ، فهو يحب إحساس تملكه لأمر غير موجودٍ عند غيره .
- قوة شخصيتها .
بالإضافة لأمور أخرى قد يراها الرجل مكملات لحياته و يختار زوجته بسببها مثل نسبها أو مستوى تعليمها أو مالها .
يميل أغلب الرجال إلى استعمال عقولهم عند إختيار شريكة الحياة قبل قلوبهم و بعضهم يميل لإرضاء أطماعه و لا يهتم لا للعقل أو القلب و هذا بسبب نوع شخصيته و تفكيره أو نوع معيشته التي يعيشها ، أما النساء أغلبهن يخترن شريك حياتهن إما للهروب من عيشة يعشنها و يَريْنها جحيما أو هروبا من كابوس العنوسة و إما يخترن بسبب العشق أو الغيرة من إمرأة أخرى و قليلات من يخترن الشريك بعد تفكير عقلاني .
- تختلف نظرات المجتمع للنساء بإختلافهن و بما يميز كل واحدة منهن ، لكن الأنثى دائما تبقى مصدر إهتمام غيرها خاصة الرجال ، و رغم إهتمام الرجال بالعنصر الأنثوي في المجتمع إلاّ أن كل رجل ينجذب أو يختار الإمرأة التي ينويها شريكة لحياته حسب أكثرهم إثارة له داخليا أو حسب ما يريده أو ينقصه ، و تختلف نظرياتهم لمن هي الأنثى المميزة لأن الرجال مختلفين فكريا و ثقافيا و أيضا مختلفين بسبب إختلاف نظرتهم للحياة و لمعنى " التميز " .
اليوم الجديد