نوابنا في " قيود سجن ذهبية " فهل يحررون انفسهم والشعب منها ..؟؟!!

تم نشره الخميس 11 تشرين الثّاني / نوفمبر 2010 10:23 صباحاً
نوابنا في " قيود سجن ذهبية " فهل يحررون انفسهم والشعب منها ..؟؟!!
محمد مناور العبادي

 انتهى "العرس الديمقراطي " كما وصفته الحكومة ، بميلاد مجلس نواب جديد بالمعني الحرفي للكلمة ، قديم من حيث نهجه وآليات عمله وافكار غالبية اعضائه ، معاق في قدراته ، اما بسبب تركيبته ، او لقدرة الحكومه – اية حكومه مهما كانت ضعيفه – على الهيمنة عليه ، من خلال الانظمة والقوانين والعطايا والامتيازات ، اوبسبب تهديد الحكومه بحله في اية لحظة ، حتى قبل استكمال مدته الدستوريه ، كما حدث مع غالبية مجالس النواب الاردنية ، او لكل هذه الاسباب مجتمعه ، والتي تعيق عمل اي مجلس نيابي منتخب ، مهما امتلك اعضاؤه من جراة وشجاعه ، مما يستدعي ان يكون في قمة اولويات المجلس الجديد مواجهة المسببات التي تشوه صورته لدى الراي العام .

والعجيب الغريب ان كل الاسباب المعيقة لعمل مجلس النواب الاردني ، هي قانونية ودستوريه ، وان لم تكن كذلك يتم قوننتها ودسترتها ، او ايجاد مبررات مقبوله شعبيا لها .

صحيح ان مجلس النواب الجديد ، يضم شخصيات معروفة بقدراتها الفكريه ، ومبادراتها الشجاعه واصالتها ، الا انها من الندره ، بحيث لايمكنها وحدها ، التصدي للمسسببات التي تقيد عمل المجلس ، لأن النظام الديمقرطي ياخذ براي الاكثريه دوما . مما يجعل وجودها في البرلمان ، ظاهره صوتيه ليس اكثر ، تجتذب التصفيق والتهليل من كل الشعب .

ان القيد الاكبر على مجلس النواب هو قانون الانتخاب الذي يتحكم في نوعية اعضائه . والذي
اقتبس من القوانيين الغربيه على طريقه "لاتقربوا الصلاه " دون استكمال الآ ية الكريمه . اذ وفر القانون لأية حكومة اردنية مظلة واقيه ، تحول دون حسابها على مايمكن ان تقترفه ضد الشعب سواء عن حسن اوسؤ نيه .

صحيح ان القانون حال دون وصول المزيد من المتنورين لمجلس النواب فحرم المجلس والاردنيين والعملية الديمقراطيه ، من اصوات واعيه وتوجهات اسلاميه ويساريه وقوميه تثري ديمقراطيتنا وتجعل الاردن انموذجا يقتدى عربيا . الا انه أحدث في نفس الوقت ، انقلابا تاريخيا اسود في المجتمع الاردني ، اعاده الى عهد ماقبل تأسيس الدولة الاردنية . اذ كرس قانون الصوت الواحد الصراع العشائري والقبلي والاقليمي والطائفي والعرقي والجهوي ، وشجع ظاهرة العنف في الجامعات والمجتمع ،واغتال هيبة الدولة والقانون ، وزاد من ظاهرة استخدام السلاح لحل المشكلات بين الناس ، بدلا من الاعتماد على الدولة ، وعمق الاقليميه لتكون هي مقياس الولاء والانتماء والمنح والهبات والعطايا .

وهكذا تمخض العرس الديمقراطي ،عن ميلاد مجلس نواب جديد، كما اراده واضعو القانون تماما ، يضمن لاية حكومه قادمة نوما هادئا و "كورس " نيابي يردد ماتقوله ، حتى لوقالت "ان الشمس تشرق من الغرب " ، فستجد من يبرر لها هذه المقوله ، ويعتبرها فتحا علميا وحدثا تاريخيا غير مسبوق في العالم.

الا ان مجلس النواب الوليد ، الذي نحترم ونجل اعضاءه الكرام ، غير القادر على احداث التغيير المطلوب شعبيا ، وحتى انه عاجز عن تحقيق الشعارات التي تبناها الساده النواب واوصلتهم الى البرلمان . اذ سيكون المجلس ككل سواء شاء او أبى بعض النواب ، في جيب اية حكومه ، مما يعتبر مخالفه لنص الدستور الاردني الذي يؤكد ان " الشعب مصدر السلطات " . فقد نجحت الحكومات الاردنية المتعاقبه في تغيير هذا النص الدستوري ،بطريقه قانونية ايضا ،لتصبح هي مصدر السلطات من خلال اذرعها الطويله ، سن وتشريع وتنفيذ القوانيين ، واستخدام اموال دافع الضرائب الاردني والممول الاجنبي ، في تطويع واحتواء مجلس النواب بشتى الطرق عبرانظمة وقوانيين وامتيازات غير مسبوقه في تاريخ الدولة الاردنية ،التي كانت اول من انتهج الديمقراطيه الحقيقيه عربيا قبل ان تنقلب عليها عمليا وتبقيها شكلا .

فاذا كان مجلس النواب الاردني هذا حاله .... فلماذا يتم تشكيله اذن ؟؟؟ الا اذا كان الهدف ان يكون ديكورا ديمقراطيا محليا ..ورساله للعالم الغربي الذي يمول عجز موازنتنا مفادها ، اننا ديمقراطيون ونستحق المزيد من المساعدات .

ان مجلس النواب الذي يريده الأردنيون ، هو المجلس القادر على التغيير الايجابي ،تماما كماهو حال مجالس النواب في الدول الغربيه ،التي يقرر فيها الشعب مسار الحكومه السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، ويلزمها بان لاتحيد عن هذا المسار ، رضوخا لارادة الشعب.

الا ان مسيرة مجالس النواب الاردنية منذ عودة الحياة البرلمانيه للاردن عام 1989 ، تؤكد ان مايحدث عكس ذلك تماما .اذ لم يستطع اي مجلس نيابي منع أية حكومه من تنفيذ اي قرار ترتأيه ، اوالغاء مشروع قانون واحد ذا اهميه ، او ازاحة مسؤول واحد من منصبه ، مهما كانت درجته الوظيفيه متواضعه ، او احداث تغيير في سياسات الاردن الداخليه او الخارجيه او الثقافيه او الاجتماعيه ،وحتى على مستوى كرة القدم التي تاثرتا بقانون الصوت الواحد فاصبحت الكره اقليميه .

و اذ نبارك للساده النواب تمثيلهم للشعب ، الا اننا تقول لهم ، ان نجاحكم مرهون بقدرتكم على احداث تغييرات في الأنظمة والتشريعات التي تقيدكم ، وتجعلكم اسرى بقيود ذهبية ، واقفاص براقه ، تحت قبة البرلمان ، غيرقادرين على ممارسة حريتكم تحت القبه ليمارسها بعضكم خارجها . ان مبنى البرلمان الاردني عنوان للحريه والديمقراطيه الحقه ، وليس العكس فلماذالاتجعلونه اسما على مسمى ؟؟؟

اعملوا لتحرير انفسكم اولا من القيود ، وهي الأنظمة والقوانيين والامتيازات ، التي تكبلكم وتشوه صورتكم لدى الراي العام الذي انتخبكم . ليكون الاردن كما ارادة الملك دولة ديمقراطيه ، يشعر فيها كل مواطنيها بانهم شركاء في صنع القرارات السياسيه ،وفي الرقابة على الحكومه ، وفي تقرير مستقبل الاردن وتغييره نحو الأفضل . واذا نجحتم في ذلك فانكم ستدخلون التاريخ من اوسع ابوابه ، والا فانكم ستبقون على هامشه وستكونون اضافة كميه للمجالس السابقه وديكورا ديمقراطيا للسلطه التنفيذيه يمكنها من فعل ماتريد باسمكم .

اعملوا جميعا على ان يكون مجلس النواب منارة للحريه والديمقراطيه ، تماما كما اراده جلالة الملك ونص عليه الدستورالاردني ، حتى يعيش كل الاردنيين في وطن حر ديمقراطي يشعر جميع من فيه بانه لهم وهم له .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات