الشعوب العربية .. ضمائر تنبض حبا لفلسطين

بعيدا عن ما ينشر عبر وسائل الإعلام بين الفينة والأخرى عن علاقات بعض الأنظمة العربية بالكيان الصهيوني، وما تحدثت به صراحة وسائل الإعلام العبرية من زيارات لحكام عرب للكيان في الآونة الأخيرة، وما دار من ولقاءات حول ما يسمى ( مشروع السلام) في المنطقة؛ رغم هذا الغث، وذاك المحبط والصادم من الأخبار السياسية حول العلاقات الدبلوماسية لبعض حكام العرب مع الكيان، وتأسيس المزيد من علاقات التطبيع والتنسيق عال المستوى؛ إلا أن الشعوب العربية تمثل ضمائر حية، وقلوبا نابضةً في حب فلسطين وتكره الاحتلال وتتمنى زوال الكيان عن وطننا العربي.
إن الشعوب العربية وعلى رأسهم الشعب الأردني الشقيق الأصيل والشعب المصري أبناء مصر العروبة والوفاء، وكافة الشعوب كلها شعوب تعشق فلسطين و تدعم وتساند جهاد شعبنا الفلسطيني نحو الحرية وتقرير المصير وكنس الاحتلال عن فلسطين وإقامة دولتنا الفلسطينية .
والمتبصر والباحث بالأمور والتاريخ ونحن اليوم نقترب من مئوية وعد بلفور المشؤوم- يدرك أن الغرب العلماني زرع الكيان الصهيوني وسط الوطن العربي على أرض فلسطين لتمزيق وتفتيت الوطن العربي، ومنع التواصل الجغرافي والديني بين الفلسطينيين ليكون الوطن العربي كيانا عربيا ضعيفا متشرذما ويفعل الكيان الصهيوني الأفاعيل في أرضنا العربية.
لقد أثلج موقف الفارس البرلماني الهمام مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي الذي صدح بالصوت العالي ضد الكيان الصهيوني في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي الذي يعقد في مدينة سانت (بطرسبورغ) الروسية ، وأمام مندوبين من (173 ) دولة يشاركون في المؤتمر - هذا المؤتمر يعد أحد المنظمات الدولية الأقدم التي تأسست عام 1889م- وقد عبر الغانم عن ما في صدورنا وعن مكنونات نفوسنا صرخ بأعلى صوتا في وجه ممثلين الكيان الصهيوني ، ونعتهم بالمجرمين، وقتلة الأطفال، ودولتهم الغاصبة تمارس إرهاب منظم بحق الشعب الفلسطيني .. ثم أعلنت ممثلة تونس في المؤتمر سلاف القسنطيني عن مطالبتها الاحتلال الإفراج العاجل عن كافة البرلمانيين الفلسطينيين المختطفين، ورفع الحصار عن غزة و توفير الحماية البرلمانية العربية والإقليمية للنواب المختطفين في سجون الاحتلال الذي يتعرضون لأبشع وسائل التعذيب الجسدي والنفسي، وطالبت بإرسال لجنة تقصي حقائق للسجون الصهيونية للاطلاع على أوضاع البرلمانيين الفلسطينيين المختطفين، وأقر المؤتمر الدولي عددا من القرارات ضد الكيان أبرزها المطالبة بالإفراج عن عدد من القيادات الفلسطينية منهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات والبرلمانيين الفلسطينيين المعتقلين في السجون الصهيونية، ولقي موقف البرلماني الغانم التصفيق الحار من جموع البرلمانيين المشاركين في المؤتمر ، الأمر الذي أزعج الصهاينة وأذلهم وسط الحضور البرلماني الكبير .
ويؤكد كاتب المقال على أن موقف رئيس مجلس الأمة الكويتي والبرلمانية التونسية أيقظ فينا روح النخوة والعروبة والشهامة في زمن عزت فيه النخوة، فإن أمتنا العربية الإسلامية بحاجة ماسة إلى هذا النوع من الرجال الأوفياء الذين يصرخون بقوة في المحافل الدولية دفاعا عن كرامتنا وحريتنا رفضا للمجازر الصهيونية بحق أبناء شعبنا الفلسطيني.
إن هذا الموقف البطولي الجريء، وهذه الهبة الهجومية ضد ممثلي الكيان لم نراها منذ زمن بعيد ويؤكد على أن هذه الأمة ما زال فيها رجال قادرون ومؤمنون بقضايا الأمة المصيرية؛ و ليت الكثير من حكامنا اليوم يحملون شهامة الغانم والقسنطيني، هذه المواقف الأصيلة التي تعبر عن نخوة أمتنا العربية هي علامة بيضاء في تاريخنا العربي المعاصر وسط ما تحياه أمتنا من تحديات جسام .
ويشدد كاتب السطور على أن موقف رئيس مجلس الأمة الكويتي يعبر بالتأكيد عن صوت الأمة المناهض للتطبيع مع العدو الصهيوني ويعبر عن أصالة دولة الكويت الشقيقة وشعبها الأبي الذي يدعم ويساند شعب فلسطين منذ احتلال أرضنا المبارك وهذا الموقف الشجاع إنما يعبر عن ضمير الأمة وإرادتها الحية والرافضة لكل أشكال التطبيع مع العدو المجرم في ظل تسارع بعض الجهات العربية للتطبيع مع الاحتلال.
ونؤكد على أن موقف رئيس مجلس الأمة الكويتي عكس قضايا تمس مشاعر المواطن العربي، ومواقفه النبيلة والشجاعة من القضية الفلسطينية وإدانة ممارسات الكيان الصهيوني و أيقظ هذا الموقف الشجاع النشوة في نفوس الكثيرين على مستوى العالم العربي والمتعاطفين مع القضية الفلسطينية ونضال أبناء شعبنا الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني .
إن هذا الموقف يتطلب جهد عربي برلماني في كافة المحافل الدولية لفضح جرائم الكيان الصهيوني وتعريته أمام العالم ونقل معاناة وآلام الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، لقد بعث هذا الموقف النبيل والمشرف في نفوسنا الأمل في هذه الأمة وفي رجالاتها في الدفاع عن أرض فلسطين .
إن موقف رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم والبرلمانية التونسية سلاف القسنطيني يعيد إلى الأذهان الموقف النبيلة والشجاعة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان حينما صرخ بصوت عالٍ في وجه المجحوم رئيس الكيان الأسبق ( بيرس) في ملتقى دافوس الاقتصادي العالمي ووصف الصهاينة بالمجرمين وقتلة الأطفال وهذه النماذج الجهادية التي تعشق فلسطين أرضنا وقضية وهوية لن تنتهي من أمتنا العربية الإسلامية ..
إلى الملتقى ،،