هل يستطيع خليفة حفتر هزيمة الإرهاب في ليبيا؟
بعد الأحداث المأساوية في عام 2011، عندما تدخل حلف الناتو ليبيا وزرع الفوضى والدمار في البلاد، لم تتخذ واشنطن أي إجراءات مبدئية لحل هذه الأزمة السياسية والاجتماعية.
بعد مقتل الزعيم الليبي معمر القذافي، في الواقع أطلقت الولايات المتحدة عملية تقسيم ليبيا بين مختلف القبائل والفصائل بحجة تعزيز القيم الديمقراطية.
في هذا السياق لم يستطيع المجلس الوطني الانتقالي، الذي تم انشاؤه 5 مارس 2011، وكذلك المؤتمر الوطني العام، الذي حصل على السلطة في 9 أغسطس 2012 منه، توحيد البلاد في إطار أيديولوجية واضحة. وأثناء نشاطهما لم يتم إنشاء حكومة فعالة ووضع دستور وأسس متينة وثابتة لإقامة الدولة. في الواقع غرقت البلاد في فوضى عارمة ما سمح للجماعات الإرهابية والمتطرفة مثل داعش والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والإخوان المسلمين بفرض السيطرة على حقول النفط وغرق البلاد في العنف.
تعتبر عملية "الكرامة" في ليبيا التي يقوده المشير خليفة حفتر وقواته من مايو 2014 بدايةً لمكافحة الإرهاب الحقيقية في البلاد. قد تمكن حفتر من جمع الحلفاء من بين رفاق السلاح ورجال القبائل من أجل لتحقيق الهدف المشترك وهو هزيمة الإرهاب.
وفي الوقت الحاضر يواصل الجيش الوطني الليبي عمليات عسكرية ناجحة ضد الإرهابيين. وهكذا خلال العمليات الخاصة في مارس 2017 تمت استعادة السيطرة على المدينتين الساحليتين رأس لانوف والسدر لديهما الأهمية الاستراتيجية حيث يمتد الطريق الرئيسي لتصدير النفط الليبي. كما تمكنت قوات خليفة حفتر في يوليو من تحرير بنغازي ثاني أكبر المدن في البلاد.
وتجدر الإشارة إلى أن تعبر مكافحة الإرهاب التي بدأها حفتر عاملا رئيسيا في عملية تسوية سياسية للأزمة الليبية. وهذا ما يفهمه رئيس وزراء ليبيا فايز السراج الذي لم يقدر خلال ولايته على وضع الاستقرار في البلاد.
في الوقت الراهن لا يعتبر السراج شخصية شعبية في ليبيا بسبب أنه لا يملك النفوذ على الجماعات المتطرفة المسلحة التي تتعاون معه. وقرر رئيس حكومة الوفاق الوطني التقارب مع حفتر بهدف ارتفاع شعبيته بين السكان ومواصلة حياته السياسية. واتفق الطرفان 25 يوليو 2017 على وقف إطلاق النار وإجراء انتخابات وطنية في ليبيا في عام 2018. ويحتاج قائد الجيش الوطني الليبي إلى هذه الخطوة من أجل تسريع عمليته مكافحة الارهاب حيثما يهتم رئيس الوزراء الحالي بالحفاظ على وزنه السياسي فقط. في هذا السياق يعتبر تحرير مدينة صبراتة من الإرهابيين نموذجا مثاليا. أعلنت حكومة السراج وقوات موالية له بصوت عال عن تحرير المدينة من الإرهابيين وذلك بمساعدة قوات حفتر.
نتيجة للأحداث الأخيرة أصبح حفتر قائدا وطنيا يقدر على توحيد الشعب الليبي في مكافحة الإرهاب وقواته تسيطر الآن على معظم البلاد. ومن الممكن القول أن المشير حفتر يستطيع وضع حد للإرهاب في ليبيا، وبعد ذلك بدء إحياءها كدولة وحيدة ومستقلة.