من برج المراقبة هل نحن محسودين حقا ؟

تم نشره الأحد 14 تشرين الثّاني / نوفمبر 2010 09:04 مساءً
من برج المراقبة هل نحن محسودين حقا ؟
عبدالرحيم غنام
صباحا ...مساءا ...ظهر وعصرا وفي أي وفي أي وقت من الليل او النهار تسمع من يتحدث عن الحسد والمحسودين والحساد واعمالهم التي كثيرا ما تودي بالمحسود الى القبر ، احاديث لاحدود ولا حصر عن الحسد ، والحديث عن الحسد والمحسودين لايقتصر على أماكن بعينها بل تنتشر في كل المناطق الراقية التي يعيش فيها علية القوم من الأغنياء وأصحاب رؤوس ألأموال وحتى المحظوظين والمتنفذين وأصحاب القرار ممن يؤمنون بفعل الحسد والحاسدين ، وكذلك الحال بانسبة للمناطق الشعبية الفقيرة ممن لايملكون من ترف الحياة شيئا من متاع الحياة فهم عندما يشعر احدهم بالتعب او الإرهاق او المرض مهما كان نوعهاو أسبابه تسمعهم يوجهون اللوم على الحسد والحاسدين الذين اصابوهم بالعين دون او يصلون على النبي "صلى الله عليه وسلم "ومعظم هوؤلاء يسلمون بأن الحسد يلعب دورا كبيرا ومؤثرا في حياتهم وبعضهم يحاول إثبات ذلك بتأكيدهم على ان الرسول صلى الله عليه وسلم اصيب  بالعين "بالحسد "، ولإثبات ذلك وإقناع المتحدثين اليهم تجدهم يذكرون  أحاديث عن الرسول "صلعم "كقوله ان ثلثي أهل القبور من العين " الحسد " فهل نحن محسودون فعلا؟!  بناءا على ما سبق  ، وعلى المقوله التي يتم ترديدها بإستمرار والتي تقول ان العين تأخذ حقها من الحجر فإن كل شخص يظن أنه مستهدف بالعين والحسد ، وأن السحرة لا هم لهم إلاهو ، وأن وظيفته الصغيرة وسيارته التي اشتراها بالتقسيط محط أنظار البشرية ، فكلما مسه ضرر ضرب كفا بكف معتقدا أن عيون البشر الحاسدة قد أحاطته من كل جانب. مع أنه مواطن عادي مثله مثل غيره ، ليس لديه ما يثير الحسد .
في الوقت الذي نجد معظم الناس يعزون إخفاقهم في الحياة او بإصابتهم بمكروه الى الإصابة بالعين والحسد من قبل الأخرين نجد ان كبار التجار بطائراتهم الخاصة ، وبتلفزيوناتهم وصولاتهم وجولاتهم لا يعيرون لحالات تضخم العين بالا مع أنهم أولى بالحسد من غيرهم ، لكننا رأيناهم "يتمتعون بالصحة والعافية "! وهذا يعني ان التضخم في إعتقادات ووسوسات الحسد والعين ارتبطت بالمواطن البسيط الفرح بما لديه من أشياء بسيطة ويظن انه محسود عليها  ، . وإذا تجاوزنا الماديات وأتينا للشكل ، لرأينا أن وجوه أغلبية المواطنين عادية والإختلاف بينها قليل جدا  ، وإذا دققنا النظر  نجد معظمهم يسير وهو يتمتم بأوراد الأولين والآخرين خوفا من عين لاهبة تمسه ،
 بالطبع أعزائي وعزيزاتي من القراء والمواطنين انا لاأنكر ابد ان  الإصابة بالعين وبالحسد حقيقة ولا مجال لنكرانها او حتى التشكيك بها وخاصة ان كثيرا من الأيات القرآنية تحدثت عن الحسط وعن العين كما ان الرسول صلى الله عليه وسلم تحدث عن الحسد والعين في أكثر من حديث نبوي شريف ، ورغم إيماني بالعين والحسد إلا انني أود ان الفت نظركم الى ان لافغرقوا  في أوهام العين والرعب من ألإصابة بها ، ولا تظنوا أن كل ما نتعرض اليه من أذى في مالنا وصحتنا وعيالنا سببه  عين لم  " تصلي على النبي " بل الأرجح أنه وهم فظيع ووسواس كبيرة حول أوهام العين والسحر : "من الواضح جدا في عهدنا القريب كما أن الناس كثرة فيهم الأوهام والوساوس فإذا أصيبوا بشيء عادي قالوا هذا جن أو هذه عين أو هذا سحر ونحن لا ننكر أن الجن قد يسلط على الإنسي ويتلبس به ولا ننكر أن الإنسان قد يصاب بالعين ولا ننكر أن الإنسان يسحر ولكننا نريد ألا يكون هذا وهما بين الناس ".
حقيقة الأمر اننا في الأردن اصبحت لدينا تجارة الذين يدعون انهم يمتلكون القدرة على تطبيب الناس من الإصابة بالعين والحسد بعضهم يستخدم قراءة التعاويذ من العين والحسد " يعالجون بتلاوة بعض الأيات والسور القصيرة من القرآن بنية الشفاء "ومثل هذا النوع من المعالجين لاضرر منهم قد يلحق بالمتعالجين وهم يؤمنون بالعلاج بالقرآن ليس من الإصابة بالعين والحسد فحسب بل وبالعلاج من الكثير من الأمراض التي تصيبهم ، والبعض الآخر من المعالجين الذين يدعون بما لاقدرة لديهم على علاجه وهم الذين يستخدمون الشعوذة لشفاء المرضى من العين والحسد والمس من الشياطين وغير ذلك مما يدعون وهؤىء يشكلون خطرا على المرضى وعلى المجتمع ويسيؤون للقرآن ولديننا الحنيف الذي لايقر بالشعوذة ويعاقب المشعوذين الذين يدعون القدرة على شفاء الناس بغير علم .
قال تعالى في كتابه الكريم " بسم الله الرحمن الرحيم " ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا نزيد الظالمين إلاخسارا ) صدق الله االعظيم "سورة الإسراء 82 "، وقال تعالى ( وعزتي وجلالي لأجعلن لكل داء دواء ) ، وقال تعالى " وإذا مرضت فهو يشفين " وفي القرآن الكريم والأحادشث النبوية الشريفة الكثير حول الإعتماد على الله والأخذ بما جاء في الحديث النبوي وفيهما ما ينهاناعن اللجوء الى الشعوذة والمشعوذين الدجالين الذين ينتشرون ويبتزون الناس بأموالهم وصحتهم ، والله من وراء القصد


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات