"العلم من أجل السلم" يترجم إنسانية الأردن حاضن الأدمغة
المدينة نيوز:- وسط محيط ملتهب يرنو للسلام يعقد الأردن المنتدى العالمي للعلوم 2017 حاملا شعار العلم من أجل السلم في سبيل تعزيز العلوم لكون العلم والتعليم والمعرفة تعد جسورا نحو الاقتصاد المعرفي ومفاتيح له، يقول سفير الاتحاد الأوروبي في عمان أندريا فونتانا.
ويضيف فونتانا في مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن الأردن ثري بالأدمغة، وسخي فيما يقدمه للعالم من أبحاث متقدمة بالرغم من شح الموارد الطبيعية فيه، مشيراً إلى أن ما يمتلكه الأردن هو العقول التي تقوم بتعزيز العلوم ودعم مسيرة التعليم والمعرفة لضمان مستقبل مشرق للإنسان محور التنمية.
ويعرب السفير فونتانا الذي شارك في فعاليات المنتدى العالمي للعلوم 2017 المنعقد في مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات بمنطقة البحر الميت، بمشاركة حوالي 3000 من أبرز العلماء والقادة السياسيين والأكاديميين وصناع القرار والمستثمرين على مستوى العالم، يمثلون أكثر من 120 دولة، عن بالغ سعادته في احتضان الأردن المنتدى للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط والثانية اخارج العاصمة المجرية بودابست، ويقول: إن الاتحاد الأوروبي يدعم بقوة ما يهدف إلى تعزيز العلوم في الأردن خاصة ما يبحثه المنتدى.
ووفق رئيس لجنة التربية والتعليم في مجلس الأعيان العين الدكتور محمد حمدان فان المنتدى يقدم رسائل سامية تتثمل في أن الوصول إلى الاستقرار والسلم في المجتمعات لا يكون بغير العلم إنما العلم يكون من أجل تحقيق السلام.
ويشير إلى أن المنتدى الذي ترأسه لهذا العام سمو الأميرة سمية بنت الحسن رئيس الجمعية العلمية الملكية، حظي برعاية كبرى من جلالة الملك عبد الله الثاني الذي افتتحه بحضور الرئيس الهنغاري يانوش أدير، مثلما حظي باهتمام كبير من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، والأكاديمية الهنغارية للعلوم، والجمعية الأمريكية لتقدم العلوم، والأكاديمية العالمية للعلوم، والمجلس الاستشاري العلمي للأكاديميات الأوروبية، المجلس الدولي للعلوم، الشراكة بين الأكاديميات، مجلس العلوم الاجتماعية الدولي، ممثلو المجلس العلمي لمجموعة 77، ما يكسب المنتدى أهمية عالمية يسجلها التاريخ، علاوة على حجم المشاركات الكبيرة للعلماء والباحثين الدوليين والقادة في قطاعات مختلفة.
أما رئيس اتحاد الجامعات العربية الأستاذ الدكتور سلطان أبو عرابي، فيشير إلى أن المنتدى يأتي نظرا لما يتمتع به الأردن من بيئة سياسية وتعليمية ملائمة، وجامعات عريقة ومتميزة تثبت جدارتها من خلال البحث العلمي وتقدمها ضمن المقاييس العالمية عاما تلو الآخر "فالأردن محطة شرق أوسطية متميزة في التعليم العالي".
ويضيف أن العلماء المشاركين في المنتدى قد جاءوا إلى المملكة من مختلف دول العالم بهدف إثراء المحتوى العلمي فيه مما يعود على جميع المشاركين بالآثار المرجوة من انعقاد المنتدى ليكونوا سفراء للأردن في بلدانهم.
ويعرب أبو عرابي عن فخره بانعقاد المنتدى في الأردن الأمر الذي يدلل على تميز البحث العلمي والجامعات الأردنية، مشيرا إلى أن هناك رسائل كبيرة جدا ضمن مستويات فكرية وعلمية وسياسية يحملها المنتدى من أبرزها انعقاده في منطقة تعج بالاضطرابات والتحديات مما يترجم إرادة الأردن في تحقيق السلام بالمنطقة كاملة والعالم أجمع من خلال التحاور بالعلم الذي يعد أقوى أنواع الدبلوماسية.
وينوه إلى أن إصرار المملكة على احتضان هذه المنتديات وضمان استمراريتها يدفع بعجلة تنمية آفاق البحث العلمي إلى آفاق متقدمة مما يعزز مكانة الأردن بحثيا ليكون في مصاف الدول المتقدمة وصولا إلى تحقيق التقدم المنشود والرخاء.
ويؤكد مدير عام مركز تكنولوجيا المعلومات الوطني الدكتور بهاء الدين الخصاونة، أهمية المنتدى الذي يعقد للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، معتبراً أنه يشكل فرصة للتواصل والتشبيك بين العلماء والباحثين الأردنيين مع غيرهم من مختلف دول العالم.
ويبين أن المنتدى أوجد أمام الخبرات المحلية فرص هائلة للتعاون مع تلك النخب العالمية فيما يخص جوانب العلوم كافة، معرباً عن أمله أن تعزز مخرجات المنتدى مختلف المجالات العلوم ما ينعكس إيجابًا على شتى مناحي الحياة.
ويلفت الخصاونة إلى أن انعقاد المنتدى في الأردن يظهر مدى ثقة العالم بالكفاءات الأردنية في مجالات العلوم وتكنولوجيا المعلومات ومختلف المجالات العلمية، لاسيما التقنية منها.
ويشدد رئيس جامعة البلقاء التطبيقية الأستاذ الدكتور عبد الله سرور الزعبي على أن المنتدى يعتبر من أهم المؤتمرات العالمية، وأن احتضان الأردن له لهذا العام يترجم جهود جلالة الملك عبد الله الثاني الذي بنى قاعدة راسخة من العلاقات الدولية مع الاتحاد الأوروبي ومختلف دول العالم.
ويشير إلى مساع نوعية بذلها منظمو المنتدى عبر استقطاب علماء دوليين لتظاهرة علمية تاريخية تكتسب أهميتها من تداول باحثين من شتى البقاع ما يدور في فلك الأبحاث العلمية، وما توصل إليه العلم الحديث وتجاربه، والمشاركة والتشبيك مع علماء من أجل إقامة بحوث مشتركة لتعزيز قطاع البحث العلمي في الأردن والدول المشاركة، واصفا المنتدى "بالفرصة النوعية" التي تبقي المشاركين على تواصل دائم مع مستجدات العلوم.
أما رئيس جامعة الطفيلة التقنية الدكتور شتيوي العبد الله فيقو،ل إن انعقاد هذا المنتدى في الأردن يكتسب أهمية كبيرة نظرا للظروف التي تحيط بالمملكة والتحديات التي تمر بها المنطقة عموما ليحمل الأردن العلم في سبيل السلم في الوقت الذي تحمل فيه دول عدة السلاح وتشعل الحروب.
ويشير إلى أن المنتدى العالمي للعلوم 2017 يرسخ معايير نوعية ومحورية من خلال بدء محادثات تحمل النقد الذاتي عن تطبيقات العلوم لجميع أفراد المجتمع، لافتا إلى أنه من أكثر المنتديات تمثيلاً بين أهم المؤتمرات العالمية.
ويركز المشاركون في المنتدى الذي يعد أكبر حدث علمي في الشرق الأوسط، رعى جلالة الملك عبد الله الثاني انطلاق فعالياته أمس الثلاثاء في مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات بمنطقة البحر الميت تحت شعار "العلم من أجل السلم"، بحضور الرئيس الهنغاري يانوش أدير، والعديد من العلماء الحائزين على جائزة نوبل، وممثّلون حكوميون رفيعو المستوى من العديد من دول العالم. على تمكين العلم من معالجة المشكلات التي تواجه الاستقرار والنمو وبالتالي تحقيق السلم للعالم.
وما يميز المنتدى في نسخته للعام الحالي هو التركيز بقوة على الأعمال العلمية وبيئة الابتكار لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومنها "فرص وتحديات التحول الرقمي"، و"بناء القدرة على الصمود في عالم مترابط". كما تشكل الثقة في العلوم والاتصالات من قبل المجتمع العمود الفقري للمنتدى، فيما تأخذ قضايا الأخلاق والنزاهة العلمية حيزا مهما من مناقشات المنتدى لمعالجة تعزيز الاندماج بالتركيز على العلوم والتوعية.(بترا)