انطلاق اجتماعات مجالس المستقبل العالمية في دبي
المدينة نيوز :- انطلقت في مدينة دبي اليوم السبت أعمال الاجتماعات السنوية لمجالس المستقبل العالمية، بحضور سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي البروفسور كلاوس شواب 700 من الخبراء ومستشرفي المستقبل، الذي نظمته حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع المنتدى.
وأكد عضو مجلس الوزراء، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، محمد القرقاوي، إن من وصفهم بـ "مستشرفي المستقبل" سيستعرضون حصيلة اجتماعات المجالس في العام الماضي، وما توفره الثورة الصناعية الرابعة للبشرية.
وقال إن المستقبل "مسؤولية عالمية وأخلاقية مشتركة"، ومن هنا جاءت فكرة اجتماعات المجالس العالمية.
وأكد أن دولة الإمارات في مقدمة دول العالم التي بادرت للاستعداد للثورة الصناعية الرابعة والتعامل مع التحولات التي يتوقع أن تحدثها هذه الثورة على مختلف نواحي الحياة.
وقال إن الإمارات تحركت لوضع استراتيجية لتبني الثورة الصناعية الرابعة وتشكيل مجلس لها، والتحول إلى مختبر عالمي مفتوح لتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، وتشكيل حكومة تنسجم مع متطلباتها من خلال تعيين وزراء للذكاء الاصطناعي والعلوم والصناعات المتقدمة والأمن المائي والغذائي.
وتابع أن التغيير غير المسبوق الذي ستحدثه الثورة الصناعية الرابعة في القطاعات، ونماذج الأعمال المدعومة من الذكاء الاصطناعي، وفعالية التعليم سيضاعف حجم النمو السنوي لاقتصاد الدول، ويرفع كفاءة القوى العاملة بنسبة 40 بالمئة بحلول عام 2035 .
وتوقع القرقاوي أن يبلغ اقتصاد التنقل الذاتي (المركبات ذاتية الحركة) 7 تريليونات دولار، فيما يتوقع أن يسهم إنترنت الأشياء وحده بحوالي 10 إلى 15 تريليون دولار في الناتج المحلي الإجمالي العالمي على مدى السنوات العشرين المقبلة، في حين سيساهم التغيير في زيادة كفاءة الطاقة عالميا.
وأشار إلى إمكانية ظهور قوى اقتصادية جديدة وارتفاع المنافسة التجارية العالمية التي تحددها القدرة التنافسية المبنية على التطور التكنولوجي والقدرة على الابتكار.
ورحب الوزير القرقاوي بالمشاركين في الدورة الثانية للاجتماعات السنوية لـمجالس المستقبل العالمية، والتعاون الاستراتيجي بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمنتدى الاقتصادي العالمي، مؤكدا أن تجربة الإمارات في استشراف المستقبل، تجعل منها المنصة المثالية لاستضافة نخبة مستشرفي المستقبل الذين يجتمعون على مدى يومين لرسم ملامح مستقبل العالم ووضع الحلول المناسبة لمواجهة التحديات المستقبلية، والعمل على تحويل مفاهيم الثورة التكنولوجية الى أجندة عالمية مشتركة.
وأكد أن النتائج التي سيتوصل إليها المجتمعون "ستمكننا من الاستعداد للمستقبل في ظل التغيرات العالمية المتسارعة التي تعم فيها مفاهيم وتغييرات تؤثر فينا كمواطنين عالميين وتمكننا من تحويلها الى فرص إيجابية لصالح الانسانية".
بدوره، وصف البروفسور شواب الاجتماعات بأنها "أكبر جلسة عصف ذهني حول المستقبل"، مؤكدا أهمية استثمار المشاركين للتكنولوجيا وتسخيرها في تشكيل المستقبل بطريقة بناءة ومنتجة.
وأشار إلى أن الاجتماعات للسنة الحالية تجمع عددا من الخبراء في العالم لاستشراف المستقبل في ظل الثورة الصناعية الرابعة.
وأكد أن الاجتماعات سيتمخض عنها أفكار ومبادرات جديدة سيتم البناء عليها وتضمينها لأجندة المنتدى الاقتصادي العالمي في اجتماعه السنوي المقبل في منتجع دافوس السويسري.
وقال شواب إن القوة الإيجابية للعلوم تكمن في مواجهة أكبر التحديات في عصرنا وأنه يتعين على قادة المؤسسات العالمية النظر للعالم لاعتباره "نظاما بيئيا شاملا" للترابط العالمي وذلك لتسخير القوة التحويلية للتكنولوجيات الجديدة لبناء مستقبل مستدام.
وأشار إلى الحاجة إلى نمط جديد من "الحوكمة النشطة"، يتعاون من خلالها قادة الأعمال والحكومات والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني من أجل وضع المبادئ والبروتوكولات اللازمة لضمان تمحور التكنولوجيات الناشئة حول الإنسان خدمتها للمجتمع.
ويركز أعضاء المجالس في دورة هذا العام والتي تنعقد تحت شعار "عولمة المعرفة في عالم متصدع"، على الحلول والأفكار التي يمكن تبنيها في الوقت الحاضر لتعزيز التعاون الدولي والاستجابات المشتركة للتحديات العالمية.
ويناقش المشاركون محاور عديدة إعادة تصميم أسواق العمل ونظم الضمان الاجتماعي بطرق تساعد على نمو الاقتصادات وتحمي المجتمعات، وتطبيق الطب الشخصي وتقنيات التحسين لضمان إطالة أعمار الأفراد، وبقائهم بصحة وعافية لفترة أطول.
كما يناقشون إدارة المستويات المتزايدة من الهجرة البشرية بطرق تفيد الناس خلال تنقلهم، وفي بلدهم الأصلي، ووجهاتهم، وإيجاد طرق جديدة لتمويل الاستثمارات اللازمة لرفع مستوى البنى التحتية في عصر المركبات ذاتية التحكم والتصنيع الإضافي، والمحافظة على رأس المال الطبيعي للأرض وحمايته في الوقت الذي تتعرض فيه الطبيعة لضغوط متزايدة.
ويتناول المستشرفون تحديد التكنولوجيات والبنى التحتية اللازمة لتسريع التحول إلى نظام طاقة عالمي خال من الكربون، وتلبية الاحتياجات الغذائية لسكان العالم البالغ عددهم 5ر8 مليار نسمة، وضمان تدفق مستدام للمحتوى والمعلومات بطريقة تضمن شمولية المجتمعات وتعظيم فوائد التكنولوجيات الجديدة من خلال اعتماد نماذج حوكمة مبتكرة ومرنة وشاملة، وتحديد القيم التي تساعد على اتخاذ خيارات مسؤولة عند تطوير التكنولوجيا وضمان استخدامها بشكل إيجابي.
بترا