مثقفون يستذكرون الاديب عدي مدانات في سنويته الاولى
المدينة نيوز:-استذكر مثقفون وأصدقاء الاديب الراحل عدي مدانات في ندوة اقيمت مساء أمس الاحد بمرور سنة على رحيله في قاعة المؤتمرات بالمركز الثقافي الملكي.
واستهلت الندوة التي نظمتها وزارة الثقافة بالتعاون مع المركز الثقافي الملكي ضمن فعاليات المركز، في عرض بصري "فيديو" عن سيرة الاديب الراحل مدانات.
وفي الندوة التي ادارتها الروائية ليلى الاطرش وحضرها مدير عام عام المركز محمد ابو سماقة ومندوب الوزارة عماد مدانات، قال الكاتب محمد سعيد مضية في ورقة بعنوان "عدي مدانات والثقافة المقاتلة" إن عدي مدانات نزل الميدان واعيا لرسالته الوطنية الاجتماعية ومدركا لمناورات الثقافة المضادة كما اجملها في مؤلفه الدرة النفيسة "فن القصة"، بأن "الكاتب اولا واخيرا صاحب موقف من الصراعات البشرية والتحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية".
واشار مضية الى ان الكتابة رسالة اجتماعية في نظر عدي مدانات، إذ يعتبر الكاتب نفسه منخرطا جديا في واقع عصره فيقارب فعلا تاريخيا بل فعل مقاومة.
ونوه بأن كتابات عدي مدانات في القصة والرواية والبحث إبداع عقلاني وهي نموذج لكتابات عربية لم تسقط في وحل ثقافة الليبرالية الجديدة، مشيرا الى انه عبر من خلال كتاباته عن سيادة مجال مفاهيمي عربي يتحدى ويقارع، وغرف من الواقع واختزنت ذاكرته كما ضخما من وقائع الحياة وظفها في ابداعاته.
واستذكر الروائي هاشم غرايبة علاقته مع الاديب الراحل مدانات والتي بدأت عام 1975، مشيرا الى مسيرتهم معا في كسب جيل الشباب الى ساحة التنوير والتحضر والدفاع عن حقهم في حرية القول والكتابة والاحتجاج والنقد والمشاركة باتخاذ القرار وبناء المستقبل.
ولفت الى ان الكتابة بالنسبة لعدي مدانات مثلت حاجة انسانية صحيحة تعطي الانسان كل معنى قضيته التي هي الانسان بكل ما قد يكون فيها من لون ونغم ونشاز، مشيرا الى انه كان يحاول ان يبقى مخلصا مع نفسه، فهو لم يسع الى تقديم شهادة عن الواقع العربي المعاصر بقدر ما سعى الى الاحتجاج على انهيار هذا الواقع في شهادة حزينة ممتدة تبدأ بـ"المريض غريب الاطوار" ولا تنتهي بـ"الانسة ازدهار".
وقال إن عمان عند الراحل مدانات مسرح الحياة ومسرح رواياته والمرأة في كتاباته مرفوعة دائما الى مقام النموذج الانساني العالي.
وقالت القاصة زليخة ابو ريشة إن عدي مدانات يتحلى بعلاقات انسانية بجميع اصدقائه ومعارفه، مشيرة الى حبه البالغ للموسيقا والفنون ، وبينت ان لغة مدانات متينة مشبعة بالنحت والاناة وابداعهاته في رصد لغة الجسد وهواجس النفس .
وقال زميله وشريكه في مهنة المحاماة، المحامي جهاد الغرايبة ان عدي مدانات كان ملتزما بقضايا وطنه ومؤمنا بدور العمال في بناء الوطن واقتصاده.
واستذكر عددا من مواقفه النبيلة التي انسجمت مع فكره وقناعاته مشيرا الى دوره في الحيلولة دون تصفية احد المصانع واغلاقه وما قد يترتب عن تسريح العمال والتي ساهم بوصفه محاميا في القضية من الابقاء على المصنع وجدولة ديونه وسدادها الى ان استوى امر المصنع وبدأ بتحقيق الارباح.
واشار الى ان الراحل مدانات كان من اوائل المحامين الذين ترافعوا امام المحكمة العمالية "الصناعية سابقا" وتعاون مع المرحوم القاضي امين العسعس في وضع قواعد واجراءات التقاضي فيها.
وفي رسالة صوتية ومصورة ارسلها صديقه الاديب محمود شقير من القدس والذي تعذر حضوره لاسباب صحية، استذكر فيها علاقته الطويلة بالاديب الراحل مدانات والتي تعود لاوائل السبعينيات من القرن الماضي، مشيرا الى انه كان يفرح لاصدقائه ويعيش افراحهم .
وقال ان الراحل مدانات كان يكتب عن عمان كما يعيشها ويحب ناسها ويتفاعل معها، مبينا ان كتاباته تميزت بحب الحياة ورصد دقيق للنفس البشرية، كما انه احتفى بالمعذبين في الارض وسلط عليهم الضوء فيها.
وفي الختام قدمت عقيلة الاديب الراحل مدانات، ايفلين الاطرش، شكرها لجميع الداعمين والقائمين على هذه الندوة والمشاركين فيها، مستذكرة صفحات من مسيرتها مع الاديب الراحل، وقيمه وانتمائه وحبه لوطنه الاردن.بترا