دُعاء المطر !
![دُعاء المطر ! دُعاء المطر !](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/62281.jpg)
المدينة نيوز – خاص – جهاد جبارة - : لك يا خالق الخلق العظيم,أمسك قلمي,باحثاً عن الحروف كي تُمجد ألوهيتك,وأنثرها على مقربة من مناقير الطير لتتلو صلاة,وشكوى حلوقها التي شققها العطش!.
لك يا مُشعل نار القلوب التواقة للسجود على أعتابك,أزرع حروفي على يباس القلب الذي مزقته رياح الخريف,وقطّعته مِديّ الجفاف!.
لك أيها الهادئ دون غضب,اللذيذ الذي ما نضب,البهيّ الساكن أصل النيرات,المُقيم في ملكوته العادل,الطابع اسمه على أفواه المؤمنين,باسم قدرتك التي لا تُحصر في العد,والحسبان يلتقط قلمي حروف المذلة,والهوان,والندم كي أرسمها على حدود غفرانك!.
لك يا عزيز ,ياحليم,يامقتدر,ياعليم,ياكاشف الغيب,ومُجري الدماء في العروق,وهادي العقول,وواهب الأرواح,تسجد لك روحي,ولك وحدك يُحلل دمي,ولحبك,وعفوك,ومرضاتك يركض القلب على سهوب الجمر راضياً,مرضيا.
لك يا من جعلتنا نُطفاً التصقت على جدار أرحام شاءت قدرتك أن تكون ملاذنا الدافئ,ثم أخرجتنا عطاشى لا يروي ظمأنا سوى حليب صدور الأمهات,فاسقنا غيث سحابك كما أسقيتنا غيث أثداء السيدات اللواتي كرمتهن!.
لك وحدك يا واهب الحياة,وأنا خجول,نادم,مُنكسر الفؤاد ومسلوب الجناح,أعترف بأن الروح باتت تواقة للترحال على جناح غيمة شتاء,وأن العين جافى بؤبؤها النوم انتظاراً لمرور غيمة شتاء,وأن الصدر قد ضاق وملأه الكدر يود لو تعبره ذات صباح غيمة شتاء!.
يا خالق الخلق العظيم,إقبلني كحبة قمح باتت تشكو فقدان حقلها,وضيّعت بيتها ولم تجد سوى تراب مغفرتك,فاسقني أنا القمحة التي ذوت,وعذبها العطش,لأني وباسمك يا ذي الجلال العظيم كإنسان خاطئ لا أستحق ما تستحقه حبة قمح!. .
جهاد جبارة