دراسة: تزايد مستوردات التعبئة رغم وجود مصانع تنتجها بجودة عالية

المدينة نيوز:- بينت دراسة أجرتها غرفة صناعة الزرقاء تزايد في مستوردات مواد التعبئة والتغليف رغم وجود مصانع تقوم بإنتاجها بجودة عالية وبأعلى المواصفات العالمية ما أثر على تنافسية قطاع التعبئة والتغليف والورق والكرتون بشكل كبير في السوق المحلي.
وقال رئيس غرفة صناعة الزرقاء المهندس فارس حمودة لـ (بترا) ان الغرفة، ومنذ بداية العام الحالي، تقوم بمتابعة تزايد المستوردات مع وزارة الصناعة والتجارة والتموين من خلال دراسة اعدتها بهذا الشأن، وبينت وجود تزايد في المستوردات من مواد التعبئة والتغليف وبشكل رئيس للمواد الواقعة ضمن البنود الجمركية (48، 39).
واشار الى أن هذه المستوردات تؤثر بشكل رئيسي على المصانع الواقعة ضمن قطاع التعبئة والتغليف والورق والكرتون واللوازم المكتبية في المملكة وتحد من قدرتها على المنافسة المحلية بسبب وجود نسب استيراد كبيرة من منتجات التغليف والمنتجات الورقية، حيث تتوفر منها صناعة محلية تتصف بالجودة العالية، غير أن كلف الانتاج العالية والمشاكل والمعوقات التي تواجه قطاع التعبئة والتغليف والورق والكرتون واللوازم المكتبية تهدد نمو واستقرار القطاع وتحد من تنافسيته.
من جهته قال نائب رئيس غرفة صناعة الزرقاء والمشرف على الدراسة حسين حواتمة، ان الغرفة لمست تراجعاً في أداء قطاع التعبئة والتغليف والورق والكرتون على المستوى المحلي، ما استدعى اجراء دراسة لرصد مدى تأثره بالمستوردات من منتجات التعبئة والتغليف، خصوصاً فيما يتعلق بالورق والكرتون ومنتجات التغليف من ورق البولي بروبلين المطبوع والاكياس والعبوات البلاستيكية.
وأوضح ان بعض القطاعات المحلية كالمطاعم والحلويات تعتمد على مواد التعبئة والتغليف المستوردة، بالرغم من وجود عدد كبير من المصانع التي تقوم بإنتاج مواد التعبئة والتغليف وبجودة عالية وبأعلى المواصفات القياسية العالمية والاردنية.
وبين حواتمة ان نتائج الدراسة تشير الى وجود نمو في نسبة مستوردات مواد التعبئة والتغليف خلال الفترة بين 2006-2016 من دول معينة كأستراليا التي بلغت نسبة نمو مستوردات المملكة منها من مواد التعبئة والتغليف (1569بالمائة) وهي نسبة عالية جداً، كما هو الحال للمستوردات من البرتغال بنسبة 998 بالمائة)، والصين بنسبة 659بالمائة، ومن تايون بنسبة 296بالمائة، اضافة الى دول أخرى كتركيا واسبانيا وهولندا وغيرها.
وأشار الى ان نتائج الدراسة بينت ان المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة والكويت هي الدول العربية الرئيسية التي تستورد منها المملكة منتجات التعبئة والتغليف تحت بند التعرفة الجمركية (48)، حيث بلغت نسبة نمو المستوردات من الكويت ضمن هذا البند ما نسبته 67بالمائة بينما بلغت نسبة هذه المستوردات من دولة الامارات العربية المتحدة ما نسبته 56بالمائة ومن المملكة العربية السعودية 29بالمائة.
وبخصوص البنود الجمركية الاخرى تبين ان نسبة تزايد المستوردات من البند الجمركي (3920) بلغت 36بالمائة ونسبة المستوردات للبند الجمركي (3923) بلغت 59بالمائة للفترة 2006-2016، اما البند الجمركي (3924) فقد بلغت نسبة تزايد المستوردات فيه ما قيمته 136بالمائة.
وعزا حواتمة تزايد المستوردات من مواد التغليف الى اعتماد المؤسسات الغذائية من مطاعم وغيرها على ورق التغليف والكرتون المطبوع من الخارج كالصين، كما يتم السماح باستيراد عبوات مصنوعة من مواد كرتونية معادة التدوير والتي قد تكون ضارة بصحة المستهلك (كعلب البيتزا)، بينما يتم التشديد على المؤسسات الوطنية لتطبيق القواعد الفنية الخاصة بمواد التعبئة والتغليف الملامسة للغذاء ما يشكل منافسة غير عادلة مع وجود المنتجات المستوردة التي قد تكون غير مطابقة للقواعد الفنية الأردنية.
وبين أن الاسباب في تراجع تنافسية قطاع التعبئة والتغليف وتراجع المبيعات المحلية لهذا القطاع الهام تتمثل بضعف التشبيك بين الصناعات الوطنية اضافة الى ضعف التشبيك مع القطاعات الاخرى كقطاع المطاعم والحلويات وغيرها من القطاعات المحلية التي تعتمد في عملياتها على مواد التعبئة والتغليف، كالعلب والصناديق الكرتونية المطبوعة، والاطباق الكرتونية وغيرها من مواد التعبئة والتغليف.
وذكر أن الغرفة تتابع حالياً مع وزارة الصناعة والتجارة والتموين موضوع تزايد مستوردات مواد التعبئة والتغليف، والطلب منها اتخاذ الاجراءات المناسبة لحماية الصناعة الوطنية، مشيرا الى تحضيرات جارية حالياً لعقد اجتماع للشركات العاملة في قطاع التعبئة والتغليف والورق والكرتون واللوازم المكتبية في القريب العاجل.
و اشار حواتمة الى ان غرفة صناعة الزرقاء وقعت مؤخراً، مذكرة تفاهم مع شركة "بوسوم Bosom " الدولية الصينية لابتعاث عشرة طلاب سنوياً للالتحاق في برنامج تدريبي يقام من قبل الجامعات الصينية، في مجال ماكينات صناعة وطباعة الورق والكرتون، اذ يتضمن البرنامج التدريبي جانب نظري لمدة عشرة اشهر في الجامعات الصينية وجانب تطبيقي من خلال الالتحاق بأحد المصانع الصينية المتخصصة لمدة شهرين.