في الشوارع المظلمة.. ينقضّ على النساء بسبب كرهه لزوجته

المدينة نيوز:- في شوارع يُخيّم عليها الظلام، كان رجلٌ أربعيني يصول ويجول قبل أن يتربّص لـ "فريسته" الأنثى وينقضّ عليها. بقي هدف المُعتدي على النساء مجهولاً لفترة طويلة قبل أن يتّضح أنّ غايته المرجوة كانت إلحاق الأذى بهنّ انتقامًا من زوجته. لقد كره الرجل "جنس حوّاء" وقرّر أن يُترجم حقده عليهنّ بإشباعهنّ ضربًا وأذيّة بعصا خشبيّة، ليقوم بعدها بتحسسهنّ للتأكّد من بقائهنّ على قيد الحياة.

الساعة التاسعة والدقيقة أربعون ليلاً، نُقلت إحدى السيّدات إلى مستشفى في بيروت، إثر تعرّضها للضرب بآلة حادّة على رأسها في محلّة دوحة عرمون. بالإستماع إلى المصابة من قبل الأجهزة الأمنية، صرّحت أنّها وبينما كانت عائدة إلى منزلها، ولدى وصولها أمام مدخل البناء حيث تقيم وضع شخص - لم تشاهده - يده على فمها وضربها بآلة حادة فوقعت أرضا وفقدت الوعي.

لم تسمع الفتاة صوت الفاعل ولم تره لحظة الإعتداء عليها لأنّ المكان كان مظلمًا بسبب انقطاع التيار الكهربائي، لكنّها أبدت اعتقادها أنّ الفاعل كان ينوي سرقة حقيبتها لأنّها عندما بدأت بالصراخ هرب من المكان.

تكرّرت الحادثة بوقائع مشابهة مع العديد من السيّدات في كلّ مرّة، إلى أن تمكنت الأجهزة المختصّة بعد استقصاءات مكثّفة من توقيف "فادي.ب" (مواليد 1977) التي ثبت تورّطه في تلك الجرائم.

أُخضِع الموقوف للتحقيق، فأدلى أنّه يعاني من حالة نفسيّة صعبة منذ وفاة شقيقته قبل ثلاث سنوات وهو يكثر من شرب الكحول. مشيرًا إلى أنّ ما زاد من حالته سوءاً ترك زوجته له مع أولاهما، فبات يشرب الخمر طوال الليل ويخرج من منزله ويجوب الشوارع في دوحة عرمون لكنّه - حسب زعمه - لا يعرف ماهية الأعمال التي يقوم بها لأنّه يكون بحالة اللاوعي، مؤكّدا أنّه لا يتذكّر تعرّضه لأي فتاة بالضرب.

وفيما يتعلّق بما حدث مع السيدة التي نقلت إلى المستشفى وادعت على مجهول بمحاولة قتلها، أفاد أنّه أثناء تجوله في دوحة عرمون رآها مرّة تدخل ليلاً إلى البناء حيث تقيم، فعاد مجددًا في مساء اليوم التالي وقام بمراقبتها لثلاثة ايام لتحديد وقت عودتها وكيفية دخولها إلى منزلها. بعد 5 أيّام، عاد إلى البناء واختبأ خلف إحدى السيّارات ولدى وصولها الى باب المدخل ضربها، بواسطة عصا خشبيّة كان يحملها، على رأسها من الخلف فسقطت أرضا، عندها وضع يده على رقبتها وفمها للتأكّد من أنّها لا تزال حيّة أو ماتت ثمّ غادر المكان.

المتهم أكّد أنّه بسبب الحالة النفسية التي كان يعاني منها وبسبب كرهه لزوجته إثر طلاقه منها وبغضه للنساء بشكلٍ عام، كان يقوم بالتجوّل ليلاً في الشوارع المظلمة بنية الإعتداء على النسوة، فيضربهنّ بهدف إلحاق الأذى بهنّ انتقامًا من طليقته ، معترفا أنّه اعتدى على 3 عاملات أجنبيّات في شوارع دوحة عرمون وقد ضرب إحداهنّ وكانت من التابعيّة السريلانكيّة بواسطة "عصا معول" وقام بعد أيام بضرب فتاة أثيبوبية بواسطة العصا نفسها على رأسها كما لحق بعد أيام بعاملة ثالثة بشرتها داكنة وضربها على صدرها.

وشدّد المتهم أنّه كان يتقصّد ضرب الإناث على رؤوسهنّ رغبةً منه إلحاق الضرر بهنّ ولم يكن يهمّه إذا كنّ قد فارقن الحياة أم لا، كاشفًا أنّه كان يغيب عن الشارع الذي يتعرض فيه لضحاياه عدّة أيّام حتى لا يُثير الشكوك.

أمّا طليقة المتهم فأفادت أنّه طيلة فترة زواجهما، كان زوجها يضربها ويحاول خنقها وقتلها، وقد وضع مرّة الشفرة على عنقها محاولا ذبحها، مؤكّدة أنّه لا يعاني من مشاكل نفسيّة وإنما يحتسي الكثير من الكحول وكان يتعاطى المخدّرات.

محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي عبد الرحيم حمّود أنزلت عقوبة الأشغال الشاقّة المؤقّتة بالمتهم مدّة عشر سنوات وأنزلتها تخفيفاً إلى أربع سنوات ونصف السنة.

" صيدا اون لاين "