الإنترنت.. نِعمة أَمْ نِقمة؟
شَهِد العالم في العقديْن الماضييْن تطوّرات مُذهِلة ومُتسارِعة في مجالات الحياة كافّة، وفي مجال الحاسوب والإنترنت بشكل خاصّ، وهو ما جعل العالم قرية صغيرة تتناقل أحداثها وأخبارها بسرعة تفوق أي وسيلة أخرى وبكُلْفة مُتواضِعة، ما يجعل هذه الخدمة في مُتناوَل يد الجميع دون تمييز لجنس، أو بلد، أو حتى عمر، الأمر الذي جعل من هذه الوسيلة غاية في الأهمية، وغاية في خطورتها الاجتماعية إنْ أُسِيء استخدامها، فكيف لنا أن نتعامل مع الإنترنت؟ وما هي ضوابط ومُحدِّدات الاستخدام؟ وما هي حدود المسموح والممنوع في استخدام الإنترنت مع أبنائنا.
تُعَدّ هذه الأسئلة ومثيلاتها مشروعة بل مطلوبة في ظل السلبيات التي نسمع ونرى نتيجتها.
ومن جهة أخرى ظهرتْ أصوات تُنادِي بفتح خدمة الإنترنت أمام الجميع، دون قيْد أو شرْط، ودون اعتبارات خاصّة للغاية أو الاستخدام، انطلاقاً من مبدأ الحرية الشخصية تارةً، ومن دوْر هذه الوسيلة في التطوير والتنمية تارةً أخرى، باعتبارها من أكثر الوسائل أهمية في هذا العصر، الأمر الذي دفع بعضاً من أولياء الأمور للمُسارَعة في تعليمها لأبنائهم، وتسهيل اتصالهم وتواصلهم بها، لمعرفتهم بأهمية هذه الوسيلة العصرية في البناء والتعلُّم، فكانت الممارَسة دون قيود أو شروط، ودون رقابة على الاستخدام.