"عين على القدس" يستعرض دور مجلس النواب في دعم صمود المقدسيين
المدينة نيوز:- دعا رئيس لجنة فلسطين النيابية في مجلس النواب الأردني، النائب يحيى سعود، الأردنيين الى زيارة القدس والمقدسات، لما يترتب على ذلك من أثر ملموس في تعزيز صمود الأهل في فلسطين والقدس، مشيرا الى أن هذا الأمر لمسه بصورة واضحة من خلال زياراته الست الى الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث شاهد الفرح الغامر والارتياح الكبير عند الأهل في فلسطين عندما تزورهم وفود أردنية وعربية وإسلامية.
وأشار السعود في حديث لبرنامج "عين على القدس" الذي بثه التلفزيون الأردني مساء أمس الإثنين، الى ان البرلمانيين الأردنيين الذين يزورون المدن الفلسطينية لا يشعرون بأنهم غريبون، والسبب هو أن الاردنيين والفسطينيين هم شعب واحد، لكن في دولتين.
ونفى السعود أن "تكون هذه الزيارات تطبيعا مع اليهود الذين يحتلون الأرض والمقدسات على مسمع ومرآى من العالم"، موضحا أن "زيارة السجين لا تعني التطبيع مع السجان، بل هي ضرورة في أحيان كثيرة للتواصل على الأرض، وإيصال الدعم المادي والمعنوي الى الأهل لتعزيز صمودهم".
وأشار الى مؤتمر "الطريق الى القدس" الذي عقد قبل ثلاث سنوات بمبادرة من لجنة فلسطين النيابية، وبرعاية ملكية ودعم من سمو الأمير غازي بن محمد، وحضرته 11 دولة عربية، وصدر عنه توصيتان هما: تشكيل لجنة تعنى بفلسطين في كل البرلمانات العربية، والثانية: حث المسلمين على إصدار فتوى بأن "زيارة القدس والمقدسات لا تعني التطبيع مع الكيان المحتل، لأن القدس تئن نتيجة الإجراءات التهويدية المتسارعة التي تعمل على تغيير معالمها، وقدوم أفواج بشرية من محيطها العربي الإٍسلامي يعزز موقفها من الصراع مع العدو، ويعمل على تفنيد الرواية الصهيونية الكاذبة للسياح، وتعتبر رافدا مهما للاقتصاد المقدسي".
وبيّن أن البرلمان الأردني بكافة مكوناته واتجاهاته يجمع دائما على أي قضية أو موضوع يخص القضية الفلسطينية، ويتناغم موقفه مع الموقف الرسمي والشعبي الأردني، لأنه يعي دوره الكبير في هذا الملف المتداخل مع الشأن الأردني، مشيرا الى آلية عمل لجنة فلسطين النيابية التي ستقوم بزيارات الى دول عربية لحشد مواقف رسمية من البرلمانات الشعبية للضغط على حكوماتها لدعم صمود الأهل في فلسطين.
وأعرب السعود عن اعتزازه بالقيادة الهاشمية التي تحمل في فكرها ووجدانها القضية الفلسطينية أينما حلت وارتحلت في كافة العواصم والمحافل الدولية، وكذلك هو حال الأردنيين جميعا حكومة ونوابا ونقابات ووفودا شعبية، مشيرا الى الدور الذي يلعبه البرلماني الأردني في دفاعه عن القضية والقدس والمقدسات أينما كان ووجد، لأن الموقف الرسمي والشعبي يتآلف دائما من هذه الناحية .
وأوضح أن لجنة فلسطين النيابية في حالة تواصل دائم مع اللجنة الملكية لشؤون القدس، التي تزودها بتقرير يومي لما يجري في القدس، وعلى تواصل دائم مع وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية ووزارة الخارجية للاطلاع على ما يجري في القدس من تطورات وأحداث.
وقال رئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس النواب الدكتور خير أبو صعيليك، ان مجلس النواب الثامن عشر منسجم مع التوجه الملكي السامي بضرورة إقامة الدولة الفلسطينية على التراب الوطني لفلسطيني، مضيفا لتقرير "القدس في عيون الأردنيين"، أن المجلس يقدم دائما الإسناد والعون للأشقاء في فلسطين، ويخاطب العديد من البرلمانات والمنظمات الدولية بخصوص تطورات القضية الفلسطينية.
من جانبها أشارت عضو لجنة النزاهة والشفافية وتقصي الحقائق بالمجلس، الدكتورة ديما طهبوب، الى أن البرلمان الأردني هو من أول البرلمانات الذي شكل لجنة فلسطين، ليكون هناك عمل تخصصي لصالح القضية الفلسطينية، وعناية برلمانية كبيرة في كل ما يتعلق بالملف الفلسطيني.
وأشارت الى عظم التحديات التي تعيشها القدس والمقدسات من انتهاكات واقتحامات متواصلة بالتوازي مع محاولات فرض سياسة التقسيم الزماني والمكاني، وكذلك تفعيل دور مجلس النواب الذي لديه أجندة سيعمل عليها في العام القادم من خلال لجنة فلسطين النيابية، ومن خلال التنسيق مع البرلمانات العربية، لتحقيق الرؤية الملكية الواردة في خطاب العرش.
وأكد عضو لجنة فلسطين النيابية الدكتور أحمد الرقب، ان اللجنة تضطلع بدورها في متابعة كل ما يحدث في فلسطين والقدس والمقدسات، وتتواصل مع ذوي الاختصاص من الوزارات، وتمارس من خلال أدوات دبلوماسية وسياسية الضغط على الكيان الصهيوني.
وتوجه عضو المجلس التشريعي الفلسطيني والقيادي في حركة حماس الشيخ حسن يوسف، بالشكر الجزيل للأردن ملكا وحكومة ونوابا وشعبا وقوى فاعله، لما قدموه ويقدمونه للقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية على حد سواء، معربا عن ثقته بأن هذا الدعم وهذه الرعاية الكبيرة، ستستمر لأنها بعهدة أياد كريمة.
وأعرب عن أمله في أن يقتدي العرب والمسلمون كافة بالدعم الاردني اللامحدود ماديا وإعلاميا، لأن الاحتلال يقوم يعكف على تغيير معالم القدس ويتخذ هذا التغيير شكلين: مرئي فوق الأرض، وغير مرئي تحت الأرض من خلال الحفريات تحت المسجد الأقصى والبلدة القديمة، بهدف تهويد المكان المقدس وتحقيق الحلم اليهودي ببناء ما يسمى بالهيكل على حساب وجود المسجد الأقصى المبارك.
وأكد يوسف الأثر الكبير جدا للوحدة الفلسطينية على الواقع في القدس والمسجد الأقصى، الذي هو من أهم الأسباب التي دعت للمصالحة التي لا عودة عنها، ويجب أن نقول كفى للانقسام والتفرق ولنكون جسدا واحدا، ومن خلفنا أمتنا العربية والإسلامية، وفي مقدمتهم الأردن أرض الحشد والرباط بكل مكوناته.
بدوره قال المدير الطبي لمستشفى المقاصد الخيرية في القدس، الدكتور بسام يوسف أبو لبده، إن القطاع الصحي في مدينة القدس يحظى بالدعم الأردني على المستويين الرسمي والشعبي، فعلى المستوى الرسمي هناك تواصل مع الأخوة في سفارة المملكة الأردنية الهاشمية في رام الله، ويتم تنسيق الدعم لمستشفى المقاصد من خلال الهيئة الخيرية الهاشمية، سواء بالدعم المباشر من الحكومة الأردنية أو من خلال المتبرعين، أما الدعم الآخر الشعبي الذي يتلقاه مستشفى المقاصد من الأشقاء في الأردن، فيأتي من خلال لجنة دعم مستشفى المقاصد المنبثقة عن نقابة الأطباء الأردنيين.
وأشار ممثل نقابة المهندسين الأردنيين في القدس، المهندس محمد الشويكي، الى برنامج دعم البلدة القديمة في القدس، كمشروع إعمار بدأ في العام 2010، بدعم من نقابة المهندسين الأردنيين من خلال لجنة "مهندسون من أجل القدس"، والتي نفذت لغاية الآن أكثر من 200 وحدة سكنية في البلدة القديمة استفاد منها أكثر من ألف مقدسي.
وبيّن الشويكي أن الأردن هو الدولة العربية الوحيدة التي يقدم شعبها الدعم المباشر لأهل القدس، من خلال حملة تبرع سنوية تقوم بها نقابة المهندسين الأردنيين في إحدى الإذاعات المحلية.
وقال مدير "مبادرة مدرستي" في فلسطين رامي مشعشع، إن الدعم الاردني للقطاع التعليمي في القدس لم ينقطع بعد احتلالها عام 1967، حيث تواصلت رسالة المملكة الأردنية الهاشمية في عهد المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال، واستمرت في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، وكذلك من الإطار الشعبي في حالة تؤكد الأخوة الفلسطينية الأردنية، مشيرا الى المدربين الأردنيين الذين يأتون للقدس لنقل خبرتهم لمعلمي المدينة من خلال مبادرة الملكة رانيا العبدالله لتدريب المعلمين.
واكد مشعشع الى أن هذا التواصل هو امتداد طبيعي لشعبين يشكلان جسدا واحدا، يتجسد حضوره وتتعزز وحدته في مدينة القدس.