ندوة ترصد اهمية الفعل الشعبي العربي لهزيمة مخططات تصفية القضية الفلسطينية
المدينة نيوز:- توقف المفكر المصري فهمي هويدي، عند استعادة الوعي العربي واستنهاض الأمة للخروج من حالة التفكك والاستنزاف، لافتا الى ان هذا الواقع يتفاقم بتزامنه مع "حالة من التحلل في ظل غياب القيادة العربية، وسيطرة المال على القرار، الذي انتزع الدور السياسي، مع تزايد التدخل الدولي في الشؤون العربية".
ففي ندوة نظمتها جامعة الشرق الاوسط امس الاحد، بعنوان " قوة ونفوذ التيارات الشعبية العربية" ادارها رئيس الوزراء السابق طاهر المصري، رصد المفكر هويدي في ورقة عمل، "غياب الأولويات الجماعية العربية، بحيث باتت لكل دولة حساباتها القُطْرية بعيداً عن أولويات الأمّة، وتراجع الهوية العربية الجَمْعية، فضلا عن غياب دولة المؤسسات العربية لمصلحة سيطرة دولة الأفراد". وشبّه هويدي هذه الحالة بـ"نظام قَبَلي، يغيب قسرا القوى السياسية التي يجب ان تشارك في صنع القرار"، مبينا أن دولا عديدة شهدت تحولات عميقة حافظت على حضورها، بفضل حماية مؤسساتها القوية التي تقود المجتمع والدولة".
ودعا هويدي الى اعادة النظر بجدوى المفاوضات مع اسرائيل التي تتنكر نهائيا للحقوق العربية، في ظل تمادي اسرائيل بعنجهيتها، بفعل جنوح دول عربية لإقامة علاقات مع إسرائيل والاعتراف الرسمي بها والتطبيع مع الاحتلال، واختلاف تعريف العدوّ، ومناداة البعض باعتبار إيران العدو الاستراتيجي للامة العربية بدلاً من إسرائيل.
واعتبر أن حالة التفكك العربي شجّعت الإدارة الأميركية لطرح مشروع صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية.
واكد هويدي "أن الأمل معقود على الشعوب العربية، والتحرك الشعبي الفلسطيني"، مستدركا ان هناك "غيابا لحالة غضب عربي ضد المشاريع الاستعمارية والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين".
من جهته، اعتبر رئيس الوزراء السابق طاهر المصري، أن الربيع العربي مثّل مشروعاً وطنياً لإعادة الأمة إلى طريق الإصلاح، وحالة وطنية قادها شباب عربي في دولهم لمحاربة الفساد والاستبداد والفقر والبطالة، ولتحقيق الإصلاح والديمقراطية بحيث انطلقت هذه الثورات بشكل عفوي، فيما عملت عدة جهات على "خطف" هذه الثورات وإفشالها.
وحذّر المصري من غياب دولة المؤسسات في العالم العربي ولجوء الحكومات لتقوية السلطة على حساب الدولة، كما حذر المصري من خطورة قرار الرئيس الاميركي دونالد ترمب نقل سفارة بلاده إلى القدس، معتبراً أنه يأتي في نطاق مشروع استراتيجي صهيوني انطلق قبل مائة عام ويواصل تحقيق نجاحات في ظل حالة الضعف العربي.
وقال المصري ان هنالك رأيا متداولا بين الناس يقول "ان ما نشهده من اوضاع مأساوية هذه الايام سببها الربيع العربي"، في اشارة سلبية للحركة الشعبية الشبابية، لافتا الى ان الربيع العربي بدأ حركة وطنية لمواجهة اوضاع معيشية صعبة وانسداد الافق السياسي.(بترا)