(ملف الثقافة) أمام وزير الثقافة؛ بصفته الرسمية
![(ملف الثقافة) أمام وزير الثقافة؛ بصفته الرسمية (ملف الثقافة) أمام وزير الثقافة؛ بصفته الرسمية](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/64235.jpg)
كتب تحسين التل:- الثقافة في بلدنا تمر بمخاض عسير، لا يعلم مداه إلا من وقع عليه ظلم متكرر، وقع عليه إجحاف من قبل لوبي يتحكم بمصير الثقافة في الأردن، وهم قلة؛ يعملون بصمت دون أن يشعر بهم وزير كان نائماً، أو في مؤتمر، أو في إجازة، وقد خرج مثلما دخل، وجاء بعده وزراء انطبق عليهم مقولة: ما فاز إلا النومُ، واستمر اللوبي الثقافي يعجن ويخبز في الوزارة دون حسيب أو رقيب، وقد اشتكينا عبر وسائل إعلام كثيرة، وتقدمنا بشكوى مكررة للدكتور الطويسي أكثر من مرة، وتبعها شكاوى متعددة للوزير الربيحات، ووصل الأمر بنا حد العجز من مخاطبة القائمين على الثقافة في كل مواقعهم؛ لكن: لا حياة لمن تنادي، فالمسؤول يجلس في الوزارة مقموعاً بعدد من المستشارين، ومدراء المكاتب (والسكرتيرات) ولا يسمع شكوى كاتب تم شراء عدد من النسخ لا يتجاوز ثمنها 50 ديناراً، وغيره يتم الشراء منه بمئات الدنانير، بل وصل الشراء في يوم من الأيام عدة آلاف من الدنانير من كاتب واحد.
أما عمليات الدعم وطباعة الكتب فحدث ولا حرج: تقوم الوزارة بدعم بعض الكتاب (محاسيب الثقافة)، وتكرر دعمهم وكأن الوطن لم ينجب غيرهم، ومنهم كتاب كبار نجلهم ونحترمهم، لكن لا يجوز أن يسيطروا على دعم الوزارة في كل سنة، وغيرهم لا يحصل في حياته كلها على دعم كتاب واحد.
عملية اعتماد المخطوطات لنشرها على حساب وزارة الثقافة تمر بمرحلة واحدة لا غير: يعرض الكتاب على دائرة الدراسات والنشر، ويأخذ مهلة قوامها شهر، ويأتي الرد بالموافقة أو عدم الموافقة مع كتاب يحتوي على أسباب الرفض، والأسباب معروفة ومكررة ويكتبها موظف واحد، والدليل؛ ما حدث معي شخصياً، فقد قمت بتأليف ثمان مؤلفات، من مائة صفحة، الى أكثر من 650 صفحة، تقدمت بثلاث مؤلفات للوزارة ولأمانة عمان الكبرى رفضت جميعها، مع أنهم قاموا بشراء كل مؤلفاتي بما فيها المرفوضة، واعتماد ست مؤلفات للذخيرة الوطنية.
الإزدواجية في التعامل ظاهرة للعيان، من يؤلف قصة أطفال، أو مجموعة من التخبيصات الشعرية؛ يتم طباعتها على حساب الوزارة، أما كتاب يؤرشف الكلمات العامية، والأمثال الشعبية وكل ما يخطر في بال المواطن عن تاريخ إربد القديم يتم رفضه بحجج واهية.
الدراسات والنشر تعتمد بعض المؤلفات الجيدة وترفض السيئة، لكن من هي اللجنة التي تعتمد المخطوطات، وتفرزها، وتحدد الصالح للنشر منها وغير الصالح، فإذا كان أحد مؤلفاتي وهو بعنوان: ما يخطر في البال عن أهل الشمال، وهو أرشيف للطبخ الأردني القديم، وقد تم تعميمه في الديوان الملكي وعدد كبير جداً من مؤسسات الدولة، بالإضافة للجامعات الرسمية والخاصة؛ إذا كان من وجهة نظر وزارة الثقافة: غير صالح للنشر، فأي المؤلفات صالح للنشر برأي الوزارة.
إذا كان وزراء الثقافة لا يعلمون بما يجري في الوزارة فتلك والله مصيبة المصائب، وإن كانوا يعلمون ولا يستطيعون الوقوف بوجه هذا اللوبي المتوحش داخل الثقافة الأردنية عندها؛ سنرفع شكوانا لصاحب الأمر؛ سيد البلاد الملك عبد الله الثاني، لأنه بصراحة بلغ السيل الزبى، والثقافة الأردنية تموت بسبب استفحال خطر اللوبي الثقافي الذي يتحكم بمصير الثقافة الأردنية، فيقتلها رويداً رويداً، تنفيذا لمصالح ضيقة يسيطر عليها بضعة أفراد يعملون في الثقافة منذ زمن بعيد، وقد أصبحت الوزارة من أملاكهم الخاصة، يمنحون ويمنعون ويوزعون الأموال على خاصتهم وخاصة خاصتهم... أين أنتم يا وزراء الثقافة... هل أنتم نائمون؟!