حفل اشهار كتاب "كراهية الإسلام" لفخري صالح في "شومان"
المدينة نيوز :- قال الباحث والمترجم فخري صالح، إن العرب والمسلمين بحاجة إلى مراجعة تجارب مجتمعاتهم لـ "الخروج من هذه الحروب الطائفية والمذهبية والقومية التي تستعر في بلدانهم".
واضاف صالح خلال حفل إشهار كتابه "كراهية الإسلام" الذي نظمه منتدى عبد الحميد شومان الثقافي بمشاركة الاكاديميين الدكتور يوسف ربابعة والدكتور زهير توفيق، وأداره الدكتور زياد أبو لبن أمس، أنه "لا يمكن للأفكار وحدها أن تقود إلى صناعة السياسات، فثمة عوامل اقتصادية وسياسية وجيو- استراتيجية وثقافية تقيم في صلب هذه السياسات".
ويطرح صالح في كتاب "كراهية الإسلام" أسئلة عديدة حول "الاستشراق" ودوره في رسم صورة غير دقيقة للمسلمين، محاولًا تفكيك الأسباب التاريخية والواقعية لما حدث خلال القرن الماضي، فيفتح الحوار حول تدخل قوى ثقافية وسياسية في عملية حصر الرؤية حول العالم الإسلامي، وتضييق نطاق الحوار خدمة للسياسة.
ورأى صالح، ان كتابه هذا "لا يسعى إلى النظر في السياسة العملية للغرب، وبصورة أساسية الولايات المتحدة الأميركية تجاه العالمين العربي والإسلامي، بل إلى الحفر على الرؤى النظرية والفكرية التي تقيم في خلفيات هذه السياسة"، لافتا إلى أن "الاستشراق الجديد يتقاطع مع الاستشراق القديم بتركيزه على بناء تصورات أيديولوجية حول الإسلام والمسلمين، من دون أن يسعى إلى تقديم معرفة نظرية وتطبيقية حقيقية، وان طوفان الكراهية يجتاح الكثير من بلدان المنطقة ثم يفيض إلى الخارج".
ويتناول الكتاب في محتواه، كيفية تقديم الخطاب الغربي للإسلام، من خلال ثلاثة نماذج تتمثّل بما كتبه ثلاثة من المفكرين الغربيين عن العالم الإسلامي، وهم المستشرق البريطاني -الأميركي برنارد لويس، والباحث الأميركي في العلوم السياسية صمويل هننغتون (صاحب نظرية صدام الحضارات)، وفيديار سوراجبراساد نيبول (مولود في الكاريبي من أصولٍ هندية) الحائز على جائزة نوبل للآداب العام 2001.
وبين ربابعة ان "كتاب كراهية الإسلام" يرى أن الغرب "يبني للإسلام والمسلمين والعرب صورا نمطية متقاربة متحدرة من الرؤى الاستشراقية القديمة نفسها، صورة الشرق المتخلف، غير العقلاني، العنيف، المستبد".
وأكد ان السؤال الذي يثيره فخري صالح من التنظير لصدام الحضارات هو عن "النوايا الكامنة" خلف هذه النظرية حين يصبح الحديث عن الدين هو الذي يشكل الاختلاف بين تلك الحضارات,وفق بترا .
ورأى توفيق، أن "التحولات التي مرت على الشرق والغرب والتي قلبت الأمور رأساً على عقب، أبقت الاستشراق أميناً لمنطلقاته الأساسية في نشاط المستعربين الجدد أو خبراء المناطق"، وهي التسميات الجديدة التي استعاد بها الاستشراق إنتاج نفسه من جديد.
وأكد ان الاستشراق هو معرفة الشرق "المصطنع" من قبل الغرب والذي لم يكن نتيجة معاينة الواقع الشرقي مع تشكيل صورة نمطية للعرب والمسلمين، مبينا ان مراكز البحث والدراسات ومراكز صناعة الأفكار التابعة للمؤسسات الرسمية والمستقلة شكلت أهم ملامح الاستشراق.