مئوية القاضي الراحل موسى الساكت

تم نشره السبت 11 كانون الأوّل / ديسمبر 2010 06:11 مساءً
مئوية القاضي الراحل موسى الساكت

المدينة نيوز - خاص -: استذكر المشاركون في مئوية القاضي الراحل موسى الساكت مناقب الفقيد مبينين أنه كان مظلة للقضاء من أي محاولة للتغول عليه أو المساس به وحامياً للقضاة .
وبينوا،خلال حفل المئوية الذي أقيم في مركز موسى الساكت الثقافي اليوم في مدينة السلط ان الوطن بحاجة لاستذكار نماذج خدمته بإخلاص وتفان.
وقال راعي الحفل رئيس الوزراء الأسبق أحمد اللوزي إن الراحل مثل مدرسة في فهم القوانين والدستور وطودا شامخا في العمق والتحليل حتى بات مرجعية دستورية وفقهية.
واضاف ان الساكت كان قدوة لزملائه في الأخلاق، ومراعاة قواعد العدل والإنصاف، بحيث بات الأب الروحي لرجال القضاء من خلال علمه وسداد رأيه.
وأكد رئيس الوزراء الأسبق أن الوطن بحاجة لأمثال الفقيد في الحرص على تطبيق القانون والدستور برؤية متنورة لا تقف عند ظواهر النصوص بل تغوص وتتعمق لفهم روح القانون والدستور.
وقال رئيس المجلس القضائي رئيس محكمة التمييز راتب الوزني ان القاضي موسى الساكت كان مظلة للقضاء وحامياً له من أي محاولة للتغول عليه أو المساس به، وانه لم يطالب لنفسه أو للقضاة بأية امتيازات لكي لا يضطر إلى مجاملة أي من السلطات، بل كان يترك تقدير امتيازات القضاء لوزراء العدل والسلطتين التنفيذية والتشريعية.
واضاف إن الساكت كان عليماً حكيماً، يوصينا دائماً بالحكمـة قبل العلم، لأنّ العلم يأتي تراكمياً بالممارسة والخبرة ومطالعة كتب الفقه والإطلاع على قرارات المحكمة العليا وأحكام القضاء في الدول المختلفة.
وبين إن الساكت كان واسع الإطلاع كثير المطالعة والبحث وكان يفسح لزملائه القضاة أن يكون لهم رأي آخر خلاف رأيه، ولهذا تجد نسبة لا بأس بها من القرارات التي صدرت عن محكمة التمييز أو العدل العليا برئاسته تتضمن مخالفات لقاضٍ أو أكثر لإيمانه بالرأي والرأي الآخر.
ووصف الوزني ان لغة القرارات التي أصدرها القاضي الساكت بــ "السهل الممتنع "، إذ أنها محررة بلغة بسيطة ومفهومة وغير مطولة ولكن من الصعب تقليدهـــــــا .
وأكد رئيس المجلس القضائي إنّ الساكت شخصية قانونية تاريخية عزّ أن يجود الزمان بمثلــها، فقد كان نموذجاً في الذكاء والحكمة وفي القدرة على قيادة الجهاز القضائي.
وزير العدل هشام التل لفت إلى أن القاضي الساكت كان حالة خاصة من النزاهة والثقافة والشجاعة ، وكان مشروعا ثقافيا حضاريا أسس بالتعاون مع الخيرين قلعة القضاء الأردني بتماسكها وعطائها ونزاهتها فقد كان الوطن عند أبو عوني حلما وعطاء وانتماءا عمل على رفده بخبراته القانونية والثقافية بسلوكه وخلقه ونزاهته.
وتم عرض فيلم تعريفي تناول مراحل من حياة الراحل العظيم وتضمن شهادات من عدد من رجال الوطن
رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري قال بدوره أن موسى الساكت كان رجلاً حراً نزيهاً نظيفاً،,انه طبق مفهوم السلطة القضائية المستقلة بكل دقة وصرامة ولم يقبل من أي سلطة لا تشريعية ولا تنفيذية ولا أي جهات أخرى أن تتدخل في مهام المحاكم أو في القرار الذي ستصدره محكمته أو أي محكمة أخرى.
وعن دور مركز موسى الساكت الثقافي الذي قام بتشييده عن أبناء القاضي نجله المهندس عوني ليكون منارة للثقافة والعلم وللمساهمة في تنمية المجتمع المحلي، نوهت وزيرة التنمية الاجتماعية وشؤون المرأة هالة لطوف بدور المركز في العمل الاجتماعي والخدماتي العام الذي ينتفع منه طلبة العلم.
متوقعة أن يكون المركز منتدى للثقافة والتربية والعلوم والأنشطة الاجتماعية التي ستنعكس على خدمة الوطن.
وأضافت أن تعزيز قطاعات الرفاه الاجتماعي ومكافحة الفقر والحماية الاجتماعية والتوعية وكسب التأييد للقضايا الاجتماعية العامة والخاصة لبنة أساسية في المحافظة على الأمن والسلم الاجتماعيين اللذان يميزان الأردن.
ولفتت لطوف إلى أن العمل الاجتماعي شهد تطورا في ظل صاحبي الجلالة الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا تطورا هاما بفضل الرعاية المستمرة للمستفيدين من الخدمات الاجتماعية، مؤكدة أن التوجيهات الملكية السامية جاءت واضحة في تحسين مستوى حياة المواطنين والنهوض بالأوضاع المعيشية لهم، لافتة الى ان أن موازنة صندوق المعونة ارتفعت لتبلغ 90 مليون دينار ساهمت في تحسين مستوى معيشة أكثر من 85 ألف أسرة أردنية.
وأعلن رئيس مجلس إدارة مركز موسى الساكت المهندس عوني عن تخصيص جائزة موسى الساكت للتفوق بحيث تمنح للخريج المتفوق من المعهد القضائي، حيث يتم إعداد لوائح الاختيار لها بالمشورة والتوجيه من رئيس محكمة التمييز ورئيس مجلس إدارة المعهد القضائي وزير العدل
وأضاف،إنه تأسيسا على الوفاء والتقدير لفقيد القضاء والوطن الذي خدم القضاء بإخلاص ونزاهة واستقامة لما يزيد عن خمسين عاماً فقد قمنا بتأسيس جمعية موسى الساكت للتنمية ومنتدى موسى الساكت الثقافي كمؤسستين غير ربحيتين ومرخصتين لدى الجهات الرسمية حسب الأصول .
مبينا،أن مؤسسي المركز توخوا من خلال تأسيس تلك المؤسسات الاجتماعية والثقافية وانشاء المركز تحديداً بأن تعمل على تعزيز المسؤولية الاجتماعية والتكافل بين أبناء المجتمع والمشاركة في تطوير وتعزيز النشاط التنموي والثقافي والاجتماعي وتكريس دور مؤسسات المجتمع المدني في البذل والعطاء والخدمة وبناء القدرات المعرفية وتفعيل الحوار البناء في قضايا المجتمع والوطن واحترام الحق ونبذ العصبية والتطرف والفساد وتقديم العون والمساعدة للفئات الاقل حظا وذوي الحاجة منهم وعلى الأخص الطلاب والطالبات لاستكمال تحصيلهم ودراستهم.
وعن رؤية الفقيد الساكت قال المهندس عوني إن القاضي الساكت كان يرى بأن خدمة المجتمع شرف لا يدانيه شرف وكمال هذا الشرف في أن يشعر الجميع بما لهذه الخدمة من الأثر البالغ في تقدم المجتمع، فمن خدم الخدمة الحقة وساهم في رعاية المصلحة العامة لمجتمعه ووطنه بشرف ونزاهة وإخلاص خليق بأن يشعر بأن السلوك الصالح هو موضع التقدير لدى الجميع وفي كل الأحوال.
مضيفا إن الفقيد اعتبر العمل الصالح والخدمة المخلصة يجب أن يتمثلان بالعناية الفائقة بخدمة الحق والعدالة وتكريس الفكر والمعرفة والأمانة والاستقامة والمحبة والتواضع في النفوس لتملؤها سكينة وطمأنينة وتطبعها على احترام الحق وتلك بلا ريب دعائم النظام الاجتماعي والنهوض بالأمة إلى ما يعلى شأنها لأن الحق هو على الدوام قوة لا تقهر ولا بد مهما طال الزمن أن يعلو وينتصر.
رئيس مجلس أمناء المركز ، مروان الحمود قال إن القاضي الساكت كان بحجم معنى العدل يدرك أبعاده ويجهد على ترسيخ قواعده ويؤكد نزاهته ويكرس استقلالية القضاء بسيادة القانون إرساء المساواة بين أبناء الوطن إيمانا منه بحق المواطن في الحياة الفضلى وفي عدالة ومساواة أمام القانون وفي حضرة كل قاض عادل.
لافتا إلى أن احتفالية المئوية لا ترثي موسى الساكت ولا تكبر مناقبه لكنها توسع دائرة الضوء في مركز يحمل اسم الراحل العادل، فالمشاعر التي أضاءها موسى الساكت والكوكبة الخالدة من الأردنيين لم تنطفئ.مضيفا إننا في رحاب مؤسسة رائدة تعمل على ترسيخ قواعد التنمية والمساواة وبناء الإنسان.

 

وكان المركز أعلن الاسبوع الماضي أسماء أعضاء مجلس الأمناء، الذي ستكون مهمته التوجيه والإرشاد حول السياسات والبرامج التي من شانها تعزيز نشاطات المركز.
ويضم المجلس الذي يتم تشكيله لأول مرة، اثنا عشر شخصية وطنية من ذوي الخبرة والكفاءة في مجالات عدة،والناشطين في دعم مسيرة العمل الاجتماعي والتنموي وهم : مروان الحمود،الدكتور رؤوف أبو جابر ،الدكتور عبد الله النسور، الدكتور زياد فريز،عبد الإله الخطيب بسام الساكت ،مازن الساكت ،محمد عبد الرزاق الدواد ،المهندس ماهر أبو السمن ، هيفاء البشير،الدكتور محمد أبو حسان و رئيس بلدية السلط الكبرى
وسيعمل المجلس على دراسة النشاطات الحالية للمؤسسة، والخطط الإستراتيجية لتطوير المشاريع الحالية، وتقديم مشاريع مستقبلية، بالإضافة إلى تناول مدى التأثير الإيجابي العام على نشاطات المؤسسة في النهوض بالمجتمع المحلي، وتعزيز العمل التطوعي وخدمة المجتمع، ودعم المبادرات الاجتماعية والثقافية والتعليمية للمؤسسة.
وعن نشاطات مركز موسى الساكت قالت عضو الهيئة الإدارية للمركز الدكتورة إيمان العواملة ان المركز يسعى لعقد عقد الندوات وتنظيم المحاضرات في الأمور الثقافية والاجتماعية والعامة بالتعاون مع الجهات الأهلية والرسمية ذوي الاختصاص.
وقام المركز بالتنسيق مع المدارس والكليات والجامعات ومؤسسات وهيئات المجتمع المدني والجهات الرسمية والأهلية لخدمة المجتمع، إضافة إلى عقد اللقاءات بين أبناء ومجموعات وهيئات المجتمع المحلي توطيدا لتعزيز العلاقات الاجتماعية فيما بينهم.
ويسعى المركز بحسب العواملة إلى إحياء التراث والفنون الشعبية والحفاظ عليها ودعم المراكز الثقافية وإنشاء المكتبات الوثائقية النوعية ضمن الإمكانات المتاحة، إضافة إلى تعزيز النشاط التنموي والثقافي والاجتماعي والنهوض بقدرات المجتمع المحلي في محافظة البلقاء .


نبذة عن القاضي موسى الساكت
ولد في مدينة السلط في عام 1910م ونشأ وترعرع فيها وأتم دراسته الابتدائية والثانوية في أم المدارس الأردنية مدرسة السلط الثانوية للبنين ، وقد التحق بعد تخرجه منها بمعهد الحقوق في دمشق وتخرج عام 1932م وعمل محاميا لمدة سنتين ، وعين بعدها بملاك وزارة العدلية وهناك تولى العديد من المناصب والوظائف كان أولها كاتباً بملاك الوزارة في العام 1934م ومن ثم قاضيا لصلح معان ومدعيا عاما في اربد وعضوا في محكمة بداية اربد الى بداية العام 1942م أصبح بعدها عضوا لمحكمة الاستئناف في عمان ومن ثم رئيسا لها وبعدها عضواً ورئيساً لمحكمة التمييز والعدل العليا ورئيساً للمجلس القضائي.
وفي العام 1986م أحال نفسه على التقاعد ، ولأدائه المتميز بالعدل والاستقامة والنزاهة والأمانة في السلك القضائي ، تفضل جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه بزيارته في منزله وتقليده وسام النهضة من الدرجة الأولى كما وأقامت له الحكومة والمجلس القضائي ونقابة المحامين حفلات تكريم تقديراً لجهوده في خدمة وتكريس استقلال القضاء والتي تجاوزت الخمسين عاما منها ما يقارب الأربعة عشر عاما الأخيرة كرئيس للسلطة .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات