منتدون يؤكدون شفافية منح جائزة "البوكر" للرواية العربية
المدينة نيوز- أكد منتدون على توفر الشفافية والموضوعية لدى لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) وعدم تدخل مسؤولي الجائزة في مختلف مراحل التقييم وصولا الى منحها لمن يستحقها.
كما أكدوا في ندوة بعنوان "عشر سنوات من الجائزة العالمية للرواية العربية" نظمها مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية (جائزة بوكر العربية) بالتعاون مع مؤسسة عبد الحميد شومان مساء امس الاربعاء في منتدى شومان الثقافي، أن ورشات الكتابة التي عقدتها "الجائزة" للمشاركين فيها ساهمت إلى حد كبير في تطوير مهاراتهم في فنون كتابة الرواية لا سيما فئة الشباب منهم.
ولفت رئيس مجلس امناء الجائزة استاذ الدراسات العربية الحديثة في جامعة كامبردج في انجلترا الدكتور ياسر سلمان في الندوة التي ادارها مدير المنتدى الزميل موفق ملكاوي، الى انه للمرة الثانية يتم الاعلان عن نتائج القائمة القصيرة للجائزة في منتدى شومان.
واستعرض الدكتور سلمان نشأة الجائزة قبل 10 اعوام، مبينا ان الهدف هو الاحتفاء بالأعمال الروائية العربية وتشجيع القراءة بين القراء العرب.
واشار الى ان الجائزة استطاعت ان تحرز تقدما في مجال تشجيع القراءة، لافتا الى ان الدليل على ذلك هو ازدياد عدد طبعات الروايات التي تدخل في القائمتين الطويلة والقصيرة للجائزة علاوة على الرواية الفائزة، وهو ما يعني نفاذها في المكتبات واعادة طباعتها لدى الناشر.
وقال إن هذه الجائزة هي الجائزة العالمية للرواية العربية وان الفضاء العربي فضاءً واحداً وعندما تفوز رواية اردنية او فلسطينية او عراقية او غيرها انما هو فوز للرواية العربية بالمجمل، مشيرا الى ان تلك الروايات التي تفوز او تدخل القائمتين الطويلة والقصيرة تستقطب المحكمين من لغات اخرى ويعنى بترجمتها الى اللغات الاخرى ما يساهم بنشر الرواية العربية في العالم.
وقال رئيس لجنة التحكيم الناقد الدكتور ابراهيم السعافين انه تعرف من خلال ترؤسه للجنة التحكيم في هذه الدورة (11) للجائزة، اكثر على طبيعة الجائزة، مشيرا الى انه كان هناك لغط كثير بين الناس حولها وكيف تنمح ولمن تمنح او ان هناك شروط غير موضوعية يجب ان يلبيها المؤلف لكي يفوز علاوة على الاتهامات التي ترددت عن انها تمنح بناء على اسس قطرية او مناطقية.
واكد في هذا الصدد انه من خلال تجربته في اللجنة لم يتدخل مسؤولو الجائزة في اعمال اللجنة وترشيحاتها اطلاقا، مبينا ان اللجنة كانت تقرأ الروايات دون ان تعلم اسماء مؤلفيها.
ولفت الى ان اعضاء لجنة التحكيم هم من البشر ولهم خبراتهم المختلفة وذائقتهم الادبية ايضا.
واعتبر ان هذه الجائزة مثل غيرها من الجوائز تمنح شيئا من العدالة للكتاب، موضحا انه احيانا نقف امام كتاب مكرسين يحصلون على التمجيد وتوضع اعمالهم في المناهج دون سواهم الا ان الجائزة استطاعت ان تخترق هذا الجدار السميك وتمنح الجوائز لمن يستحقها لا سيما اولئك من فئة الشباب.
ولفتت رئيسة لجنة تحكيم الجائزة في الدورة السابقة الروائية الفلسطينية الدكتورة سحر خليفة الى ان الكُتاب الشباب يكتبون اكثر مما يقرأون بحيث ان كل واحد منهم يريد ان يصبح روائياً، خصوصا ان معظم الروايات التي اطلعت عليها انذاك كانت تعاني من سرعة انجازها على حساب عناصر ابداعية وفنية اخرى.
ونوهت بان ما تنفذه "جائزة البوكر للرواية العربية" من ورشات لكتابة الرواية لصقل مواهب الكتاب الشباب ساهمت الى حد بعيد بتطوير امكاناتهم الفنية، لافتة الى ان اهم ما حاول المشرفون في تلك الورش ايصاله للمشاركين هو اهمية المراجعة المتكررة والمستمرة للعمل الروائي وتمزيق النافل والفائض وضرورة القراءة في مختلف الفنون والشؤون الثقافية، مؤكدة ان كتابة الرواية تحتاج الى ثقافة واسعة وجهد وتأني.
وطالبت المسؤولين عن الجائزة بالعمل على استمرار ورشات كتابة الرواية التي اثمرت عن نتائج ايجابية.
وقالت المرشحة في القائمة القصيرة للعام 2016 الروائية الدكتورة شهلا العجيلي ان الجائزة بدأت ترسي معايير جديدة لها علاقة مع فضاء كتابة الرواية في العالم، مثلما انها كسرت احتكار المنابر التي كانت تعود لمحسوبيات وشلليات واعتبارات سياسية علاوة على التزامن مع ثورة الاتصال والتكنولوجيا وتأثيرها.
واكدت ان الجائزة خلقت حراكا في الاوساط الصحفية بما فيها المناوشات والجدل حول الجائزة نفسها ورواياتها، لافتة الى ان الفضاءً الليبرالي الذي تم فتح من خلال الجائزة ساهم في وجود معايير متعددة ولهذا تقع على لجنة التحكيم اعباء كبيرة.
ولفتت الى انه في المستقبل سنجد ان هذا التنوع شكل مدارس في فضاء الرواية، مشيرة الى نواد القراءة التي اصبحت تتوقع وترشح الروايات.
واستعرضت تجربتها في ورشة الجائزة التي اقيمت في "قصر السراب" في دولة الامارات العربية المتحدة والخلوة التي توفرت لها لكي تكتب.(بترا)