مؤتمر الأزمات الاقتصادية المعاصرة في جامعة جرش

المدينة نيوز - افتتح الأستاذ الدكتور خالد العمري رئيس جامعة جرش فعاليات المؤتمر العلمي الحادي عشر الذي نظمته كلية الشريعة بعنوان "الأزمات الاقتصادية المعاصرة أسبابها وتداعياتها وعلاجها " والذي يستمر حتى السادس عشر من هذا الشهر بمشاركة أكثر من أربعين باحثاً وباحثة من الجزائر والمغرب والسودان وليبيا والعراق واليمن السعودية وفلسطين وسوريا بالإضافة إلى الأردن، ورحب الدكتور العمري بالمشاركين معرباً عن سعادته في وجود هذه الكوكبة من العلماء في رحاب جامعة جرش والتي دأبت منذ تأسيسها على ترسيخ الأعراف الأكاديمية في تنظيم المؤتمرات انطلاقاً من فلسفتها ورؤيتها لدور الجامعة المعاصرة وامتداد هذا الدور خارج أسوارها كبعدٍ عربي وإسلامي وعالمي، وتجسيداً لمفهوم المؤسسة المتعلمة ودورها في إذكاء الفكر الأكاديمي وتوفير البيئة الحاثة على البحث والتعلم وإنتاج المعرفة، وطرح الأطر الفكرية وتقديم المقترحات والتوصيات لحل مشكلات المجتمع المعاصر.
وأكد أن عنوان هذا المؤتمر جاء في غمرة الأحداث السياسية والاقتصادية التي تحيط بهذا العالم بشكلٍ عام، وبعالمنا العربي والإسلامي بشكلٍ خاص. يبحث العالم عاجزاً عن السبل والإجراءات التي تعيد التوازن إلى نظام الاقتصاد العالمي. وها نحن نشهد الانهيارات الاقتصادية للعديد من دول العالم المتقدم والنامي، وقال يأتي مؤتمركم اليوم في هذا الإطار لدور الجامعة بعدما أصاب النظم الاقتصادية في العالم من انهيار، بدءً بالنظم الاشتراكية وانتهاءً بالنظم الرأسمالية فيه تتحاورون وتشخصون الأسباب لهذه الأزمة العالمية وتداعياتها على النظام الاجتماعي الإنساني. وتقدمون الرؤية الإسلامية لنظام اقتصادي يضمن العدالة والمساواة في توزيع ثروة الأمة ومكتسباتها التنموية في المجتمعات الحديثة.
الدكتور محمد عقلة الحسن عميد كلية الشريعة رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر قال:
إنَّ الأزمة المالية التي تفجرت في منتصف أيلول من عام 2008م أدخلت اقتصاديات العالم في حالة من الركود الاقتصادي. وأخذت أعراضها وآثارها تظهر كمرض خطير وفتاك مما دفع البنوك المركزية في أمريكا والعالم الغربي وكثير من دول العالم التي تتحكم في الإنتاج والاقتصاد إلى ضخ مئات المليارات للبنوك والمؤسسات التجارية والمالية الضخمة في محاولة منها في استمرار الاقتصاد الرأسمالي القائم على الاقتراض الربوي، لأن التوقف عن ذلك يعني في المحصلة الانهيار التام لأسواق العالم.ولفت إلى تداعيات الأزمة الاقتصادية وكيف انفجرت وأكد إنَّ الأزمة التي يعيشها النظام الرأسمالي قد فتحت الباب للمفكرين والاقتصاديين للبحث من جديد في الأساس الذي تقوم عليه الرأسمالية القائلة بفصل الدين على الحياة.
مؤكداً أن كلية الشريعة كدأبها في التصدي للقضايا المعاصرة وهموم الأمة عقدت هذا المؤتمر لتدليَ بدلوها في معالجة هذه الأزمة العالمية والتي غالباً ما تلقي بآثارها على العالم الإسلامي مشيراً إلى أن الأبحاث جاءت ضمن محاور المؤتمر، وكانت عميقة ودقيقة، وعلمية، وغطت الموضوع وأشبعته بحثاً وتقصياً متمنياً أن تسهم هذه الجهود العلمية المباركة في بناء تصور لمشروع اقتصادي سليم يخلص العالم أجمع .
وألقى الدكتور شفيق عياش من فلسطين كلمة المشاركين في المؤتمر شكر فيها جامعة جرش على حسن الاستقبال والضيافة وكلية الشريعة على تنظيم مؤتمرات ذات قيمة يجتمع فيها صفوة الأساتذة والباحثين من مختلف أنحاء العالم العربي والتي تساهم في تشخيص علل الأمة والعالم اجمع وتقدم العلاج الشافي لها تمهيداً لاستعادة دورها الريادي في العالم.
وأشار إلى أن موضوع المؤتمر موضوع حساس وما يزال يشكل هماً متجدداً جعل العالم كله على حافة الهاوية فتنادى الاقتصاديون وذوو النفوذ المالي إلى البحث عن مخرج لهذه الأزمة .وأضاف أن هذه الكوكبة من المشاركين ستثري بأبحاثها الجادة وإبداعاته الفكرية هذا الموضوع ويسهم بفعالية في حل المشكلات الاقتصادية وتحديد القصور والزلل فيها وذلك بتطبيق نظام اقتصادي شامل حيث فشل إزاءها أنظمة المال الرأسمالية والاشتراكية .
بعد ذلك بدأت جلسات العمل حيث ترأس الجلسة الأولى الأستاذ الدكتور محمود البخيت من كلية الشريعة في جامعة جرش نوقشت فيها ست أوراق عمل الأولى للدكتور أحمد إسماعيل عبد الله الجبوري من جامعة الموصل في العراق بعنوان " تاريخ الأزمات الاقتصادية الإسلامية الأسباب والمعالجات – العصر العباسي نموذجاً" والورقة الثانية قدمها الدكتور عمر يوسف عبابنة من الأردن بعنوان "النظم التمويلية والنقدية ودورها في الأزمة الاقتصادية القريبة والبعيدة" والثالثة للدكتور أحمد بن محمد الجهني من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة في السعودية بعنوان "تحريم القمار في الشريعة الإسلامية وأثره في علاج الاقتصادية المعاصرة"، الدكتور. سحنون محمود من جامعة منتوري في قسنطينة في الجزائر قدم ورقته التي حملت عنوان"مخاطر المشتقات المالية ومساهمتها في خلق الأزمات" والدكتور إبراهيم عبد الرحمن إبراهيم من جامعة النيلين في السودان قدم ورقة بعنوان" الأزمة الاقتصادية "الأسباب والحلول"" أما الدكتور ميمون الطاهري من الكليات المتعددة التخصصات في الناظور في المغرب فقد كان عنوان ورقته "عولمة الاقتصاد /عولمة الأزمات :الوجه الآخر للقرية الكونية ".
الجلسة الثانية والتي ترأسها الدكتور سحنون محمود نوقشت فيها ست أوراق عمل الأولى للدكتور لعلى بن صالح حناشي من جامعة الحاج لخضر باتنة في الجزائر بعنوان " أسباب الأزمة الاقتصادية القريبة والبعيدة " الدكتور نبال قصبة من جامعة دمشق في سوريا قدم ورقة عمل بعنوان "أسباب حدوث الأزمة المالية العالمية والحلول المقترحة" أما الأستاذ الدكتور محمد ناصر محمد القرني من جامعة الملك خالد في السعودية ورقته حملت عنوان " الربا وأثره على الأزمة الاقتصادية العالمية "رؤية إسلامية للحل" ، الأزمة الاقتصادية الراهنة أسبابها وتداعياتها من وجهة نظر الإسلام ورقة عمل قدمها الأستاذ الدكتور عدنان الصمادي من كلية الشريعة في جامعة جرش ،الدكتور السعيد دراجي من جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية في قسنطينة في الجزائر قدم ورقة عمل بعنوان " الأزمة المالية العالمية: أسبابها وتداعياتها وآثارها على الاقتصاد العربي والبديل التمويلي الإسلامي" الأستاذ الدكتور جبر محمود الفضيلات من كلية الشريعة في جامعة قدم ورقة عمل بعنوان "كلية الشريعة الرهن العقاري وأثره في الأزمة الاقتصادية العالمية "من منظور إسلامي"
أما جلسات اليوم الثاني ستوزع على جلستين ستناقش في كل جلسة سبع أوراق عمل .