أعطني رغيفا وخذ قصيدة !!!
![أعطني رغيفا وخذ قصيدة !!! أعطني رغيفا وخذ قصيدة !!!](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/65125.jpg)
قضيت الأيام الثلاثة التي سبقت الانتخابات الاخيرة في احدى البوادي حيث زرت أغلب مناطقها وتعرفت على أهلها الطيبين وهم من أبسط وأكرم أقوام البشر بدأت أولا بزيارة أحد شعراء المنطقة الذي أتحفني وزملائي حتى ساعة متأخرة من الليل بوابل من القصائد والأشعار التي جال فيها كل الأمصار والبلدان وتعرض لمختلف قضايا الأمة والأوطان حتى أشغله الشعر والالقاء عن تقديم شاي الضيافة معتذرا في الختام عن تقصيره بأداء الواجب نحونا وشكرناه على ما أتحفنا به من قصيد ... وفي اليوم التالي زرنا وجيه المنطقة فوجدنا في حضرته لفيفا من مختلف الناس وكان يدور بينهم حديث متشعب ومفيد ويبدو الجميع مرتاحين من الشيخ الغانم وخيره العامر كما يبدو أنهم يفكرون جيدا ويرسمون حياتهم بشكل صحيح ... وختمنا الجلسة المفيدة مع مضيفنا بعشاء طيب متواضع قدمه لنا باعتذار لائق وهنا أدار زميلي وجهه نحوي قائلا .. أنصحك أبا فارس أن تجعل عنوان مقالتك القادمة بعنوان ... أعطني رغيفا وخذ قصيدة !!!
وحينها أدركت بعد وداع الشيخ دور كرماء الناس في التأثير على مجتمعاتهم وأن اليد العليا خير من اليد السفلى وربطت في ذاكرتي كيف استطاع بعض الأشخاص من الوصول الى أعلى المراتب وذلك بطيبة نفوسهم ولين معشرهم وسعيهم لحل قضايا الناس وتأمين الراحة والطمأنينة لهم ولأجل ذلك فازوا بثقة الشعب .. بعكس شاعرنا الذي لو نظم ألف قصيدة فانها لا تساوي في هذا الزمن رغيفا في فم جائع ونلاحظ هنا الفرق بين من يلتف الناس حوله وبين من يلحقهم ليسمعهم قصيدة .