أضرار الضرب على الوجه.. ونهي النبي عنه
المدينة نيوز : - الضرب أمرٌ غير أخلاقي، فلا يجب على أحد اتّباعه كأسلوب معاملة، وقد نهى الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم عن الضرب على الوجه بقوله: (إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ)، وذلك لأضراره النفسيّة والجسديّة العائدة عن الضرب على الوجه، وعلى الأهل التفكير مراراً قبل اللجوء لضرب أو صفع أبنائهم، حيث يمكنهم استخدام أساليب أخرى كالتنبيه.
وعليه فإنه لا يجوز الضرب على الوجه؛ لما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه.
واللفظ للبخاري، وعند مسلم: إذا قاتل أحدكم أخاه... قال النووي: وفي رواية: لا يلطمن الوجه. قال العلماء: هذا تصريح بالنهي عن ضرب الوجه لأنه لطيف يجمع المحاسن، وأعضاؤه نفيسة لطيفة وأكثر الإدراك بها، فقد يبطلها ضرب الوجه، وقد ينقصها، وقد يشوه الوجه، والشين فيه فاحش لأنه بارز ظاهر... قال: ويدخل في النهي إذا ضرب زوجته أو ولده أو عبده ضرب تأديب فليجتنب الوجه. انتهى كلام النووي.
ولما فيه من المثله، وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن المثلة؛ كما أخرج البخاري في صحيحه عن قتادة: أنه صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن المثلة. وقال ابن حجر في الفتح: والضرب على الوجه حرام. وللاستزادة نرجو مراجعة الفتوى رقم: 14123.
الأضرار الجسدية للضرب
يعمل الضرب على الوجه على قتل ما بين ثلاثمئة إلى أربعمئة خلية عصبيّة في الدماغ، حيث إنّ الضرب المتكرّر على الرأس والوجه يمكن أن يسبّب أمراضاً عصبيّة مثل: مرض الزهايمر الذي يفقد المخ وظائفه، وفي بعض الأحيان يسبب العمى و الضرب المباشر على الوجه قد يسبب فقدان السمع، والالتواء الحنكي، والشلل الوجهي، وأحياناً الموت السريع، ويؤدّي إلى النسيان والرهبة، وقد يعاني المعنف من التبوّل اللاإرادي والعشا الليلي.. وفق "موضوع.كوم".
الأضرار النفسية للضرب
يولد الضرب عند الأطفال سلوكيات سيئة كالكذب ، ويصبح الطفل عنيداً جداً، يصرُ على تلبيةِ كل طلباته، ويولد الكراهية والمشاعر السلبية بين الطفل و أبويه، مما يؤدي إلى غياب الحب بين أفراد الأسرة، ويلغي لغة الحوار والنقاش ويصبح الضرب الأسلوب المتبع بين أفرادها، ويخلق إنسان يهاب الناس، ضعيف الشخصية، مما يجعله فريسة سهلة لأصدقاء السوء، وينشئ أبناء انقياديين لكل من يملك سلطة وصلاحيات أو يكبرهم سنا أو أكثرهم قوة، ويجر الأبناء للإدمان، وقد يصل بهم الأمر إلى الاكتئاب والميل إلى العزلة، ويولد إنساناً عدائياً كارهاً للناس خارج المنزل أيضاً، ويعمل على تقوية العنف لدى الشخص مما يجعله يقع بالعديد من المشاكل، وقد يجره ليصبح قاتلاً.
بدائل الضرب
يجب أن نبتعد كلّ البعد عن استخدام الضرب كوسيلة لتربية أبنائنا، فهناك العديد من الطرق البديلة المستخدمة لتوجيه الأبناء وتربيتهم تربية سليمه، ولتقويم أدائهم وهذه بعض الأساليب:
-عدم إهانة الطفل وتوبيخه أمام الآخرين، ذلك يجعله واثقاً بنفسه، ويكسب احترام من حوله.
-عدم الإسراف والتدليل، فعلينا تلبية رغبات أطفالنا حسب الإمكانيات المتاحة.
-مراعاة ضعف الطفل في بعض الأمور، فعلينا كأهل معرفة قدرة وإمكانية أبنائنا.
-دعم الطفل وتطوير مهاراته، وقدراته العلمية وتشجيعه بالطرق المناسبة.
-إدماج الطفل مع أقرانه لممارسة الفنون التي يحب، ولتفريغ الطاقة لديه بطرق يستفيد منها.
-جعل الحوار وسيلة للتواصل بيننا وبين أبنائنا، مع اتّباع أسلوب الثواب والعقاب.
- يجب على الأهل المعنفين لأطفالهم التوقف فوراً عما يمارسونه، وأخذ أطفالهم لأطباء نفسين لمعالجتهم من الأضرار التي قد تسببوا لهم بها، و معرفة أفضل الأساليب التي يجب عليهم اتّباعها لمعاملتهم.
(العرب القطرية)