الارهاب والمرأة الافغانية

تم نشره الأحد 19 كانون الأوّل / ديسمبر 2010 04:51 صباحاً
الارهاب والمرأة الافغانية
د. عاطف شواشرة

حسنا فعلت جمعية نساء ضد العنف عندما عقدت مؤتمرها الأول في المركز الثقافي الملكي بعنوان "لا لثقافة العنف ضد المرأة " فعلى مدار يومين شخص المؤتمر الحالة المعرفية والنفسية والاجتماعية للعنف والارهاب العالمي من خلال عدة جلسات عقدت حول مختلف محاور هذه الظاهرة العالمية المعادية للانسانية والحب والسلام في العالم.
لقد حدد المؤتمر معنى العنف والارهاب وحدد الفروق الجوهرية بينهما ، كما حدد دوافع واسباب العنف الاسري والجامعي، وما يحدث من ارهاب وعنف عالمي تجاه الخير والحب والاطفال على هذه الارض.
ما طرح في المؤتمر ومن خلال ورقة الاعلامي المميز الاستاذ محمود الحويان أخذنا في رحلة صمت تاملية حول ما يحدث في افغانستان للمرأة الباحثة عن العلم والنور، ليرسي بنا المطاف في تجربة أخواننا الافغان، ونظرتهم للمراة وما منحوه لها من حقوق في بناء نهضة بلدهم التي رزحت تحت العزلة سنوات وسنوات، ونوجه لهم سؤالا: من أين جئتم بأفكارهم بمنع المرأة من التعليم؟ حتى وصل بكم الأمر الى رش المدارس بالمواد الكيميائية فجرا لقتل كل من تسول لها نفسها بتحدي الجهل والتخلف، أتراكم استبدلتم السموم الذرية التي كانت تشربكم اياها الدول الشيوعية بتلك؟ وهل باعتقادكم أن المرأة الأفغانية اذا تعلمت فانها ستؤخر مسيرتكم الحضارية، أو تسهم في انحلال أخلاق ابنائها، وهل وصل الذنب بمن أرادت أن تقضي على الجهل وتستبدله بالوعي والنور أن تبتر أعضائها ويشوه جسدها فتعيش في عزلة عن الكون والحياة ؟
تدور الاحداث في اذهاننا، ونعود الى الآف السنين للوراء, عندما بايعت النساء الرسول صلى الله عليه وسلم، وطالبنه بيوم يتعلمن فيه من أمور الدين ما يساعدهن على تيسير أمور الدنيا، ويبكين سبق الرجال لهن بالعلم، فلا ينكر الرسول عليهن ذلك، فهنيئا لكل العالمات المثقفات عدوات الجهل والتخلف.
وعندما يضطرها الأمر الخروج للدفاع عن الأوطان، تخرج الممرضة ومن تتقن فنون القتال ومن تجيد صناعة الطعام لمساندة الجيش والمساهمة في نصرة البلاد، فيالروعة السيدة الكاملة، التي تجمع مع الأنوثة عزة النفس ورجاحة العقل، وقوة الفكر، ورقة الورود، وعدالة ربات البيوت.
وتتاجر هند بنت عتبة زوج أبي سفيان بتمويل من عمر بن الخطاب، وتحل أزمات اقتصادية لأسرتها، فكل الإكبار لأخوات الرجال، اللواتي لا يرضين الا بمكارم الأخلاق وحسن الصيت لأسرهن ورجالهن. وتمر الايام، ويجتهد المجتهدون، بعضهم من يرى المرأة ناقصة في عقلها فلا تصلح للتعليم، ومنهم من يراها عورة فلا تظهر مهما كانت الظروف، ومنهم من يهاجمها في أدواتها القدسية التي حددها الله لها من حمل وولادة.
أيها الطامحون الى النهوض الحقيقي، ايها الباحثون عن الحرية، ياقادة الاجيال في كل مكان، أيها الافغان الثائرون، أفسحوا للمرأة أن تشارككم هذا المشوار، سلحوها بالعلم والمعرفة، فالجاهل عدو نفسه وأمته، ولا للارهاب والعنف ضد النساء في كل مكان.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات