الارهاب والمرأة الافغانية
![الارهاب والمرأة الافغانية الارهاب والمرأة الافغانية](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/65455.jpg)
حسنا فعلت جمعية نساء ضد العنف عندما عقدت مؤتمرها الأول في المركز الثقافي الملكي بعنوان "لا لثقافة العنف ضد المرأة " فعلى مدار يومين شخص المؤتمر الحالة المعرفية والنفسية والاجتماعية للعنف والارهاب العالمي من خلال عدة جلسات عقدت حول مختلف محاور هذه الظاهرة العالمية المعادية للانسانية والحب والسلام في العالم.
لقد حدد المؤتمر معنى العنف والارهاب وحدد الفروق الجوهرية بينهما ، كما حدد دوافع واسباب العنف الاسري والجامعي، وما يحدث من ارهاب وعنف عالمي تجاه الخير والحب والاطفال على هذه الارض.
ما طرح في المؤتمر ومن خلال ورقة الاعلامي المميز الاستاذ محمود الحويان أخذنا في رحلة صمت تاملية حول ما يحدث في افغانستان للمرأة الباحثة عن العلم والنور، ليرسي بنا المطاف في تجربة أخواننا الافغان، ونظرتهم للمراة وما منحوه لها من حقوق في بناء نهضة بلدهم التي رزحت تحت العزلة سنوات وسنوات، ونوجه لهم سؤالا: من أين جئتم بأفكارهم بمنع المرأة من التعليم؟ حتى وصل بكم الأمر الى رش المدارس بالمواد الكيميائية فجرا لقتل كل من تسول لها نفسها بتحدي الجهل والتخلف، أتراكم استبدلتم السموم الذرية التي كانت تشربكم اياها الدول الشيوعية بتلك؟ وهل باعتقادكم أن المرأة الأفغانية اذا تعلمت فانها ستؤخر مسيرتكم الحضارية، أو تسهم في انحلال أخلاق ابنائها، وهل وصل الذنب بمن أرادت أن تقضي على الجهل وتستبدله بالوعي والنور أن تبتر أعضائها ويشوه جسدها فتعيش في عزلة عن الكون والحياة ؟
تدور الاحداث في اذهاننا، ونعود الى الآف السنين للوراء, عندما بايعت النساء الرسول صلى الله عليه وسلم، وطالبنه بيوم يتعلمن فيه من أمور الدين ما يساعدهن على تيسير أمور الدنيا، ويبكين سبق الرجال لهن بالعلم، فلا ينكر الرسول عليهن ذلك، فهنيئا لكل العالمات المثقفات عدوات الجهل والتخلف.
وعندما يضطرها الأمر الخروج للدفاع عن الأوطان، تخرج الممرضة ومن تتقن فنون القتال ومن تجيد صناعة الطعام لمساندة الجيش والمساهمة في نصرة البلاد، فيالروعة السيدة الكاملة، التي تجمع مع الأنوثة عزة النفس ورجاحة العقل، وقوة الفكر، ورقة الورود، وعدالة ربات البيوت.
وتتاجر هند بنت عتبة زوج أبي سفيان بتمويل من عمر بن الخطاب، وتحل أزمات اقتصادية لأسرتها، فكل الإكبار لأخوات الرجال، اللواتي لا يرضين الا بمكارم الأخلاق وحسن الصيت لأسرهن ورجالهن. وتمر الايام، ويجتهد المجتهدون، بعضهم من يرى المرأة ناقصة في عقلها فلا تصلح للتعليم، ومنهم من يراها عورة فلا تظهر مهما كانت الظروف، ومنهم من يهاجمها في أدواتها القدسية التي حددها الله لها من حمل وولادة.
أيها الطامحون الى النهوض الحقيقي، ايها الباحثون عن الحرية، ياقادة الاجيال في كل مكان، أيها الافغان الثائرون، أفسحوا للمرأة أن تشارككم هذا المشوار، سلحوها بالعلم والمعرفة، فالجاهل عدو نفسه وأمته، ولا للارهاب والعنف ضد النساء في كل مكان.