أب بلا قلب.. سائق يتخلص من طفلته عقابًا علي شقاوتها

تم نشره الخميس 15 آذار / مارس 2018 08:46 مساءً
أب بلا قلب.. سائق يتخلص من طفلته عقابًا علي شقاوتها
طفلة

المدينة نيوز :- «المال والبنون زينة الحياة الدنيا» وخلقت الدنيا من أجل الحياة، وأجيال تتعاقب على مدار السنين، وجعل الله حكمة الزواج للتكاثر ووراثة الدنيا، ووضع عز وجل الرحمة والشفقة، فى قلوب الآباء والأمهات.

قصتنا تدور حول ذلك ووقعت أحداثها فى إحدى قرى مركز مغاغة شمال محافظة المنيا بصعيد مصر، التى شهدت جريمة نكراء قام بها «الأب» سعيد، الذى يعمل سائقاً والذى تزوج بابنة قريته «هناء»، رسما سوياً مستقبل الحياة السعيدة قبل الزواج، وداعبت الأحلام جفونهما بتكوين أسرة سعيدة، يملؤها الحب بزينة الحياة وهى الأولاد، عاشا فى سعادة حسدهما الجميع عليها، وجاءت ثمار الزواج السعيد، أطفال ملأوا عليهم الدنيا فرحة وبهجة وتجىء الطفلة «أمل» لتعلن أنها جاءت فى الدنيا، وأنها الأمل الذى ينشده والدها وأمها، وفرحا سويًا بها، فمنذ إطلالتها على الدنيا جلبت معها الرزق والفرج.

الأب «سعيد»، والأم «هناء» ما أجمل الدنيا حينما تحمل السعادة والأمل، ولسان حالها يقول: ما أسعدها من أسرة لأب حنون، وأم تحمل بين جناحيها الحنان. الأيام تمر بسرعة البرق، الأب يستيقظ فى الصباح، ذاهباً لعمله ليعود آخر النهار محملًا بما لذ وطاب، والأم ترعى بيتها وأولادها فى غياب الزوج، لتهيئ الحياة الهنيئة والركن الهادئ لزوجها عندما يعود.

«أمل» كانت تنتظر والدها، وبرغم أن عمرها 3 سنوات، لكنها تعرف موعد قدومه وتستقبله على قارعة الطريق وحينما تلمح عيناها البريئتان طيف

والدها، تجرى مسرعة راكضة مرتمية فى حضنه ممسكة بيده ومرددة: «بابا وصل.. بابا وصل» الأب يدخل المنزل بعد طول يوم عناء وإنهاك فى عمله والزوجة تبتسم لعودة زوجها سالماً.
تضع الطعام، ويجتمع أفراد الأسرة ولكن «أمل» تصر لكونها آخر العنقود أن تجلس على رجلى والدها، تأكل من أمامه، لتشعر بأنها مميزة، والأم تبتسم، مرددة يا «أمل» خلّى بابا يأكل على راحته، وأمل وكأنها تداعب والدتها وتشعر بغيرتها من حبها لوالدها «لا» مش هنزل، تنتهى وجبة العشاء وتليها كوب من الشاى للزوج، ثم يدخل غرفته لينال قسطاً من الراحة بعد يوم طويل من التعب والإنهاك فى العمل. أمل تظل تضحك وتبتسم وتداعب أشقاءها والأب يتقلب يميناً ويساراً على «سريره» راغباً فى راحة لجسمه.

سعيد يتحدث مع أمها: سكّتى الأولاد، لأنى عاوز أستريح شوية، وهناء الأم لم تستطع أن تتغلب على رغبة الأولاد فى المرح داخل أروقة المنزل، الأب يضجر من كثرة الصياح وأمل كانت أكثرهم ضجيجاً، كطفلة سعيدة تنفس عن رغبتها الطفولية فى اللعب والمرح، وهنا كانت الأسرة على موعد مع غياب السعادة، دق إبليس طبول الشقاء، ينهض الأب من سريره ويخرج غاضباً.

الأب يمسك «أمل» الصغيرة صاحبة الجسد الضعيف وهى مبتسمة، يمسكها دون وعى، تتطلع أمل فى عينى والدها والتى لم ترهما من قبل، عينان حمراوان ووجه عابس غاضب يمسك بأمل يضربها دون رحمة وهى تصرخ وتستغيث ترجوه أن يتركها سيبنى يا بابا، والأم تحاول أن تخلصها من بين أنياب أب تحول فى لحظة إلى ذئب مفترس، وأكمل الأب عقابه لأمل فى ضربات وحشية متتالية على رأسها وجسمها، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة بين يديه.

لفظت أمل روحها وأنفاسها الأخيرة وهى بين يدى والدها، لا وهى بين يد قاتلها، فليس هناك أب يقتل ويفتك ويفترس طفولة ابنته التى لا تعى من الدنيا شيئاً سوى اللعب والضحك والبكاء، ماتت أمل، الأم تصرخ وأشقاءها الصغار يبكون والأب يصمت فى ذهول.

لحظات ويصل الأمر للواء ممدوح عبدالمنصف، مدير أمن المنيا الذى يترأس قوة أمنية لضبط الوالد، «والى» يعترف أمام الشرطة والنيابة اشنقونى.. اعدمونى، نعم أنا قتلت بنتى أمل، نعم قتلتها وأنا مش فى وعيى «مكنش قصدى» ولكن هل هناك من يسمع لأب قلبه تحجر، خلف القضبان «سعيد» يصرخ ليل نهار على موت طفلته، وكأن الله أراد أن يعذبه فى الحياة أعاد له تأنيب الضمير، حتى يعيش فى ألم وعذاب الضمير على جريمته النكراء التى يندى لها الجبين.

ماتت «أمل» الحياة ودفنت فى قبرها، مستعجبة ومستغربة، قدومها وخروجها من الدنيا بهذه السرعة وعلى يدى من كان يجب أن يحميها، ماتت أمل، ووالدها يواجه مصيره الأسود ربما يعاقبه القانون على جريمته ببعض سنوات من السجن لأنه ضرب أفضى إلى موت، ولكن عذاب الضمير وضحكات أمل التى لا تنقطع من المنزل حتى بعد رحيلها أين يهرب منها.. فما زالت أمها تنادى أمل وتصرخ.. أمل تبكى.. أمل تضحك.. أمل ماتت.

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات