الشيخ نوح القضاة من المحبة إلى الرحمة

تم نشره الأربعاء 22nd كانون الأوّل / ديسمبر 2010 03:08 صباحاً
الشيخ نوح القضاة من المحبة إلى الرحمة
د.بلال كمال رشيد

لم تكن شخصية الشيخ الجليل والعالم الكبير شخصية عادية حتى يكون رحيله رحيلا عاديا ، إذ كان كبيرا حيث كان ، عالما ومعلما ، قاضيا ومفتيا ، صالحا ومصلحا ، كان الأعلى في كل شيء ، والأدنى إلى كل قلب ،ساس الأمور بكل حكمة ولم يسيس ، قال قولته ولم يخش فيها لومة لائم ، جال وصال وقال ، فما جامل ولا هادن ، كلمته موقف ولم تغير المواقف كلمته ومبدأه ، حازم وحاسم ، وسيم مرتفع القامة والهامة لا يحنيها إلا لله ، له مهابة ودماثة، له ابتسامة المؤمنين وغضبتهم ، هو من الأرواح المجندة التي تأتلف بها ولها النفوس المؤمنة .

كان وطنيا بامتياز حيث كان ، مدنيا وعسكريا ، علمه قاده إلى المواقع والمراتب ، كان سفيرا بإنسانيته وخلقه وعلمه ، كان وجها أردنيا دالا على الأصالة والرصانة والطيبة والحكمة ، غير وبدل ، وما تغير وما تبدل ، دستوره قرآن كريم وسنة مطهرة ، فتواه لا تأخذها هفوة ،ولا زلة لسان ، لا يغيرها مكان ولا زمان ولا إنسان ، متمكن من علمه ، وعمله موافق لعلمه ،أرضى الله في كل مسألة،لم يبال بغضب أو عتب ، فرحل راضيا مرضيا ، عرفته المجالس والمدارس والجامعات حكيما إن قال ، بليغا إن صمت ،كان مع الناس حيث كانوا ، شاركهم أفراحهم وأتراحهم، قريبا متواضعا منهم فرفعه الناس ، نبكيه اليوم وما عرفنا منه أو عنه إلا كل خير ، نودع فيه ما نفتقد إليه من صفات وخصال ، نعزي أنفسنا بأن نلقاه حيثما التقينا بآثاره ،ما مات الشيخ نوح وقد ترك صدقات جارية هنا وهناك، ما ذكرها في حياته ، بل سيذكرها أصحابها بعد وفاته ، ما مات وقد ترك ذرية صالحة من نسله ومن أتباعه يدعون له ، ما مات وقد ترك علما يروى ويذكر ، وقد ترك نهجا قويما، واستن سنة حميدة هنا أو هناك ، ما مات و هو الحي بأثره وآثاره والتغني بخصاله ، ما مات وقد ترك أبناء كراما بررة علماء يسيرون على خطى أبيهم ، هنيئا لشيخنا ما قدم ، هنيئا له التقاء الناس على محبته ، ودعاؤنا أن تكون رحلته هذه من محبة الناس إلى رحمة ربِّ الناس .

إن نظرة تأملية في سيرة هذا العالم الجليل ومسيرته وجنازته المهيبة تجعلنا نقف متسائلين لماذا لا نعرف كبارنا إلا عندما يرحلون ؟؟!! ولا نكرمهم إلا بالعبرات والعبارات !!!
ولتكن رحلته ورحيله عبرة لمن أراد أن يكون من الخالدين !!!



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات