فضائح ويكيليكس ... والشرق الأوسط
لقد حملت الكثير من المفاجئات تلك البرقيات والتفاصيل التي نشرها ذلك الموقع ولا اعرف ما هي الأسباب والدوافع الحقيقية وراء نشرها؟! وهل هي بريئة الذمة وخالية من أية همز أو لمز تجاه الكثير من قادة الشرق الأوسط؟! وهل هي بلا مؤامرة حقيقية؟! وهل فقط خدمة للحقيقة والحقيقة فقط؟! أو من اجل الإثارة والإثارة فقط؟!.
أسئلة كثيرة تدور في رأس الكثير من الإعلاميين في المنطقة وصناع القرار لماذا كل هذه التفاصيل الآن؟ وهل إسرائيل بعيدة عن كل ما جرى ويجري؟! خاصة وان إسرائيل لم يتم التطرق إليها بأية سلبية وهي المحطة المتقدمة للكثير من الأحداث في المنطقة وهل حصلت هناك صفقة بين الإسرائيليين وصاحب الموقع على تغيب أية فضائح تتعلق بإسرائيل وساستها؟! والحقيقة أن الكثير من التسريبات تؤكد أن هناك لقاء قد حصل بين مسئولين إسرائيليين وصاحب الموقع في سويسرا وقد تم الاتفاق على عدم التطرق لملفات الخاصة بإسرائيل... فماذا نفهم من ذلك؟!.
لقد جاءت معظم التقارير حول دول عربية تعاني من مشاكل وأزمات وفيها غمز ولمز على قادة تلك الدول في محاولة لإحراج تلك الأنظمة أمام شعوبها ودق آخر المسامير في نعش تلك العلاقات لا بل إظهار تلك الأنظمة على إنها متآمرة إلى حد العظم ضد شعوبها وأوطانها وحتى أمتها فهل ما تمناه ويكيليكس هو إيقاظ الشعوب في مواجهة أنظمتها؟! أم هي صحوة ضمير تجاه الشعوب المغلوبة والمقهورة في المنطقة؟! لقد حملت التسريبات الكثير الكثير من الهمز واللمز ضد إيران الدولة الجارة التاريخية للعالم العربي والتي تحمل جزء من هموم المنطقة وقد عملت جاهزة لتحسين علاقاتها مع العالم العربي والجوار الإسلامي وهي تخطو اليوم بثقة نحو برنامجها النووي لا بل أصبحت في ركاب الدول النووية.
نعم هناك همز ضد إيران ولكن ليس إلى مستوى المؤامرة على إيران.
لقد جاءت معظم تلك الفضائح مع سبق إصرار وترصد ضد الحالة العربية وضد الشخصية الرسمية العربية وسأبقى أتساءل لماذا اليوم وفي هذه الظروف بالذات؟! وما هي المصلحة المرجوة في سرد تلك الحقائق والبيانات الآن؟! ومهما يكن من قصد فإنني أرى إنها لا تغير من الحقيقة في شيء ... إن المؤامرة ما زالت مستمرة وضد المنطقة وشعوبها وبأشكال مختلفة............
