الفرا: مؤرخون اسرائيليون يثبتون بطلان وزيف "يهودية الدولة"
المدينة نيوز:- قال المفكر والمؤرخ والخبير في اختلاق الروايات اليهودية والصهيونية الدكتور محمد على الفرا، إن الاحتفالات بالأعياد اليهودية في المسجد الأقصى ومحيطه تهدف الى تهويد المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، وصولا الى هدف تسعى اليه اسرائيل هو يهودية الدولة، وهو ما أكد بطلانه وزيفه مؤرخون اسرائيليون.
وأضاف في حديث لبرنامج "عين على القدس" الذي بثه التلفزيون الأردني، مساء أمس الاثنين، ان التاريخ القديم يعتمد الى حد بعيد على الحفريات والمكتشفات التي يقوم بها علماء الآثار، بينما يعتمد التاريخ الحديث على الوثائق والمستندات والمقابلات، موضحا أن التاريخ منهج علمي وليس كل من قرأ التاريخ أصبح مؤرخا.
وأشار الى أن تناقض الروايات التاريخية والتي يشكك بعضها في البعض الآخر تفصل بينها القرائن والدلائل والإثباتات بحيث يبدو علم التاريخ على شكل محاكمات علمية لهذه الروايات، لافتا الى أن المؤرخ هو شخص متخصص يعرف كيف يأخذ الحقائق ويدللها ويحاكمها ويرجحها او يقلل من قيمتها.
وأعرب الفرا عن أسفه لوجود كتّاب عرب يدعمون مقولات مؤرخين اسرائيليين، ويتلقفونها ويرددونها ويروجون من حيث يدرون أو لا يدرون للدعاية الاسرائيلية، كما أن هناك كتابا عربا أصبحوا يتهاونون في القضية الفلسطينية وفي القدس أصلا، موضحا أن اسرائيل تصر على أن يعترف بها كدولة يهودية، وعندما لم يعترف بها العرب لأنهم اعتقدوا في حرب 1948 أنهم قادرون على تحرير فلسطين، لكنهم اعترفوا بها تحت ضغط الحروب ليس كحق وإنما ككيان قائم، ثم يجري الآن الاعتراف بحقها في الوجود القائم على مزاعم تاريخية مكان أهلها الأصليين، وأخيرا ها هي اسرائيل تطالب بالاعتراف بها دولة يهودية، أي دولة خاصة باليهود مع أنه لا يوجد في العالم في الوقت الحاضر دولة دينية اطلاقا.
وأضاف، ان الاعتراف بيهودية الدولة يعني أنه لا بقاء في دولة اسرائيل الا لليهودي فقط وكأنك توقع على خروجك من فلسطين والتنازل عن حقك فيها، موضحا أن الدولة هي نظام سياسي لا علاقة له بالدين اطلاقا، ولا يجوز خلط الدين بالسياسة ولا تسييس الدين أو تديين السياسة، مشددا على أن الدين قيم وأخلاق، والاستشهاد بالدين او التوراة والعهد القديم استشهاد لا صحة له.
وأشار الى أنه قبل بضع سنين أصدر مؤرخ اسرائيلي شهير، كان أستاذا في جامعة تل أبيب، كتابا كشف فيه هوية التوراة، وأثبت فيه بالدليل أن ما يسمى بالعهد القديم يحتوي على أساطير وخرافات، وبيّنها وفندها، كما أن مؤرخين توراتيين آخرين، ألفوا كتبا بشأن اختلاق اسرائيل القديمة، وأكدوا أن هذا شيء خرافي وشككوا بوجوده.(بترا)