كم تمنيت
بسم الله الرحمن الرحيم
كم تمنيت !!! إن التمني رأس مال المفلس
هل أفلس زماننا من كاتب رشيد ؟ يقدر الكلمة , والكلمة أقوى أثرا من الرصاصة حينا , وعثرات الأقلام غير عثرات الأقدام وقد يعثر الإنسان بقدمه فينتعش ويعثر بلسانيه فيهلك ويُهلك ـ والقلم أحد اللسانين ، واللسان أطيب عضو كما هو أخبث عضو ـ والضحية الوطن وأمنه ووحدته واستقراره ، وأُشير على من أراد أن يكتب ولست بموقع من يشير ولكني اجتهد وانطلق من نية أحسبني صادقا ومشفقا وأتمثل قول نصر بن سيّار لابن هبيرة محذره الفتنة مع بعض - التصرف - قائلا :
أرى خلل الرماد وميض جمر وأخشى أن يكون لها ضرام
فإن النار بالعودين تُذكي وإن الحرب مبدؤها الكلام
فقلت من التعجب ليت شعري أأيقاظ - بني الأردن - أم نيام
والنائم لا يدري ، والنوم الموتة الصغرى ، وقد ينهض الإنسان على مالا يحمد عقباه ‘ ولم يستغفر مما كتبت يداه.
يا راقد الليل مسرورا بأوله إن الحوادث قد يطرقن أسحارا
واللسان بريد الفؤاد ، والفؤاد موطن الشفقة والرحمة ، والحقد والحسد ، ولكن القرآن ربيع القلب ، فما بريد فؤادك أيها الكاتب من هذه ؟ وما دافعك للكتابة " فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه " فإياك أن تخذلك النية إن قصّرت بك المطية ، وإياك أن يدفعك الحسد والحقد للكتابة، وتذكر أن الله عند لسان كل قائل ، وقلم كل كاتب ، ويد كل وازن ، الم تقرأ قول الله تعالى " ويل للمطففين .... "
ومعذرة فإنني أتوجه بكلامي هذا لمن يؤمن به ، مع علمي أن في بلدي علمانيين وعبدة الشياطين والمثليين والبوذيين واللوطيين لهم طقوسهم وحفلاتهم - حرية اعتقاد - ، وهناك من يؤيدهم ومن يخالفهم ، وما عُبد الله بشيء أحب إليه من العقل وما عصي الله بشيء أحب إليه من الستر وشر الناس المجاهرون ، الم يقل أوسطهم ((((( انت عارف إحنا أولاد مين ))))) ، ولكننا نخاف ونتقي قوله تعالى " وما قوم لوط منكم ببعيد " ونحن في مركب واحد والغرق قد يعم الجميع ، فهل لي حق أن أخذ على يد من أظن انه سفيه ؟ أخذا باللسان لابالسنان ، وهل لي أن احذر وأعلل انقطاع المطر بسبب الذنوب ؟ وكما ورد " ما منع القطر إلا بذنب " ، وكما القرآن ربيع القلب فالمطر ربيع الأرض والضرع ، فإن استغنى عنها المترفون واليساريون وجهلوا أسبابها فلن يستغني عنها الحارثون ، وقد دعت ا الحكومة لإقامة صلاة استسقاء ؟ وأداها من آمن بها ، وهل يعاب الإسلام أم يعاب من انتموا إليه واعتقدوه ؟ حتى وان جاء من أقصى الطفيلة شخص يسعى براية علمانية رافضا الوصاية الإسلامية ، داعيا لفكرة يسارية ، مستشهدا بآية قرآنية ، ووصية مسيحية ، قائلا : " لن نسمح لأحد بإعادتنا إلى الوراء ". وهل الإسلام يعيد الناس إلى الوراء ؟
وقد مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم يلعبون النرد فقال " قلوب لاهية وأيدي كليلة وألسنة لاغيه " ولن أضيق واسعا وللناس مستراح بين شدائد ابن عمر ورخص ابن عباس رضي الله عنهما.
وهذا يدعوني للحديث عن الملاعب وشغبها ، ويذكرني بداحس والغبراء وما نتج عنها ، وكيف بي وأنا اقرأ قوله تعالى " أفرأيت من اتخذ إلهه هواه " والهوى إله متبع ، ولهبل أنصاره ، ولعزى أنصارها ، أصنام نقلها أهل مكة من بتراء الأنباط إلى مكة الإسلام ، تاريخ نجهله ، وكأننا أول من سكن هذه الديار ، أين ميشع وأين الأدوميون والعمونيون والمؤابيون ، فالأردن أولا وآخرا باق والناس هالكون .
أما علمت بدهر باد أمته جاءت بأخبارها من بعدها أمم
وتطل الفتنة بقرنيها بدعوى فيصلي ووحداتي ، وأحمر وأبرق ، والأقصى يئن ويصرخ ، "وعبد الرحمن بارود " إن كنتم لا تعرفونه فأهل غزة يعرفونه لأنهم عرفوا أن لا فائدة من خارطة الطريق، "وعبد الرحمن أبو حذيفة " ليس من برشلونة ولا من ريال مدريد ـ وكان العرب يسمونها مجريط أو الأندلس وكان لجيش الأردن آنذاك حامية بها واسألوا إن شئتم - أستاذ التاريخ الأندلسي في الجامعة الأردنية عن مجريط ـ ، أما عبد الرحمن بارود هو القائل يا من أصولكم غربي النهر وأصهاركم وإخوانكم شرقي النهر
مكّتي أخت طيبتي أخت قدسي من مسهن مس اعتقادي
فهل مست مقدساتنا ، وهل هناك متسع للهو والأقصى ينادي على لسان شاعره يوسف العظم رحمه الله .
فصحت عل صلاح الدين يسمعني أو علَّ حيدرة الفرسان يلفاني .
إلى أن يقول:
يا حسرتا أين أحرار الحمى ؟ يا ويحهم ذهبوا لم يبقى سوى أشباح عبدان .
عبيد للهوى وللكرة وللجنس، مصائد البرتوكولات إن قرأتموها
والقدس ترقب قلعة الكرك قائلة " يا قلعة صلاح أين صلاحك ، ويعتذر زياد أبو غنيمة لصلاح قائلا :
واخجلي منك صلاح الدين بل واعيباه ، حررت القدس فضيعناه ، ورفعت الرأس فنكسناه
وبك اعتز التاريخ وتاه ، وبنا دمعة عيناه .
وفي ظل هذا التخبط ينطلق مجموعه ممن نحسبهم علماء وفي كل بلد علماؤه يفتون بما يعتقدون ويعلمون ، انطلاقا من محبتهم لله ولرسوله ، ثم محبة للأردن وقيادته وجيشه وأمنه وترابه ووحدته واستقراره ، ثم كرها لأمريكا وأفعالها ، لاغتصابها خيرات العراق ، وتدمير الصومال ، وتفتيت السودان، ولدعمها الكيان الغاصب ، وقد نشر فضائحها ويكليكس ، فلهذا كرهناها وكرهنا مساندتها في توجهاتها ، مع تقديرنا للدور الإنساني الذي تقوم به قواتنا المسلحة في شتى بقاع الأرض دون همز أو لمز ، ومساهمات القوات المسلحة والقوافل الهاشمية لغزة والضفة لا ينكرها إلا عديم أصل ، ومثله من فسر الكلام في غير موضعه ، وتحميله الفتوى ما لاتحتمل ، وتحريفه الكلم عن مواضعه ، فما الخطأ ولا أراه ، واشد منه أن يتهم الإنسان في محبته للأردن ونحن أبناؤه ومن كوادر أحزابه بموجب القانون ، وكلنا أبناؤه ، أم أصبح الإسلام ومن يعتقده ثقيل عليكم لثقله على أمريكا ، فالجبهة وعلماؤها وسطيوا النظرة للأمور ، فما بالكم بالمتشددين ، فالتصيد بالماء العكر والسوم ليلا منهي عنه لأنه يهللك صاحبه ،- والكلام أن لم يبلغ للأفهام يكن للبعض فتنة - والفتنة تأكل الأخضر واليابس ، فلنكن وسطيوا النظرة عصيوا على الفتنة ، فالأخضر يعصر واليابس يكسر ، وجبهة العمل الإسلامي من هذا البلد وكوادرها من قرى الأردن ومدنه ومن أهله وعشائره ، وليس لأحد فضل على احد إلا بالتقوى ، فهل اتقينا الله في هذا البلد وأهله وأمنه واستقراره ، وإن كان هناك خطأ ولا يخلو الأمر من ذلك ، فليكن للحوار مكانه في الإصلاح ، ورحم لله رجلا انفق الفضل من ماله وامسك الفضل من قوله .
ولو مضت سنة ابن الخطاب في قطع لسان الحطيئة لعبثه بهجاء الناس وإثارة الفتنة ، لطالبت بقطع لسان يد كل عابث بأمن الأردن ووحدته واستقراره بعد محاكمة عادله ، فإن قال عمر : "تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم " وكلنا انساب وأرحام وأصهار ، أنصار ومهاجرين ، وكل له حقه وعليه واجبه ، ووحدة الأردن وأمنه من أولى واجباتنا في دنيانا ، أما في الآخرة فقد قال الله تعالى : " ونفخ في لصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون " عندها تسقط الأحساب والأنساب والأرحام ، ويبقى أجر ووزر الأقوال والأفعال ، وإذا عد كلام الرجل من عمله عنده ندرك معنى " أليس منكم كاتب رررررررشيد )
حمى الله الأردن واحة امن واستقرار والله من وراء القصد .