كم تمنيت

تم نشره السبت 25 كانون الأوّل / ديسمبر 2010 01:08 صباحاً
كم تمنيت
د. محمد القطاونه

                                            

                                      بسم الله الرحمن الرحيم


                                            كم تمنيت !!! إن التمني رأس مال المفلس 

           هل أفلس زماننا من كاتب رشيد ؟  يقدر الكلمة , والكلمة أقوى أثرا من  الرصاصة  حينا , وعثرات الأقلام  غير عثرات الأقدام وقد يعثر الإنسان بقدمه فينتعش ويعثر بلسانيه فيهلك ويُهلك ـ  والقلم أحد اللسانين  ، واللسان أطيب عضو كما هو  أخبث عضو ـ  والضحية الوطن وأمنه ووحدته واستقراره ، وأُشير على من أراد أن يكتب ولست بموقع من يشير  ولكني اجتهد وانطلق من نية أحسبني صادقا  ومشفقا وأتمثل قول نصر بن سيّار لابن هبيرة محذره الفتنة مع بعض  - التصرف - قائلا :

                   أرى خلل الرماد وميض جمر           وأخشى أن يكون لها ضرام
                  فإن النار بالعودين  تُذكي                    وإن الحرب مبدؤها الكلام
                    فقلت من التعجب ليت شعري           أأيقاظ - بني الأردن - أم نيام 

والنائم لا يدري ، والنوم الموتة الصغرى ، وقد ينهض الإنسان على مالا يحمد عقباه ‘ ولم يستغفر مما كتبت يداه.
                       يا راقد الليل مسرورا بأوله       إن الحوادث قد يطرقن أسحارا
    
           واللسان بريد الفؤاد ، والفؤاد موطن الشفقة والرحمة ، والحقد والحسد ، ولكن القرآن ربيع القلب ، فما بريد فؤادك أيها الكاتب من هذه  ؟ وما دافعك للكتابة  " فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه " فإياك أن تخذلك النية إن قصّرت بك المطية ، وإياك أن يدفعك الحسد والحقد للكتابة، وتذكر أن الله عند لسان كل قائل ، وقلم كل كاتب ، ويد كل وازن  ، الم تقرأ قول الله تعالى " ويل للمطففين .... "  
               ومعذرة فإنني أتوجه بكلامي هذا لمن يؤمن به ، مع علمي أن في بلدي علمانيين وعبدة الشياطين والمثليين والبوذيين واللوطيين لهم طقوسهم وحفلاتهم  - حرية اعتقاد - ، وهناك من يؤيدهم ومن يخالفهم  ،  وما عُبد الله بشيء أحب إليه  من العقل وما عصي الله بشيء أحب إليه من الستر وشر الناس المجاهرون ، الم يقل أوسطهم   ((((( انت عارف إحنا أولاد مين ))))) ، ولكننا نخاف ونتقي قوله تعالى " وما قوم لوط منكم ببعيد " ونحن في مركب واحد والغرق قد يعم الجميع ، فهل لي حق أن أخذ على يد من أظن انه سفيه  ؟ أخذا باللسان لابالسنان ،  وهل لي أن احذر وأعلل انقطاع المطر بسبب الذنوب ؟  وكما ورد " ما منع القطر إلا بذنب "  ، وكما القرآن ربيع القلب فالمطر ربيع الأرض والضرع ، فإن استغنى عنها المترفون واليساريون وجهلوا أسبابها فلن يستغني عنها الحارثون ، وقد دعت ا الحكومة لإقامة  صلاة استسقاء ؟  وأداها من آمن بها ، وهل يعاب الإسلام أم يعاب من انتموا إليه واعتقدوه ؟ حتى وان جاء  من أقصى الطفيلة شخص يسعى براية علمانية  رافضا الوصاية الإسلامية ، داعيا لفكرة يسارية ، مستشهدا  بآية قرآنية ، ووصية مسيحية ، قائلا : " لن نسمح لأحد بإعادتنا إلى الوراء ". وهل الإسلام يعيد الناس إلى الوراء ؟

   
           وقد مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم يلعبون النرد فقال  " قلوب لاهية وأيدي كليلة وألسنة لاغيه " ولن أضيق واسعا وللناس مستراح بين شدائد ابن عمر ورخص ابن عباس رضي الله عنهما.
        وهذا يدعوني للحديث عن الملاعب وشغبها ،  ويذكرني بداحس والغبراء وما نتج عنها ، وكيف بي وأنا اقرأ قوله تعالى " أفرأيت من اتخذ إلهه هواه  " والهوى إله متبع  ، ولهبل أنصاره  ، ولعزى  أنصارها ، أصنام نقلها  أهل مكة  من بتراء الأنباط إلى مكة الإسلام ، تاريخ نجهله ، وكأننا أول من سكن هذه  الديار ، أين ميشع وأين الأدوميون والعمونيون والمؤابيون ، فالأردن أولا وآخرا باق والناس هالكون .
                      أما علمت بدهر باد أمته              جاءت بأخبارها من بعدها أمم                                                                                                                                                                                                                                                                                               


                   وتطل الفتنة بقرنيها بدعوى فيصلي ووحداتي ، وأحمر وأبرق  ، والأقصى يئن ويصرخ ،  "وعبد الرحمن بارود  " إن كنتم لا تعرفونه  فأهل غزة يعرفونه لأنهم عرفوا أن لا فائدة من خارطة الطريق،  "وعبد الرحمن أبو حذيفة " ليس من برشلونة ولا من ريال مدريد  ـ وكان العرب يسمونها مجريط أو الأندلس وكان لجيش الأردن آنذاك حامية بها واسألوا إن شئتم -   أستاذ التاريخ الأندلسي في الجامعة الأردنية عن مجريط ـ ، أما عبد الرحمن بارود هو القائل يا من أصولكم غربي النهر وأصهاركم وإخوانكم شرقي النهر
                   مكّتي أخت طيبتي أخت قدسي            من مسهن مس اعتقادي
      فهل مست مقدساتنا ، وهل هناك متسع للهو والأقصى ينادي على لسان شاعره يوسف العظم رحمه الله .
                  فصحت عل صلاح الدين يسمعني  أو علَّ حيدرة الفرسان يلفاني .
              إلى أن يقول:
                يا حسرتا أين أحرار الحمى ؟ يا ويحهم  ذهبوا لم يبقى سوى أشباح عبدان .
                   عبيد للهوى وللكرة وللجنس، مصائد البرتوكولات إن قرأتموها
  والقدس ترقب قلعة الكرك قائلة " يا قلعة صلاح أين صلاحك  ، ويعتذر زياد أبو غنيمة لصلاح قائلا :
             واخجلي منك صلاح الدين بل واعيباه  ، حررت القدس فضيعناه ، ورفعت الرأس فنكسناه
                                           وبك اعتز التاريخ وتاه ، وبنا دمعة عيناه .
   
             وفي ظل هذا التخبط ينطلق مجموعه ممن نحسبهم علماء وفي كل بلد علماؤه يفتون بما يعتقدون ويعلمون ، انطلاقا من محبتهم  لله ولرسوله ، ثم محبة  للأردن وقيادته وجيشه وأمنه وترابه ووحدته واستقراره ،  ثم كرها لأمريكا وأفعالها  ، لاغتصابها خيرات العراق  ، وتدمير الصومال ، وتفتيت السودان، ولدعمها الكيان الغاصب ، وقد نشر فضائحها ويكليكس  ، فلهذا كرهناها  وكرهنا مساندتها في توجهاتها ، مع تقديرنا للدور الإنساني الذي تقوم به قواتنا المسلحة  في شتى بقاع الأرض دون همز أو لمز ، ومساهمات القوات المسلحة والقوافل  الهاشمية لغزة والضفة لا ينكرها إلا عديم أصل ، ومثله من فسر الكلام في غير موضعه ، وتحميله الفتوى ما لاتحتمل ، وتحريفه الكلم عن مواضعه  ، فما  الخطأ ولا أراه ، واشد منه أن يتهم الإنسان في محبته للأردن ونحن أبناؤه ومن كوادر أحزابه بموجب القانون ، وكلنا أبناؤه  ، أم أصبح الإسلام  ومن يعتقده ثقيل عليكم لثقله على أمريكا ، فالجبهة وعلماؤها وسطيوا النظرة للأمور ، فما بالكم بالمتشددين ، فالتصيد بالماء العكر والسوم ليلا منهي عنه لأنه يهللك صاحبه ،- والكلام أن لم يبلغ للأفهام يكن للبعض فتنة -  والفتنة تأكل الأخضر واليابس ، فلنكن وسطيوا النظرة عصيوا على الفتنة ، فالأخضر يعصر واليابس يكسر ، وجبهة العمل الإسلامي من هذا البلد وكوادرها من قرى الأردن ومدنه ومن أهله وعشائره ، وليس لأحد فضل على احد إلا بالتقوى ، فهل اتقينا الله في هذا البلد وأهله وأمنه واستقراره ، وإن كان هناك خطأ ولا يخلو الأمر من ذلك ، فليكن للحوار مكانه في الإصلاح ، ورحم لله رجلا انفق الفضل من ماله وامسك الفضل من قوله .

           ولو مضت سنة ابن الخطاب في قطع لسان الحطيئة لعبثه بهجاء الناس وإثارة الفتنة ، لطالبت بقطع لسان يد كل عابث  بأمن  الأردن ووحدته واستقراره بعد محاكمة عادله ، فإن قال عمر : "تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم " وكلنا انساب وأرحام وأصهار ، أنصار ومهاجرين ، وكل له حقه وعليه واجبه ، ووحدة الأردن وأمنه من أولى واجباتنا في دنيانا ، أما في الآخرة  فقد قال الله تعالى : " ونفخ في لصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون " عندها تسقط  الأحساب والأنساب والأرحام ، ويبقى أجر ووزر الأقوال والأفعال ، وإذا عد كلام الرجل من عمله عنده ندرك معنى " أليس منكم كاتب رررررررشيد )


   حمى الله الأردن واحة امن واستقرار والله من وراء القصد .
                                                                                            
                                                                                        



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات