ذكرى ملحمة أشرف
دائما ما، كان للملاحم والشعب الملحمي تاريخ وخلفية ومصدر واصول ومقدمات؛
لکن ملحمة ٨ أبريل ٢٠١١ في مخيم أشرف على أرض العراق الشائكة كانت ملحمة مجيدة وحدث بشكل غیر متزامن وغير متوقع.
كان فجر ٨ أبريل عندما غطى غبار التراب الشمس ربما كانت الشمس خجولة من حدوث هذه الواقعة المفجعة التي كانت ستحدث أمام ناظرها.
بدى شروق الشمس ثقيلا جدا في بدايته ومع أول اشعته كان شاهدا على شلال مستمر من زخات النيران والبنادق. من طرف واحد كان هناك خيل «يزيد» المستأجرة من قبل حكومة الملالي و المسلحين المدججين والمعجبين على المدرعات ومن طرف آخر كان هناك المجاهدون المصممون على الثبات والصمود بأيديهم الخالية وايمانهم الكامل بالنصر. كانت معركة مشرفة ومواجهة غير متساوية في مقابل الايادي الخالية لكن القلوب والرؤوس كانت متحمسة مع قوات حكومة العراق المسلحة والعميلة لولاية الفقيه.
طعام أعدائهم في ذاك اليوم كان دماء أبناء ثرى إيران الصغار .
بعد 6 ساعات من المعركة المستمرة، تراجع المرتزقة العاجزون واللاهثون. نعم، كان هناك خامنئي والمالكي اللذان فشلا في قهر وأسر مخيم أشرف. بينما من طرف آخر كان هناك المجاهدون الذين، رغم كل المصاعب والإصابات والشهداء، حافظوا على الفخر والانتصار، رفعوا راية الحرية.
مضت ملحمة ٨ أبريل عام ٢٠١١ وتم تسجيلها في تاريخ إيران كلوحة مجيدة ومخلدة مع نسائها اللبوات ورجالها الابطال الشامخين كالجبال. النسوة الشابات أمثال فائزة وآسية وصبا وجهن رسالتهن الأخيرة مخاطبات العالم كله " بانهن صمدن ووقفن وسيظلن صامدات حتى النهاية " في ذاك اليوم قالت صبا : نقف بأيادي خالية وباجساد عارية و غير مدرعة. نقف بايمان وعشق كامل لمثلنا العليا ووقفت وحدها وسقطت بقامتها الشمّاء على الأرض وبقيت نصبا تذكاريا رسميا وتقليديا لجيل إيران. وهذا يستمر حتى يومنا هذا.
مضى سبعة أعوام على ذلك اليوم وفي السبع سنوات هذه كانت دماء نفس هؤلاء المجاهدين التي يتردد صداها اليوم في جميع أزقة وشوارع إيران.
انتفاضة ٢٨ ديسمبر ٢٠١٧ في ١٤٢ مدينة إيرانية هي امتداد واستمرار لنفس هذه الدماء الدافئة التي اراقتها القوى القمعية لنظام المالكي العميل لولاية الفقيه في العراق .انفجار اجتماعي ناجم عن الفقر الذي نخر عظام الشعب وكل طبقات هذه الانتفاضة استهدفت كل اركان النظام من خلال الشعارات المعادية لخامنئي وروحاني ومن خلال شعار «ايها الاصلاحي وايها المحافظ لقد انتهى الأمر».
هذه الانتفاضة لم تكن محصورة في مدينة طهران أو عدة مدينة إيرانية محدودة بل كما سمعنا في الرسالة الخامسة للسيد مسعود رجوي بمشاركة الشعب في اكثر من ١٤٢ مدينة إيرانية. هذه الانتفاضة غير قابلة للانطفاء والاخماد وكل يوم وكل ليلة ترتفع اصوات الموت للدكتاتور في كل مدينة.
الشعب وقف بايادي خالية ولكن مع شعارات ساحقة لماذا يا ترى أصبح الوقوف بيد خالية سنة وتقليدا في إيران. اليوم أيضا يقف كل أبناء الشعب الإيراني المقهور في جميع انحاء إيران بأيادي خالية مستمرين على نهج (الشهيدة صبا) ليتابعوا طريقها.
في ذلك اليوم ردد المجاهدون في مخيم أشرف معا وبصوت واحد صارخين بكلمة (لا) واليوم كذالك الأمر بالنسبة للشعب الإيراني.
حالة الازمات التي تضرب نظام الملالي هي نتيجة أعمال المقاومة التاريخية للشعب الإيراني التي لم ترغب يوما في هذا النظام. لقد اقترب زمان سقوط هذا النظام وانتفاضة الشعب الإيراني مستمرة حتى النصر النهائي بالاستناد الى تشكيل مراكز للثورة واستراتجية الف مخيم كمخيم أشرف. لقد انتهى الامر بالنسبة لنظام الملالي والشعب الإيراني في هذه الايام يحتاج الى سماع صوته من قبل المجتمع الدولي والعالم ليقدموا الدعم اللازم لهم ويحترموا مطالبهم المشروعة في نيل الحرية والديمقراطية.