ما بين المصالح والجوع ... توجد ثقة !!
![ما بين المصالح والجوع ... توجد ثقة !! ما بين المصالح والجوع ... توجد ثقة !!](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/66189.jpg)
السادة النواب الواثقون جدا بكافة أنواعكم: منتخبين من الشعب بواسطة الحكومة أو نواب عن الشعب لمصلحة الحكومة أو نواب ينوبون عن الحكومة على الشعب, أو نواب الصمت بالنيابة عن الجوع... السادة الواثقون جداً الشعب سيستحضركم عند أول رفعة أسعار قادمة , السادة نواب الحكومة , السادة المتبدلون من يوم الانتخاب ليوم الثقة , السادة الذين نسيتم وجوه أبناء قواعدكم الانتخابية أمام خطاباتكم المجيدة , السادة الذين نعلم أنهم مجبرون ولا يملكون حولاً ولا قوة , السادة الغريبون عنا, لن ننسى وعودكم ولن ننسى ثقتكم الغير مسبوقة , تمثيلاً عن السادة الفقراء والسادة الشعب وأصحاب المعاشات والحرمان: لقد وثقتوا غلوّاً بمن اخذ الغلاء وقوت المواطن مطية , لقد بالغوا في ثقتهم حتى الـ 111 بهذه الحكومة كرد موجع على وقفتكم إلى جانبهم , نعم لقد اثبتوا أن المشكلة ليست بما تفعله الحكومات بل المشكلة في تلك الأيادي الشعبية التي ساعدت في وصول الواثقون جداً إلى ذلك المكان .
كيف لا يعطون الحكومة الثقة وهي التي زرعت الدوائر الانتخابية الوهمية وسحبت من تريد منهم بهذه الدوائر إلى بر النيابة . والتي تغاضت عن المقاطعات لترسم لنا هذا اللوحة النيابية الواثقة ,فالماء للحكومة والقناة محفورة بأيدي الحكومة فما المانع من أن يكون المصب في مصلحة الحكومة ؟ كما فعلت عندما جيشت المجلس ضد فتوى الإخوان في محاولة لتوحيد صفها مع المجلس, فجاء التوقيت خير دليل وكلمات السادة النواب منسوخة عن بعضها في ما يخص هذا المجال وكانت أيضا خير دليل.
إن ما يحدث في التمثيل في الأردن هو حلقة مرسومة على ورق ملون بلون الغلاء والفقر والاستفراد في القرار والخضوع, تعيد هذه الحلقة نفسها كل حين ,وديمومتها ستأتي من عدم قدرة المجلس الحالي على صنع أدوات انتخاب تتعارض مع طموح الحكومات في جيوب المواطن , لن يستطيعوا تغيير ساكن في ظل كمية الثقة العالية ولا ننسى أن الثقة والمراقبة يتناسبان عكسيا,فأنت تقلل من المراقبة عندما تكون واثقاً .
إن التفاقم في حجم الثقة الممنوحة لرئيس حكومة اسمعنا وزراءه اهانات للتعليم والعمل والصحافة مقصود وواضح , إن المبالغة في الثقة لحكومة رفع الأسعار بجدارة ضرب من ضروب التحدي للشعب , إن هذه الثقة مشوهه من باب المبالغة فيها , إن من رسم المسار لهذه الثقة بهذا الشكل ورتب المشهد أراد إيصال السخرية لأذهاننا , أراد توزيع أول المفاجئات النيابية لهذه الدورة بحيث تكون سقفاً أعلى للقادم من المفاجئات .
نعم هذا مجلس التغيير الذي اقتلعوا أذاننا بدعوتنا لانتخابه, نعم هذه الحكومة التي لم تقرر يوما أو تصرح إلا وكان على حساب الشعب, يتواترون علينا فقراً ونقصا ,يتنازعون على أنفاسنا , لا نعرف منهم سوى غموض القرارات وإجبارية تطبيقها, ويرسمون لأولادهم أجيالا من التوريث ومن سياسة حفظ النوع والفصيلة التي نشهد في الحاضر,فهم وحدهم الذين لن تستطيع الأردنيات ولادة مثلهم فهم آخر من تبقى من المؤهلين . هذا ما قادونا لفعله ومن ثم حمّلونا مسؤوليته , هذا آخر ما يُتوقع من مسلسلات الاستخفاف والاستهزاء بعقل المواطن و يومه وتفاصيله.
نحن بحاجة إلى وقفة إصلاحية بتصميم \"وطني \" نابع من الوضع المتردي اقتصادياً وسياسياً وإعلامياً , نحن نقترب من حالة اللاعودة من خلال السيطرة الكاملة للسلطة التنفيذية على جميع المخارج والمداخل , فالتوريث و \"التزبيط \" والإقحام في المواقع والمصلحة الشخصية أصبحت كلمات مفتاحيه للمواطن الأردني كلما وقف في محطة وقود أو متجر أو في دائرة حكومية .. نعم سلبوا الكلمات وتركوا لنا كلماتهم المفتاحية لندرب عقولنا بواسطتها على أفكارهم ونعيش ونحيا لكي يبقوا عائلات وشركات و \"بزنس \" , وما أسهل أن تضع يدك على الجرح فليس هناك ما يؤلمك أكثر منه .