في اربد انت شاتم او مشتوم

تم نشره الخميس 30 كانون الأوّل / ديسمبر 2010 01:54 صباحاً
في اربد انت شاتم او مشتوم
عبدالرحيم غنام

اربد  أطلقوا عليها قي النصف الأول من القرن العشرين "الماضي " إسم عروس الشمال وكان اهلوها سعداء بهذه التسمية كونها كانت تحيط بها المزارع الجميلة من جهاتها الأربع وتزدان بحقول القمح والشعير والحمص والعدس والكرسنة والساحات العشبية الخضراء المزدانة بما يتخللها من الأزهار والورود الطبيعية التي تنبت تلقائيا ومن دون ان يزرعها او يعتني بها احد ، كانت اربد ومناطقها في فصل الربيع تشكل بساطا على مد البصر  نسجت الوانه  بعناية فائقة من لدن الطبيعة الخلابة  ، وكان معظم ابناء اربد يمضون بعض الوقت على " ظهر التل " يستمتعون بما يشاهدونه من مناظر خلابة وساحرة ، فأنت اينما إتجهت ببصرك وأنت فوق "ظهر التل " تشاهد مناظر سهول إربد الخلابه ،وتعتبر منطقة اربد وما حولها مصيفا جميلا يرتادها الكثير من السياح من المغتربين الأردنيين والعر ب والكثير من السياح الأجانب .
وفي اواسظ الستينات من ذات القرن بدأت طبيعة اربد الجغرافية تتغير شيئا فشيئا ومع مرور الوقت طال بعض التغير التعامل بين اهلها وا صبحت العلاقات الطيبة التي اشتهروا بها وميزتهم عن غيرهم من اهالي المدن الأخرى في الأردن تتغير شيئا فشيئا ، وبعد ان كان اهل اربد يعرفون يعضهم الاماندر منهم ويساعدون بعضهم في السراء والضراء ويطغى الإحترام المتبادل في التعامل اليومي ، الصغير يحترم الكبير ويسمع نصيحته والجبير يحب الصغير ويحاول مساعدته وإشعاره بالحب والتقدير والإحترام ، وفي بداية الثمانينيات اختلفت معطم الأشياء التي نعتد بها في اربد وتحولت الى عكس ما كانت عليه وخاصة بعد ان تغيرت طبعتها الجميلة وبدأت حالتها تسوء رويدا رويدا ، ولم يتقي المتعهدون من أجل تمديد المجاري تحت الأرض بهدف تصريف المياه العادمة مباشرة من المنازل الى المجارير مباشرة والتي أدت الى تحفير الشوارع الرئيسية والعمل على إعادتها الى ما كانت عليه قبل الحفر ، إلاان عمليت الحفر والردم التي قامت بها سلطة المياه في حينه وتلتها شركة كهرباء إربد الوطنية ولم تتوقفا عن الحفر والردم حتى يومنا هذا مما حول مدينة اربد الىحفرواكوام من الأترة والحجارة الفي غيرت وجه المدينة وبدلجمالها الذي طالما تغنى به الشعراء الأردنييون عموما والإربدييون خصوصا ووصفها بعض أبنائها الذين ساءهم ان تتحول مدينتهم الى ما آلت اليه جراء ما ألم بها من صنع يد المقاولين وآلياتهم  الصماء فوصفوها بأرملة الشمال التي لاتجد من أبنائها من يعمل من أجل إعادة وجهها الجميل والحضاري لها بعد كل ما أصابها بسبب الإهمال وسوء التخطيط الى شاب عمليات الحفر والطمر وعدم الإلتزام من قبل المتعهدين بالأوقات المتفق عليها لإجاز هذه المشاريع التي كان يفترض ان تضاعف من جماليات اربد وسهولة الحركة في شوارعها للمواطنين ومركباتهم الصغيرة والكبيرة معا ،ومن اجل ذلك صبر ابناء اربد كثيرا ظنا منهم ان هذه المشاريع ستنتهي يوما وتعيد للمدينة ألقها وجمالها إللا ان الحفريات لم تتوقف وأصبح حال إربد صعبا ففي فصل الصيف تحاصرك الأتربة وغبارها وتتسبب للكثيرين بأمراض مختلفة ، كما تتسبب الحفر بإصابة الأليات ببعض الأضرار والتلف ، أما في فصل الشتاء فحدث ولا حرج فأنت في اربد شاتم أو مشتوم لامحالة ومهما حاولت ان تتفادى الشتم أو تلقي الشتائم من الأخرين فإن كنت تسير على قدميك بستجد نفسك وقد شتمت سواقي المركبات الصغيرة او الكبيرة بشكل إنفعالي وتلقائي بسبب المياه التي تنثرها المركبات بغير قصد ويتبلل بها الواطنين من المارة  ويعود ذلك لكثرة الحفريات التي لم يتم ردمها تماما او التي قامت مياه الأمطار الغزيرة بجرف بعضها كونها لم تتم سفلتتها نما يجب وتكون مغطاة بالمياه مما يصعب على السواقين من مشاهدتها قبل الإرتطام بها وتناثر المياه على جانبي الطريق وتعريص المارة الى البلل الجزئي وأحيانا الى إراقهم من القدمين حتى الرأس مما يدفعهم للشتم والغضب من هكذا مواقف ، ومما ضاعف ذلك المطبات التي زرعتها بلدية إربد الكبرى في جميع شوارع اربد الرئيسية والفرعية وبأعداد يصعب حصرها ، والتي اصبحت تجمعات لمياه الأمطار وكأننا في إربد نسعى للدخول في "كتاب جينيس للأرقام القياسية "في المطبات في مدن  العالم  .
هذا غيض من فيض مما يعاني منه المواطنون في حاضرة الشمال إربد ولا أحد يعلم الآ متى تستمر هذه المعاناة مع حفريات الشوارع وزرع المطبات التي لاداعي لها والتي تتسبب في كثير من مشاكل السير وإعاقته .
ترى هل يشعر المسؤولين في إربد بمعانات المواطنين ويعملون على إزالة اسباب هذه المعانات الدائمة صيفا وشتاءا  ؟



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات