"اوزكول" تقدم حرفا يدوية تروي الماضي بصبغة الحاضر
المدينة نيوز:- تقدم الأردنية التركية شاميران اوزكول أعمالًا حرفية مستوحاة من عبق الماضي، تجسد فيها صور التراث الأردني ممزوجا بالعربي، في معرض لمختلف زوار المملكة وسط العاصمة عمان.
وتروج "اوزكول " للحرف اليدوية وغيرها من منتجات البحر الميت العلاجية، إلى جانب الحرف الأخرى التي تمثل التراث الفلسطيني والسوري والتركي والمصري والإيراني في معرضها، الذي توارثته عن والدها وهو تركي الأصل، قرب المدرج الروماني بــ"وسط البلد".
وتشير اوزكول، البالغة من العمر 52 عاماً، إلى أنها كرست حياتها لتُكمل مسيرة والدها، الذي جاء إلى المملكة قادما من تركيا منذُ الثلاثينات، حيثُ أسس المعرض الذي وصفته بـ"منزلها الآخر"، وعمل في صناعة الحرف اليدوية ما عزز لديها شغف الصناعات اليدوية وخلق لديها حبًا لهذا المجال لتتخذه منهجًا ومسارًا في حياتها.
وتؤكد لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) ان المعرض أصبح يعيش بداخلها، إذ أنها عاشت فيه مختلف تفاصيل حياتها، وتعرفت من خلاله على مختلف الثقافات العربية والأجنبية، كما عزز من مخزونها الثقافي والمعرفي، وخلق لديها حبًا تعلقت من خلاله بالتراث الأردني الأصيل، الذي ترمز له مختلف موجودات معرضها.
وتقول "اوزكول"، التي تتقن أربع لغات، هي: العربية، الإنجليزية، التركية، والآرامية، إن كل قطعة تروي قصة مليئة بتفاصيل التراث الأردني، الأمر الذي يجعلها في "قمة السعادة"، عند رواية تلك القصص لزوراها، الذين يتوافدون عليها من مختلف بقاع العالم أثناء تواجدها في المعرض من لحظة بزوغ الشمس حتى مغيبها، بشكل يومي دون انقطاع.
وتروي تفاصيل كادت أن تودي بحياتها العملية وتأتي على إرثِ والدها الوحيد، لولا شركة صندوق المرأة للتمويل الأصغر، التي قدمت لها تمويلات ساعدتها على الحفاظ على إرثها ومصدر رزقها، وتحديث معرضها ليصبح أكثر شمولًا وتنوعا.
وتبين انها لجأت لشركة صندوق المرأة للتمويل الأصغر منذُ 17 عامًا، والتي زودتها بــ 11 تمويلًا تتجاوز قيمتها الإجمالية 55 ألف دينار، مكنتها من التوسع في منتجاتها وعرضها بطريقة تتواءم وأذواق الزوار المختلفة.
وتضيف: ما زالت اتعامل مع الشركة حتى الآن، ولم تنمحني التمويل فحسب، وإنما زودتني بالمهارات اللازمة لإدارة تلك التمويلات والإستفادة منها، ما جعلها أكثر قدرة على إدارة معرضها ليكون أكثر إنتاجا ونجاحا.
وتدعو "أردنية الهوى" كما تحب أن تسمي نفسها، المرأة الأردنية إلى تبني المشاريع المختلفة، التي من شأنها أن تعزز مكانتها في المجتمع وتجعل منها عنصرًا فعّالًا يقف جنًبا إلى جنب مع الرجل للنهوض بالمستوى المعيشي للأسرة الأردنية، وبما يعكس صورة تجسد ماهية المرأة الأردنية "المعطائة".
وتحلم "اوزكول" أن تمتلك مشغلًا خاصًا بها لصناعة وإنتاج الحرف اليدوية، حتى تتمكن من أن تضفي بصمتها الخاصة على كل قطعة تصنعها.