الروائية سميحة خريس تعاين مسيرتها الابداعية في شومان

المدينة نيوز- سردت الاديبة سميحة خريس جوانب من مسيرتها الابداعية في كتابة القصة والرواية مساء امس الاثنين في منتدى عبد الحميد شومان بحضور مدير عام مؤسسة عبد الحميد شومان ثابت الطاهر وجمع من المثقفين والكتاب والمهتمين ورواد المنتدى .
تحدثت خريس في الندوة التي ادارها الشاعر عبدالله رضوان عن الظروف التي قادتها الى اختيار الكتابة كوسيلة للتعبير والابداع عن ذاتها وبيئتها الاجتماعية مبينة ان الكتابة فضاء رحب للتحرر والانعتاق من الالم الانساني وتبحث فيه وتفتح جروحه المسكوت عنها .
وقالت ان حرب حزيران العام 1967 كانت نقطة تحول في حياتها حيث غدت فلسطين تشغل حيزا في كتابتها عبرت عنها في مجموعتها القصصية الاولى المسماة (مع الارض) المحملة بعواطف فتاة صغيرة صاحبة تجربة بسيطة في الحياة .
وبينت انها اختارت ان تكتب عن هموم المرأة حيث افردت لها اعمالا ادبية على غرار : خشخاش والصحن ونحن ,هيمنت فيها حكايات وهموم ومشكلات نسوية قدمتها باحساس من الذات وانتماء انساني .
واشارت الى انه مع ظهور الذات الانثوية او الانسانية في سائر اعمالها كانت معنية بالنسيج العام للقضايا الانسانية المجتمعية والسياسية والاقتصادية والفكرية والتاريخية المعاصرة كما في رواياتها : شجرة الفهود والقرمية ودفاتر الطوفان ونارة ويحيى.
واكدت ان الرواية لا بد لها ان تحمل مجمل الحياة وانها كمشروع متكامل لا يمكنها الفرار من القضايا العامة بل انها اليوم تحديدا تكبر وتنشط وتصبح شاغلة الناس في الشرق والغرب لانها تتجاوب مع حاجة التجربة الانسانية لان تؤرخ وترصد وتحلل وتناقش وتستشرف المستقبل .
واشارت خريس الى احساسها بالمكان الاردني كونه ارضا بكرا للرواية ويختزن احداثا ووقائع وتفاصيل دون الوقوع في فخ التناول السياحي او التوثيق التاريخي للاحداث .
واوضحت انها على الرغم من اقتحام رواياتها لوقائع مستمدة من التاريخ الا انها تلتفت الى الحاضر وهو ما قدمته في روايات الصحن ودومينو وخشخاش حين عاينت عن قرب جرح الانسان المعاصر المثقل بالتناقضات والباحث عن حلم لا يجيء مبينة انها في نصي نارة والرقص مع الشيطان رصدت الواقع المتفكك الموغل في القبح والشر حيث ادانت فيهما عالما راهنا متفسخا غير قادرة على العطاء .
ولفتت الى انها تكتب للجمال والحق والحب والخير ولكل القيم النبيلة ومسكونة بمفهوم الحرية التي حرم منها الانسان على الزمان موضحة ان روايتها الاخيرة (يحيى) جاءت مغموسة بالحرية ,هذه المفردة الملتبسة والخفية المعاني وهي الرواية التي فتحت لها ابوابا على الفكر والنسيج الاجتماعي مؤكدة انها ستواصل سلوك درب هذه التيمة في روايتها المقبلة التي عنونتها (بابنوس) التي تسري وقائعها في السودان حيث اقامت ردهة من الزمن .(بترا)