حوار العنف.. الكرة في ملعب الرئيسين المصري والفايز

المدينة نيوز-  نشاهد ظاهرة العنف المجتمعي تتفاقم من يوم إلى يوم، وتأخذ منحى خطيراً غير مسبوق ولا معهود في المجتمع الأردني، ونقف وكل الجهات المسؤولة وقفة المتفرج على مشاهد التطاحن في الشوارع والساحات وحرم الجامعات والمؤسسات والملاعب والمرافق العامة وتحت قبة البرلمان.. دون أن نحرك ساكناً..!!
عنف خطير يمارسه البعض، فنُمنى بخسائر فادحة في الأرواح والمشاعر والممتلكات العامة والخاصة..
ولأن الوضع لم يعد يُحتمل، فإن الدعوة موجّهة الآن إلى مجلس الأمة بشقيه الأعيان والنواب لعقد اجتماع عاجل مشترك على شكل مؤتمر وطني جامع قد يستمر يومين أو ثلاثة أو ربما أسبوعاً كاملاً لبحث هذه الظاهرة المقلقة في مجتمعنا، والخروج بحلول وتوصيات عملية ناجعة، أما حالة الصمت والتفرج التي يقفها البرلمان فلم تعد مقبولة أبداً، وليس ثمة ما يبررها، فالمجتمع يحترق بنار العنف المجتمعي لأتفه الأسباب، والثمن ندفعه جميعاً، ونخسر دون أن نعرف لماذا، نضحي دون أن نفهم لماذا، نعلم جيلاً صاعداً على أيدي جيل لم يقدّر نعمة الأمن، ولا قيمة الحرية.. فذهب يدمّر هذه، ويسفح دم تلك..!!
فيا نواب الشعب، ويا أعضاء مجلس الملك، ويا رئيس مجلس الشعب، ويا رئيس مجلس الملك: من حقنا عليكم كمواطنين أن ندعوكم إلى إيلاء هذا الأمر الأهمية القصوى، وندعوكم أن تضعوا التشريعات جانباً، وتبدأوا بالحوار الوطني والخلوة الوطنية لبحث ظاهرة العنف من جميع زواياها وأبعادها، وأن تشاركوا معكم أهل الرأي والحكمة والاختصاص والشيوخ والمفكرين والعلماء، فما فائدة تدبيج التشريعات وسن القوانين إذا كان يُضرب بها الحائط في لحظات تمرد عصبي، وعنف مجتمعي، وسلوك أهوج، وربما في أحيان تنفيس عن احتقان..!!؟
الكرة الآن في ملعب الرئيسين المصري والفايز، وإني لأعدهما من أهل الحكمة والمسؤولية، وأقول لدولتيهما: دعوا القوانين والتشريعات والرقابة واشرعوا بدراسة الظاهرة ووضع الحلول، فما يحدث في المجتمع لا يبشر بخير.. وقد تتفاقم الظاهرة فتحرق التشريع وتقضي على الإنجاز..!!!