التيار الوطني يحذر : "أيدي خفية " تعبث بالأمة لإنفاذ مخططات التقسيم والإلحاق
المدينة نيوز - اصدر حزب التيار الوطني بيانا على خلفية الاحداث التي حصلت في المنطقة العربية و تاليا نصه :
حذر حزب التيار الوطني مما وصفه بـ "أيد خفية " قال أنها تواصل مساعيها لضرب وحدة الأمة وزرع بذور الفتن وإشعال كل ما من شأنه إضعافها وجعلها بيئات خصبة لتنفيذ مخططات تقسيمية وإخضاعية والحاقية.
وقال الحزب في بيان أصدره اليوم (الأربعاء) أن الاستهداف البشع والمدان الذي طاول كنيسة الإسكندرية بمصر لا بد وأن يكون سببا كافيا للأنظمة والحكومات والشعوب العربية لقراءة الحدث من جميع جوانبه والوقوف على أسبابه وبواعثه ليتسنى لها السيطرة على ذيوله والتصدي لمثله.
واعتبر الحزب أن العلاقات المسيحية- الإسلامية في منطقتنا مثال على التعايش والأخوة المتجذرة عبر السنين، وهي علاقة قادرة على تجاوز كل المحن وتتوافر على قدرة استثنائية في مقاومة كل اختراق يريد خلق صدام بينها.
وحزب التيار الوطني، حسب بيانه، وهو يتابع ما يجري في الإقليم يستشعر بقلق أن استهداف كنيسة الإسكندرية لا يمكن عزله عن بقية الأحداث في المنطقة الهادفة إلى رسم خرائط جديدة.
ولاحظ الحزب، وفق بيانه، أن مسؤولية مثل هذا الاستهدافات للمسيحيين في مصر والعراق تراوح بين تنظيم القاعدة وأيد صهيونية، "فإذا كانت الأولى تريد شرق أوسط خاليا من المسيحيين من منظور ديني مرفوض بالجملة والتفصيل، فإن الأخرى (الصهيونية) تريد من هذه الاستهدافات تقسيم المنطقة على أسس طائفية وفقا لمخططات قديمة جديدة ".
وتابع البيان بالقول أن المسعى إلى تقسيم العراق إلى دويلات سنية وشيعية وكردية، ولبنان إلى دويلات سنية وشيعية ومسيحية ودرزية، ومصر إلى دويلات سنية ومسيحية واليمن إلى سنية وزيدية وكذلك في السودان وربما لاحقا سوريا وكذلك الخليج والمغرب العربيين كلها تأتي في سياق خدمة مشروع صهيوني أيديه واضحة في كثير من هذه التفاصيل وهو يريد أن تكون إسرائيل مركز المنطقة وبقية الدول ملحقة بها فضاءا لنفوذها.
ولفت البيان إلى أن إسرائيل، المحكومة بقبضة اليمين المتطرف، تجاوزت مسألة حل الدولتين وتبحث عن حلول خارج كيانها وعلى حساب الآخرين، والولايات المتحدة المأزومة عسكريا وسياسيا واقتصاديا، ما عادت قادرة على إنفاذ التزاماتها حيال قضايا الشرق الأوسط خصوصا إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف.
وأوروبا التي تعاني من أزمات متنوعة والأمم المتحدة العرجاء (وفق وصف البيان) الفاقدة القدرة على حماية الشرعية الدولية حالها لا يختلف عن حال واشنطن، في المقابل أن الدول العربية القطرية مقسمة تخشى بعضها بعضا وغارق في أزماتها الداخلية، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وجامعتها العربية باتت قيمة شكلية بلا مضامين وازنة.
وقال التيار الوطني أن أمة هذا حالها، مستلبة ومنهكة، لن يكون بمقدورها التصدي لمحاولات العبث بها واستنزاف مقدراتها، بل أن حالها يوفر كل الشروط التي يحتاجها أعداؤها لاختراقها والنيل منها والذهاب بها إلى أوضاع أسوأ مما هي عليه الآن.
وختم حزب التيار الوطني بيانه بالتأكيد أن بيانا مقتضبا لا يمكنه أن يلمّ بكل حيثيات وتفاصيل التحديات والأخطار ومصادر التهديد، وإنما يؤشر عليها ليلفت الأنظار إلى تبعاتها وتداعياتها الصعبة، مؤكدا يقينه أنه "من غير صحوة العرب بكل مكوناتهم لكل هذه الاستهدافات والتحصن ضدها فلن يكون بمقدورهم منع التفتيت والتقسيم الذي سيطاولهم بيد بعض أبناء جلدتهم وبيد الأعداء ".