على انقاض عامي الذي مضى

تم نشره الخميس 06 كانون الثّاني / يناير 2011 06:02 مساءً
على انقاض عامي الذي مضى
علي السنيد

وقفت متأملا على أنقاض عام مضى ، وأنا تتملكني الغبطة والامتنان إزاء تجربة نيابية كنت خضتها بوجداني في لواء ذيبان ، وقد انقضى النصف الثاني من العام المنصرم في جولات مكثفة بين بيوت الأهل والأحبة في اللواء ، وخلفت هذه التجربة الأولى مشاهد لا تكاد تغادر الذاكرة ، وما زالت تراودني حتى في منامي.

وقد انفتحت أمامي قضايا الناس اليومية ، وتفاصيل المجتمع ، ووجدتني مسؤولا مباشرا عن تقديم تصورات للحل ، وكان حوار عام يأخذني على أجندة الأهل الذين قدموا المحبة ، وما بخلوا ، وتجسدت الساعات على شكل سباق محموم مع الثقة الشعبية.

كان الوقت مليئا بالانجازات والساعات ثمينة ، وملتقيات تجتذب الحماسة ، والتطلع نحو المستقبل ، وانخرط المجتمع في الشأن العام ، وفي بلورة الاتجاهات ، وتولدت معالم حياة سياسية سرعان ما أن تسربت في أحشاء المجتمع ، حيث تعبر الناس من خلالها عن إرادتها ، وتعيد تشكيل المرحلة وفقا للتوازنات التي تحكم المجتمع ، وأسفر الحراك عن تباينات هادئة في التوطئة التي تسبق ولادة مجلس نيابي كان على الأبواب ، وتداخلت الصيغة الاجتماعية السائدة مع تعدد الخيارات الشعبية في سياق عملية تشكيل النخب الجديدة ، وراحت روح الشباب تنبثق لتعبر عن ذاتها وسط القوى التقليدية ، والأيام تنذر بقادم يوشك أن يولد من خلال صناديق الاقتراع.

كانت اللحظات ثمينة ، وشروط المنافسة تضع المرشحين أمام استحقاق نفسي عميق ، ومخاوف لذيذة ترافق الحالة ، وكنت أشاطر المؤيدين تداعيات الحدث اليومي ، وتقلص الليل إلى بضع ساعات معدودة ، وقاطرة الأيام تتجه بسرعة نحو صناديق الاقتراع ، والمهمة لا تكاد تترك لصاحبها قسطا من راحة ، وقد اختلط الليل بالنهار ما بين دعاية انتخابية ، ولقاءات نخبوية ، وتجمعات تأخذ طابعا اجتماعيا ، وصولا إلى تشكيل اللجان ، ومتابعة أعمالها ، ووضع برنامج انتخابي مستمد من مخرجات طاولة الحوار العامة التي اقتضاها الفعل النيابي ، حتى افتتاح المقر الانتخابي ، وجعله موئلا للمؤيدين ، والمؤازرين ، وما يلزم من اجتماعات عامة تنتهي بعمل المهرجان الانتخابي الذي يكون من مقدمات الثقة الشعبية ، ومؤشرا على نسبتها.

أيام متواصلة كانت فيها الحركات والسكنات تحت الرقابة الشعبية المشددة ، وتتراءى من خلفها الوجوه والأماكن ، والمواقف ، والأشياء المؤثرة ، وقد اقتضت التنسيق مع الحكام الإداريين وقوى الأمن ، واليقظة المستمرة لامتصاص الأزمات ، وإطفاء أجواء التوتر ، وبث الثقة ، والحماسة في المحيطين ، وبين جنبات المجتمع الذي يملك الأصوات ، ويمثل الإرادة الشعبية ، وترى الإرهاق باديا على الوجوه التي تخوض المعركة النيابية بوجدانها ، وقد انعدم الليل في الأيام الأخيرة ، وحالة عامة اقتضت الحكمة في مسايرة أدق تفاصيلها.

كان الحراك الاجتماعي يتبلور في اتجاهات متباينة على مقربة من يوم الاقتراع ، وباتت خيارات الناس اقرب إلى أن تأخذ شكل ملامحها النهائية ، ويوم الحسم يتراءى لفرقاء المشهد الانتخابي ، ولمؤيديهم الذين ابرزوا خطوطا عامة في المجتمع المثقل بالحراك الانتخابي.

ساعات إلى أن ينتهي شد الأعصاب ، وليالي السهر ، والتجاذب مع الإرادة العامة ، وينطبع مشهد اليوم الأخير في الذاكرة حيث مراكز الاقتراع تنتصب للمرشحين ، وغدا تنظيم وصول الأصوات إلى الصناديق مهمة عظمى تديرها غرف العمليات ، وملاحقة الإشاعات بشيء من الحكمة إلى أن يغلق المساء الطموحات العادلة ، ويعلن نهاية مرحلة تبدت فيها الإرادة الشعبية بأجلى صورها.

وأنا سأظل ممتنا ما حييت لما يناهز الألفين من الأصوات حصلت عليها ، وتظل تمثل ثقة طوقت عنقي ، وان كانت قصرت عن أن تبلغني شرف تمثيل الناس في دائرة أحببتها حتى الثمالة ، وفاز مرشحها بفارق عدة مئات من الأصوات.


 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات