الثوابت الوطنية للمعارضة الايرانية في مؤتمرها السنوي
المعارضة السياسية لدى الدول تعد محورية ومفصلية في البناء الديمقراطي للدولة ونظامها الحضاري التي كفلتها القوانين الدولية بكل مواثيقها وعهودها ومعاهداتها، فأن الانظمة التي ليست لديها معارضة سياسية تشكل خرقا فاضحا لهذه المثل الدولية كونها انظمة شمولية واستبدادية ودكتاتورية، وبالتالي تعتبر خارجة عن اهداف ومبادئ القانون الدولي ، فكيف، اذا بعض الحكومات تمارس ابشع صور القمع ضد المعارضين من قتل وتعذيب نفسي وجسدي والزج في السجون والاعدامات بمحاكمات صورية غير عادلة كما هو الحال مع النظام الرجعي الحاكم في طهران، فالمعارضة الايرانية انموذجا للتيارات السياسية التي تعرضت الى انتهاكات خطيرة لحقوقها المشروعة على وفق القانون الدولي، حين ارتكب النظام الدكتاتوري ضد عناصرها وقياداتها المجازر النكراء التي تعد جرائم دولية بموجب احكام القانون الجنائي الدولي على مدى اكثر من تسعة وثلاثين عاما، ان النظام الديني الحاكم في ايران ليس له مثيلا على الساحة السياسية الدولية يحكمه معمم دكتاتور يحصر بيده كل السلطات الدينية والسياسية باعتبارها هبة من الله، لقد خاضت المعارضة الايرانية كفاحها البطولي من أجل حرية الشعب وانعتاقه من قبضة اعتى نظام دموي شهده التاريخ الانساني منذ ولادة الدولة البسيطة قبل آلاف السنين، وهو توأم للنظام الملكي المقبور من حيث سفك الدماء بحق المعارضة الوطنية وعدم اعترافه بالقيم الديمقراطية والغاء كل اشكال المعارضة ومطاردتها، اذن المعارضة الايرانية الباسلة امام منعطف تاريخي جديد بعد المستجدات الحادثة في الاستراتيجيات الغربية والولايات المتحدة الامريكية تجاه الفاشية الدينية. ومن المعروف في تاريخ المعارضة الايرانية لستة عقود خلت انها قدمت التضحيات الجسام لخيرة كوادرها المجاهدة وقدمت الدماء الزكية في سبيل تحرير الشعب والخلاص من قبضة هذا النظام الدموي، ومنذ مغادرتها ايران بداية ثمانيات القرن الماضي نتيجة اقصائها عن ثورة عام 1979ومصادرة ثمرة جهادها ضد الشاه، دأبت على عقد مؤتمراتها السنوية بغية تقيم مراحل الصراع وتجديد استراتيجية عناصر النزاع بصورة دائمة بما يخدم مسيرة العمل الوطني، ويشكل مؤتمر [ بوسمة #FreeIran2018] هذا العام بباريس الذي سيعقد في الثلاثين من يونيو الحالي نقطة تحول كبيرة، خصوصا بعد تغيير الاستراتيجية الامريكية وانسحابها من الاتفاق النووي وفرض عقوبات صارمة هي الاشد عبر التاريخ ، ان المعارضة الايرانية في مؤتمرها القادم سوف تضع حزمة هائلة من الثوابت الوطنية التي اججت الانتفاضة الشعبية المباركة وخروج الملايين من ابناء الشعب الى الشوارع في عموم المدن مطالبين بأسقاط النظام واحدث تغييرات جوهرية لنظام الحكم بما ينسجم وطموحاته وتضحياته الوطنية، فعلى المعارضة استثمار الوضع الدولي والامريكي العام ومؤازرة الجهود الرسمية والشعبية وباقي الفعاليات الاعتبارية الدولية لمؤتمرها المبارك هذا، ومن اولويات تلك الثوابت الوطنية تشكيل مجلس وطني لقيادة الثورة لمرحلة معينة يلبي الحاجات الملحة للشعب المظلوم والمحروم، والدعوة الى انتخابات عامة لانتخاب مجلس البرلمان يمثل كل مكونات الامة الايرانية بمختلف اقلياتها القومية والعرقية الذي يأخذ على عاتقه سن دستور جديد للبلاد دون اقصاء أو تهميش الا لمن تلطخت اياديهم بدماء الشعب، هؤلاء يحالون الى قضاء الشعب لنيل جزائهم العادل ومن ثم اعادت بناء اقتصاد قوي ومتين ينتشل الامة من ويلات البؤس والشقاء، وتحقيق العدل والمساواة دون تمييز، هذه الثوابت لن تغيب عن قيادة المعارضة الايرانية بقيادة منظمة مجاهدي خلق المتمثلة بالمجاهدة الكبيرة مريم رجوي حيث انها أكدت عليها في معظم خطاباتها وتصريحاتها خلال المؤتمرات السابقة، وهي جزء من فلسفتها الشخصية يشاركها بذات المنطلقات العقائدية والاستراتيجية المجاهد الكبير مسعود رجوي، فالمؤتمر القادم سيكون حاسما بكل تأكيد ويمهد الطريق الى المرحلة الجديدة التي تنقذ الشعب ،،،