منتدون يدعون لقانون شمولي لحماية حقوق كبار السن في الأردن
المدينة نيوز :- اوصى مشاركون في حلقة نقاشية بعنوان "حقوق كبار السن في الرعاية الصحية"، بضرورة وجود قانون أردني شمولي متخصص بكبار السن حماية لحقوقهم، وخاصة تلك المتعلقة في الحصول على الخدمة الصحية الملائمة التي تأخذ بعين الاعتبار الرعاية التمريضية، والنفسية، والتغذية الصحية المناسبة وفق أحدث المعايير العلمية والطبية، إلى جانب مراعاة بعدي الجندر (النوع الاجتماعي)، واللاجئين في تقديم هذه الخدمة.
ونادى المشاركون بأهمية حماية حقوق كبار السن في الحرية والاستقلال الذاتي من خلال القوانين والتشريعات الوطنية، وعدم مصادرة هذا الحق بحكم تقدمهم في العمر، إلا إذا استدعى وضعهم الذهني والنفسي والصحي غير ذلك، لافتين إلى ضرورة تطوير القواعد القانونية في حالة كبار السن غير القادرين على اتخاذ القرار، بتحديد الأشخاص المسؤولين عن اتخاذ القرار بدلا عنه.
كما أوصوا في الحلقة النقاشية التي عقدها المركز الوطني لشؤون الأسرة، بمقره اليوم الاثنين بالتعاون مع مركز الحرية للتنمية وحقوق الإنسان، بضرورة الاهتمام بطب الشيخوخة في الأردن، عبر تشجيع الجامعات الأردنية لطلبتها وابتعاثهم لدراسة هذا التخصص في الخارج، وإدخال مساق طب كبار السن في البرامج الأكاديمية بكليات الطب والتمريض، حيث يعاني الأردن من نقص واضح في هذا التخصص.
وأكد المشاركون، في الندوة التي حضرها مختصون وأكاديميون وأطباء من القطاعين العام والخاص، أهمية دعم كبار السن نفسيا، حيث ان مسألة احترام المسنين هي جانب جوهري بصحتهم النفسية، داعين إلى نشر التوعية وايجاد ثقافة مجتمعية تتفهم سيكولوجية الشيخوخة ومتطلباتها النفسية، لتساعد كبار السن ليكونوا فاعلين بمحيطهم الأسري وتنمية مجتمعاتهم المحلية عبر مشاركتهم في نشاطات اجتماعية تناسب قدراتهم الجسدية والذهنية.
وناقشوا أيضا، ضرورة إيلاء الأهمية للنظام الغذائي لكبار السن، سواء الوقائي منه للتقليل من فرصة إصابتهم بالأمراض، فضلا عن مراعاة نظامهم الغذائي لطبيعة المشاكل والأعراض الصحية التي يعاني منها كبار السن بهدف عدم التعارض بين الغذاء والدواء الذي يتناولونه، ما قد ينتج عنه مزيدا من المشاكل الصحية.
ودعوا إلى الإلتفات لأهمية ان يكون لدور العبادة (مساجد وكنائس)، دورا بارزا برعاية المسنين اجتماعيا ونفسيا وتوعيتهم صحيا، وتنظيم نشاطات تساهم بتنمية مجتمعاتهم المحلية، خاصة وأن معظم رّواد هذه الأماكن هم من كبار السن.
وفيما يتعلق بدور رعاية كبار السن النهارية والدائمة، دعا المنتدون إلى أهمية مراجعة نظام دور الرعاية لكبار السن، والخدمات المقدمة فيها وتدريب الكوادر بشكل مستمر على كيفية التعامل مع كبار السن بحيث يراعى فيها حالتهم الصحية والنفسية، وطبيعة النظام الغذائي المعد لهم، إضافة إلى إعداد البرامج والنشاطات التي تساهم في تحسين حالتهم الصحية والنفسية.
وعرض الأمين العام للمجلس الوطني لشؤون الأسرة بالوكالة محمد مقدادي الواقع الصحي لكبار السن في الأردن، مشيرا إلى أن 86 بالمئة من فئة كبار السن يعانون من امراض مزمنة، أبرزها ضغط الدم والكليسترول والسكري وامراض القلب والربو، استنادا للمسح الميداني الذي قامت به دائرة الإحصاءات العامة عام 2010 وأظهر ان فئة كبار السن هم أكثر الفئات العمرية اصابة بهذه الأمراض وبنسبة بلغت 6 بالمئة من مجموع السكان.
وأضاف أن الاستراتيجية الوطنية لكبار السن التي أعدها المجلس عام 2008 وتم تحديثها 2017، جسدت روح العمل التشاركي بين المؤسسات، كما شكلت إنجازا وطنيا يهدف لتحسين نوعية الحياة لكبار السن، وتمكينهم من حياة كريمة في المجتمع الأردني وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وقدراتهم على مواصلة العطاء.
بدوره، أكّد رئيس مركز الحرية للتنمية وحقوق الإنسان الدكتور علي الدباس، أن انعقاد الحلقة الذي جاء متزامنا مع احتفالات الأمم المتحدة باليوم العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة المسنين الذي صادف منتصف الشهر الجاري، هو فرصة لرفع الصوت عاليا لمعارضة أي إساءة في معاملة كبار السن، وتحديدا في حقهم في الرعاية الصحية.
وأضاف أنه على الرغم ما تمثله إساءة معاملة المسنين من انتهاك لحقوق الإنسان، إلا أنه لا يتم التبليغ عن هذه الإساءات بقدر كافٍ وطنيا ودوليا إلا في بعض البلدان، ما يؤشر على ان حجم هذه المشكلة لا يزال مجهولا، الى أن أهمية التصدي لها اجتماعيا وأخلاقيا والإلتزام بالقيم الانسانية والإسلامية العربية التي تحث على احترام وحسن رعاية كبار السن.
واستعرضت الأستاذة الجامعية من مركز الحرية شذى العساف للمشاركين حقوق كبار السن في الرعاية الصحية في الاتفاقيات الدولية والتشريعات الوطنية، مشيرة إلى ضرورة وضع مزيد من الاستراتيجيات للوقاية من الإساءة لكبار السن على الصعيد الوطني ووضع عقوبات على من يقوموا بالإساءة لكبار السن داخل دور الرعاية أو من قبل محيطهم العائلي، والدعوة لإيجاد اتفاقية دولية خاصة بحقوق كبار السن.
أما الطبيبة المختصة في طب الشيخوخة، دانا أبو الرب، عرضت لتاريخ بدايات هذا التخصص الذي نشأ نتيجة ارتفاع عدد المسنين عالميا مقارنة مع القرون السابقة، مشيرة إلى أن العدد المتوقع لعدد المسنين، بحسب دراسة، عام 2025 هو 1200 مليون نسمة، والأردن سيكون ضمن سياق هذا الإرتفاع، مضيفة أن الأردن يعاني من شح أطباء اختصاص طب الشيخوخة بالرغم من أهمية التخصص في كيفية التعامل مع أمراض الشيخوخة، وفهمها طبيا، والتخفيف من أعراضها، ومساعدة المرضى للمعاودة في ممارسة نشاطاتهم اليومية لخدمة أنفسهم، وخفض فاتورة التكلفة العلاحية للأمراض التي يعاني منها كبار المسنين.
وركزت الدكتورة سعاد غيث من الجامعة الهاشمية في محور الصحة النفسية لكبار السن على ضرورة تحضير الإنسان على الصعيد الشخصي نفسه لمرحلة الشيخوخة وتقبلها كمرحلة طبيعية في حياته والتغيرات المصاحبة لها، أما بالنسبة للأشخاص المحيطين بكبير السن فعليهم معرفة خصائص مرحلة الشيخوخة والمتطلبات التي يحتاجها المسن والتعامل معها بأصالة وأمانة والاستماع لهم بشكل جدي، ليكونوا فاعلين انسانيا ومندمجين اجتماعيا وفقا لإمكاناتهم.
واختتمت استشارية التغذية الطبية والعلاجية تيتيانا الكور، بعرض لحق كبار السن في الأردن، ومن ضمنهم اللاجئين، في الحصول على الرعاية الغذائية الصحية المناسبة، مشيرة إلى التغيرات الفسيولوجية التي يعاني منها كبار السن وتأثيرها على الغذاء، داعية إلى ضرورة توفير المكملات الغذائية المناسبة لهم بكميات مدروسة.
ودعت إلى الأخذ بعين الاعتبار الجندر في الرعاية الغذائية الصحية، حيث أظهرت بعض الدراسات أن السيدات في الأردن يتعرضن لمعاناة من مرض السكري أكثر من الرجال؛ نظرا أن الرجال يتلقون الدعم الأسري ولديهم الفرصة والوقت للممارسة الرياضة أكثر من السيدات.
وأوضحت الكور أهمية الاستفادة من التكنولوجيا وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي بين كبار السن، من خلال استخدامها في بث رسائل ومعلومات غذائية صحية سليمة لهم. وأكدت على ضرورة وجود دراسات حديثة عن كبار السن معنية بالتغذية الصحية في الأردن، خاصة بعد أزمة اللجوء السوري وما تضمنته من تبعات على الصعيد الصحي.
--(بترا)