خبيراسرائيلي : نفضل سيطرة الاسد على القنيطرة وهكذا تحل قضية عزة

المدينة نيوز :- أجرى مراسل راديو إسرائيل الاتصال التالي مع اللواء المتقاعد جيورا آيلند الرئيس السابق لمجلس الأمن الوطني الإسرائيلي وقد رصدته جي بي سي نيوز وتاليا ترجمته :
س- لقد قتلت قوات الأمن الإيرانية أمس أربعة إيرانيين خلال المظاهرات الجماهيرية، ويبدو إن النظام الإيراني مثله كمثل النظام السوري لا يجد غضاضة في قتل مواطنيه؟
ج- صحيح، بيد أننا نهتم بالجانب السياسي، أكثر من اهتمامنا في من هو أكثر أخلاقية من الجهتين اللتين ذكرتهما. ويبدو أننا في إسرائيل ندخل في مرحلة تحد جديدة، فالوضع على الحدود الجنوبية مع قطاع غزة على وشك أن يدخل في مرحلة حرب جديدة، والوضع في هضبة الجولان بات أيضا على وشك الدخول في مرحلة جديدة، تقترب فيه قوات الأسد من حدودنا.
س- مثلما أعرف أنه لا توجد لدينا مشكلة من تواجد قوات النظام السوري بالقرب من حدودنا في هضبة الجولان، بيد أن المشكلة تبدأ إذا اقتربت القوات الإيرانية من حدودنا؟
ج- صحيح، لكنني بدأت بمسألة غزة، وهناك حل بالنسبة لها، يجب أن نعترف بالواقع القائم في غزة، بوصفه واقع دولة في كل شيء، فلديها حكومة خاصة، وحدود واضحة، ولديها جيش، وسياسة خارجية. وهذه الدولة تعيش أزمة صعبة للغاية، وهي تعكس نفسها عليها، فالمساعدات التي تقدم إلى القطاع بائسة للغاية، وإذا لم يتم تصحيح الوضع فسوف ينعكس علينا. والطريقة الوحيدة لذلك هي أن نخلق وضعا إنسانيا معقولا، ونشرع ببناء بنية تحتية من المجاري، المياه والكهرباء.
س- لكن حكومة حماس لا ترغب في التحاور معنا أبدا.
ج- يمكن أن تتوصل حماس معنا لاتفاق لسبب بسيط وهو: إن مصلحتنا الوحيدة تجاه غزة هي مصلحة أمنية وليست اقتصادية ولا إقليمية، هذا في حين أن مصلحة حماس العليا تتمثل في مواصلة حكم القطاع، وهي في أمس الحاجة إلى مساعدات دولية من أجل ذلك، ولا يمكن للمساعدات المالية أن تصل لحماس طالما أنها تمنح لأبو مازن كي يستخدمها ضد حركة حماس. ولا شك أن أية جهة تريد مساعدة القطاع لن يمكنها فعل ذلك بدون التوجه إلى حكومتها هناك.
س- الشرط الإسرائيلي من أجل ذلك هو الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين وإعادة جثث جنودنا الموجودين في أيدي حماس، وحماس تريد الإفراج عن معتقليها في إسرائيل.
ج- حسب معرفتي ومن خلال الحوار الذي أجريته مع جهات ذات علاقة بهذه المسألة، وليس فقط في الجانب الإسرائيلي، يمكننا التوصل إلى تسوية مع حماس تنص أولا على وقف النار، ثانيا: جميع المساعدات الدولية تصل إلى القطاع، وأن تساعد إسرائيل أيضا بقسم لتمكين القطاع من شراء الماء والكهرباء، ثالثا: تبادل أسرى وقتلى لكن ليس بالمعايير التي تطرحها حركة حماس، ويمكننا التوصل إلى ذلك باستغلال الأزمة التي تعيشها حماس والقطاع.
س- أي أنك تقبل بالإفراج عن قسم من مخربي حركة حماس؟
ج- أعتقد أن بالإمكان فعل ذلك في إطار اتفاقية شمولية، لأننا سنخسر إذا أجرينا مفاوضات فقط حول تبادل الأسرى، لكن في إطار اتفاقية شاملة يصبح من الممكن تنفيذ ذلك. وهذا يتطلب تغييرا في السياسة الإسرائيلية.
س- أي أن نتخلص من الوضع في القطاع كي نتمكن من التفرغ لما يحدث على حدودنا الشمالية؟
ج- نعم، إن مقدرتنا في التأثير على المستجدات على الحدود الشمالية ضئيلة مقارنة بالوضع في غزة، لأن إسرائيل قررت عدم التدخل في كل ما يحدث في سورية إلا في الحالات الحرجة. ويبدو أن الجيش السوري سيصل إلى القنيطرة حيث الحدود الإسرائيلية. وأنا أعتقد أن هناك ثلاثة أمور علينا أن نقوم بها: أولا: أن نقبل بسيطرة السوريين على منطقة القنيطرة، وآمل أن يفعل الروس ذلك بذكاء كما فعلوا في درعا. ولا يعني ذلك أننا نؤيد الأسد، بل لأن أية سيناريوهات غير ذلك ستكون أسوأ. ثانيا: أن وجود السيادة السورية في منطقة القنيطرة هي أفضل الخيارات بالنسبة لنا، وفي هذه الحالة يجب أن نؤمن مصالحنا، عبر إبعاد المليشيات الإيرانية عن الحدود السورية وأبعد من ذلك. ثالثا: الحيلولة دون الدخول في صراع مع حزب الله، لأن بمقدور السوريين دفعه للدخول معنا في صراع.
المصدر : جي بي سي نيوز - القدس المحتلة