عدم منح أبناء الأردنيات للجنسية مخالف للدستور

تم نشره الثلاثاء 11 كانون الثّاني / يناير 2011 01:28 صباحاً
عدم منح أبناء الأردنيات للجنسية مخالف للدستور
جمال عبدالله

لأول مرة في تاريخ الأردن، و بعد نضال طويل، تصرح شخصية مهمة بأن المرأة الأردنية لها كل الحق أن تمنح جنسيتها لأبنائها.

تصريح د. عدنان بدران، رئيس مجلس أمناء المركز الوطني لحقوق الإنسان قبل أسبوعين في منتدى “الدستور” كان بمثابة قنبلة صوتية خفت صداها بعد عدة أيام و بمجرد اختفائها من الصفحة الأولى لموقع عمون. و على عكس بعض الأخبار الأخرى، كخبر مقتل رجل على يد آخر في مكة مول، أو مقتل شخص و إصابة آخرين في مشاجرة في الرصيفة، لم تتلقف الصحف الإلكترونية الأخرى تصريح د. بدران المهم، ولم ترحب به أقلام كتاب أعمدة الصحف.

نفهم بأن الحكومة انشغلت بالتحضير للثقة و لخطابات المجلس النيابي، و لكننا لا نفهم هذا التجاهل الكامل لأمر بهذه الأهمية تعاني منه آلاف من الأردنيات، خاصة أنه ذكر على لسان رئيس مجلس أمناء المركز الوطني لحقوق الإنسان، وفي وقت أكد الأردن مرارا و تكرارا على أهمية صون كرامة وحقوق الإنسان وحفظها. كما أننا لا نفهم غياب هذه القضية المهمة عن مرافعات نوابنا الأفاضل خاصة أنهم لم يقصروا لا بالمطالب و لا بالنقد. و نعتب على سيداتنا النواب على تقصيرهن بتمثيل واحدة من أهم قضايا بنات جنسهن.

الأمر ليس بهذه السهولة، فمسألة تجنيس آلاف المواطنين دفعة واحدة مسألة معقدة و يجب دراسة تأثيرها على القطاع الإقتصادي و الإجتماعي و السياسي. الثمن قد يبدو باهظا، لكن ذلك لا يعني بأن المرأة الأردنية يجب أن تدفعه من أهم حقوقها. نعم، لقد حققت نساءنا العديد من الإنجازات و انتزعن العديد من الحقوق في السنوات القليلة الماضية لكن حق منح الجنسية للأبناء كان دائما يهمش و يوارى تحت فزاعة الوطن البديل و العنصرية الضيقة.

و نحن هنا نتساءل، لماذا تدفع أمهاتنا، أخواتنا، و بناتنا ثمن عقليات بالية مازالت تشرخ في صلب مجتمعنا الأردني وتكويننا كدولة حديثة؟ لماذا يعطى الحق للرجل الأردني، و بغض النظر عن أصوله الديمغرافية حق منح جنسيته لأبناءه بينما تحرم منها المرأة الأردنية؟ أليس الجميع مواطنون أردنيون، متساوون في الحقوق أمام الدستور كما وضح د. عدنان؟

إلى متى تبقى نساءنا مواطنات من الدرجة الثانية؟ إلى متى نحملهم مسؤليات وواجبات علينا جميعا أن نتشارك بحملها كمواطنين أردنيين بغض النظر عن جندرنا؟ ألا يكفيهن الغبن الإجتماعي في تحمل المسؤوليات في داخل و خارج المنزل، والقيود الإجتماعية على أبسط حرياتهم الشخصية؟

إن كان الخوف من التجنيس مشروعا، فليتحمله الجنسين. إما أن نمنح نساءنا هذا الحق أو نسحبه من رجالنا
إن كان الخوف من التجنيس مشروعا، فليتحمله الجنسين. إما أن نمنح نساءنا هذا الحق أو نسحبه من رجالنا. فكم من رجل أردني – الجنسية – و بغض النظر عن أصوله منح جنسيته لزوجته و أبناءه؟ هل يصبح التجنيس فزاعة فقط عندما يكون حق للمرأة؟

الساكت عن الحق شيطان أخرس. الدستور كفل للمرأة الأردنية هذا الحق، و على الجميع رفع الأصوات و المطالبة بتطبيقه.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات