الفايز يرعى انطلاق حوارات جماعة عمان حول الذات الوطنية
المدينة نيوز:-أطلقت جماعة عمان لحوارات المستقبل برعاية رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز سلسلة حواراتها حول تعزيز الذات الوطنية بندوة حوارية عقدتها في غرفة تجارة اربد امس، وتحدث فيها الفايز وعضوا جماعة عمان هايل داود وخالد ابو زيد وادارها رئيس الجماعة بلال حسن التل.
وعرض الفايز للاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها الاردن والتحديات المرتبطة بها داخليا وخارجيا.
وقال ان الوعي الاجتماعي وما يتصل به من تماسك يعد اساس النهوض بالجوانب السياسية والاقتصادية والقاعدة التي ننطلق منها لمواجة العديد من المشكلات الاجتماعية التي تقلق مجتمعنا كالعنف والمخدرات وعدم الالتزام بالقانون والنظام والتطاول على هيبة الدولة الى جانب بروز المحسوبيات والواسطة.
واضاف "ان وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت في كثير من الاحيان ولدى اعداد لا يستهان بها منصات لنشر خطاب الكراهية والتحريض والفتنة والتعرض للاعراض واصبح معها الكل يتهم الكل بالخيانة والفساد، ما نجم عن استخداماتها الخاطئة واطلاقها على عواهنها انحدار في قيم ومنظومة الاخلاق، الامر الذي يستدعي عملا وطنيا لتعزيز القيم الاصيلة يرافقه اعادة النظر بالتشريعات والقوانين المعززة للقيم الايجابية".
واشار الى ان الاردن واجه منذ بدايات نشؤ الدولة الاردنية وحتى وقتنا الحاضر تحديات سياسية كبيرة وجمة الا انه استطاع رغم قساوتها الحفاظ على استقراره السياسي وقطع خطوات مؤثرة في الاصلاح السياسي، عازيا الخلل الذي يعتري الحياة السياسية في الاردن الى الخلل الذي رافق نشوء وكينونة الاحزاب، داعيا الى ضرورة اعادة بناء ثقافة الديمقراطية وصولا للحكومات البرلمانية.
ولفت الفايز الى ان الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يواجهها الاردن لها ابعاد داخلية واخرى خارجية اكثر تأثيرا كانخفاض الصادرات وشح المساعدات والانعكاس المباشر للحروب والصراعات الدائرة في المنطقة ودول الجوار، ما اثر على مستوى الحياة المعيشية للمواطن.
ودعا رئيس مجلس الاعيان الى اتباع نهج اقتصادي جديد قائم على التنافسية والاستغلال الامثل لحالة الاستقرار والامن التي تميز الاردن ودعم بيئة الاعمال وتوفير التسهيلات الفعلية والحقيقية لخلق بيئة استثمارية جاذبة قادرة على إحداث التنمية.
من جهته، دعا داود الى مراجعة بعض انماط العيش ومجموعة من العادات والتقاليد لتعزيز دورنا كمواطنين في مواجهة اثار وتحديات الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي نعيش واصبحت تستنزف امكانياتنا كما هو الحال في مناسبات الافراح والاتراح وما يرافق ذلك من نزعة استهلاكية.
واشار ابو زيد الى ان تعزيز الذات الوطنية ينطلق من التمتع بحقوق الهوية الوطنية الواحدة كالتعليم وحق التعبير والحياة بكرامة وحق الملكية والعمل مقابل واجبات فردية وجماعية، لافتا الى ان الامن بمفهومه الشامل لا ينفصل عن تحسين الوضع الاقتصادية وهو مرتبط بالاقتصاد والاصلاح السياسي واحترام حقوق الانسان والحريات.
وقال التل "اننا ما زلنا نحتكم الى منظومة القيم الاخلاقية والسلوكية التي حكمت المجتمع الاردني ودولته الحديثة وشكلت اسس احترام الذات، ولكن تغير مفاهيم التعاطي مع هذه الاسس التي انقلبت الى ممارسات خاطئة وغير مألوفة في مجتمعنا كالاعتداء على الموظف العام واعتبار الرشوة "شطارة" وانجاز، اوجد اهتزازا في ذاتنا الوطنية حيث كان الردع الاجتماعي سابقا اقوى تاثيرا من الردع القانوني، اضافة الى ما بتنا نعيشه من خطاب لا اخلاقي وبعيد عن قيمنا عبر منصات التواصل الاجتماعي.
واستمع رئيس مجلس الاعيان ورؤساء اللجان في المجلس الى القضايا والملاحظات التي اثارها الحضور والمشاركون في الحوارية حول مختلف التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الراهنة، حيث وعد الفايز بالعمل على نقلها ومتابعتها مع المسؤولين والجهات المعنية بكل جدية وشفافية وانفتاح.
وتمحورت مداخلات الحضور حول المطالبة باعادة النظر ببعض القوانين والانظمة كنظام الابنية واللوحات الاعلانية والعقوبات الرادعة للمسيئين باستغلال مناخات الحرية والتعبير بعيدا عن الحقيقة وايجاد قانون ضريبة عادل ومتوازن ومحاربة الواسطة والمحسوبية والبحث عن مشاريع تنموية في المحافظات والاطراف قادرة على خلق فرص التنمية والعمل ومحاربة الفساد بكل اشكاله وصوره ومن اي جهة او شخص كان والغاء ما يسمى بفرق سعر الطاقة المفروض على فاتورة الكهرباء وقضايا اجتماعية ذات مساس بالذات الوطنية."وفق بترا"