إلى أي مدى يحتاج الإنسان إلى التكنولوجيا؟
المدينة نيوز:- يتساءل الكاتب هميش مكراي في مقال بصحيفة الإندبندنت أون صنداي عن حاجة الإنسانية الحقيقية للتكنولوجيا، ويقول إن هناك مشاكل كثيرة في مجالات تتراوح بين الجريمة والقطاع المالي تنتظر حلولا من التكنولوجيا.
ويتساءل مكراي إذا كانت وسائل التواصل الاجتماعي شهدت تغيرا مؤخرا؟ مشيرا إلى أن القيمة السوقية لكل من فيسبوك وتويتر انخفضت نحو 20%، حيث انخفضت قيمة فيسبوك السوقية بنحو 126 مليار دولار في 26 الشهر الجاري، وهو أكبر انخفاض يحدث على الإطلاق.
ويضيف أن أسهم التكنولوجيا في المقابل لم تشهد أي انخفاض في قيمتها، بل إن شركة أبل ستعلن أرباحها الأسبوع القادم، وفعلت شركة مايكروسوفت الشيء ذاته قبل أيام. ويقول إن شركة أمازون أعلنت أرباحا بقيمة 2.5 مليار دولار في الربع الأول من العام الجاري، وأنها نسبة فاقت التوقعات.
ويقول إن الناس قديما كانوا يرغبون في الحصول على الهاتف النقال الذي كان متوفرا للأغنياء جدا، حتى أصبح مؤخرا سلعة تغص بها الأسواق، ثم إن الناس أرادوا التواصل بشكل مرئي، لكن الأمر أخذ وقتا طويلا حتى مكنهم آيفون من هذه الميزة.
ويقدم الكاتب لائحة بالرغبات التي يريدها الناس من التكنولوجيا، ويقول إنه ليس بصدد التعليق على مظاهر الجريمة التي تشهدها بريطانيا أو الحديث عن قيام أناس بسرقة الهواتف النقالة، لكنه يريد الحديث عن عالم الجريمة بشكل عام.
ويوضح أنه لم يكن من حاجة لإقفال الدراجات الهوائية في إيرلندا حيث نشأ وترعرع، وذلك لأن الناس لا يسرقونها، وأنه قبل عدة سنوات عند استئجار سيارة في جزيرة خيوس اليونانية لم يكن من حاجة لرفع مفاتيحها منها عند تركها مفتوحة في المطار، وذلك لأنه لن يقدم أحد على سرقتها، لأنه لا يستطيع إخراجها من الجزيرة.
ويتساءل الكاتب عن عمليات الاحتيال المالي التي يتعرض لها البشر، ويقول إنه يجب على التكنولوجيا أن تكون قادرة على حل هذه المشكلات، لكن يبدو أنها تخلق فرصا جديدة لعمليات الاحتيال.
ويقول إن المرء قد يفاجأ بأحدهم يتصل به ليقول إن ثمة خطأ في جهاز الكمبيوتر الخاص بالمتصل به أو بالحساب البنكي الخاص به أو يشاهد بعض الدعايات التي تنصح المرء بكيفية أن يكون غنيا بشكل سريع، ويتساءل الكاتب: لماذا لا تكون التكنولوجيا قادرة على منع هذه الأشياء؟
ويشيد الكاتب بما تقدمه التكنولوجيا في مجال التعليم، ويقول إن محركات البحث -مثل غوغل وبينغ وغيرهما- تعتبر مصدرا عظيما للمعلومات، بيد أنه يضيف أن أي تقنية لم تقم بتحويل أنظمة التعليم التقليدية برمتها، ويدعو إلى تطوير التكنولوجيا في هذا السياق.
ويقول إن هدفا آخر يسعى إليه الإنسان من وراء التكنولوجيا يتمثل في الرعاية الصحية، حيث يكافح كل بلد لتحسين النتائج الصحية، وحيث تنفق بعض البلدان نسبة كبيرة من ناتجها المحلي الإجمالي في هذا المجال، بيد أن التكنولوجيا لا تزال تتسبب في رفع التكلفة الصحية بدل خفضها.
ويضيف أن هناك تطبيقات مالية عديدة، لكنها لا تقدم خدمة شاملة لمساعدة الناس في تأمين مستقبلهم المالي، فالناس بحاجة إلى الخدمة التي توفرها المكاتب الخاصة للأثرياء جدا، ولكن بتكلفة يمكن للجميع الحصول عليها.
ويوضح أنه من المفترض أن يتم هذا عن طريق استبدال المهارات البشرية بالتكنولوجيا، أو دعم المهارات البشرية وتخفيض الكلفة على أقل تقدير.
ويقول إن هذه مناطق غامضة تحتاج إلى حلول من جانب التكنولوجيا، وإن الفكرة يجب أن تتركز على ما يحتاجه الناس من التكنولوجيا لا على ما يمكن للتكنولوجيا أن تفعله، مضيفا أن الجميع يعلم أنه عندما يتم تقديم تطبيق تقني ناجح، فإنه سرعان ما ينتشر بأنحاء العالم بسرعة مذهلة. (الجزيرة نت)