فليمت الشعب ويحيا المسؤول
![فليمت الشعب ويحيا المسؤول فليمت الشعب ويحيا المسؤول](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/68581.jpg)
ليس هنالك حل آخر لما يعاني منه المواطن العربي فكريا لحل معضلة تورقه ليلا نهارا، التوارث المستمر للسياسات وعدم تغير الوضع العربي لا رسميا ولا شعبيا عبر السنين، المسؤول العربي لا يموت؛ قد يفنى جسده وتذهب صورته ولكنه يبعث من جديد وبنفس الفكر والروح (اللي خلف ما مات).
يتكالبون عليها ويدفعون في سبيلها الغالي والرخيص، ومن ثم يتشبثون بها بكل ما أوتوا من قوة فإذا برزت ملامح للتغيير ولا بد منها، فالبديل جاهز ولا داعي لتغيير الإطار إذا كانت الصورة بنفس المقاس. وسياسة المصالح تحكم في تعيين المسؤولين (حكلي تاحكلك) منهم من دفع مسبقا ومنهم من سيدفع أبناؤهم ضريبة تسلم المسؤولية، بل هنالك من سيدفع الشعب عنهم هذه الضريبة.
إنها أمانة ويوم القيامة خزي وندامة، هل فكر مسؤول يوما ما هي إجاباته يوم القيامة عن الأمانة التي كلف بها، ألم أقل لكم بأن المسؤول لا يموت على الأقل كما يعتقد هو، فالموت للشعب فقط إن كان في موته راحة للمسؤول.
قد افهم حاجة المسؤول الفطرية للسيادة والمال، ولكن لا يفهم أن يوضع أحدهم في موقع لخدمة الحاجات الفطرية لمسؤول أكبر، ويصبح ليس أكثر من دمية تشحن قبل اللعب بها وعند فراغ الطاقة توضع في الزاوية بانتظار دور جديد. فلقد عجب سلفنا ممن يبيع آخرته بدنياه، ولكن العجب كله ممن يبيع آخرته بدنيا غيره.
هنالك مثل ألماني يقول: كلما ارتفع القرد أكثر كلما بانت مؤخرته اكثر، من أجل ذلك يحافظ المسؤولون العرب على كراسيهم وحتى بعد ذهاب أجسادهم لأحبائهم لأن الكرسي والكرسي فقط هو الذي يستر عيوبه. وإن استلم الكرسي من لا يهمه أمر من قبله قد يقلب الكرسي فتهرب جميع الحشرات الطائرة والزاحفة التي كانت تحمي مؤخرة المسؤول.
نسمع كثيرا عن مسؤولين غربيين سابقين قد كتبوا مذكراتهم وكشفوا حقائق بل واحيانا ناقضوا مواقف لهم سابقة وأظهروا فضائح أثناء توليهم المسؤولية، ولكن لا نرى ذلك عند العرب، لماذا؟ لأن المسؤول العربي لا يموت وهو دائما جندي احتياط بانتظار مهمة جديدة وعلى نفس الكرسي.