عمره ستة أعوام.. أزالوا سُدس مخه وظل طبيعيا
المدينة نيوز: خضع الطفل تانر كولينز ذو ستة أعوام لجراحة دقيقة تمت خلالها إزالة العظم القذالي اليمين بمؤخرة الرأس وفصوص الصدغ الخلفي، ومع ذلك استمر يمارس حياته بشكل طبيعي.
كان كولينز يعاني من ورم نما ببطء بالمخ، وتسبب في إصابته بنوبات صرع يومية، ولم تفده الأدوية المعتادة التي كان يتناولها، وواجه والداه صعوبة في اتخاذ القرار بخضوعه للجراحة لإزالة ما يساوي ثلث النصف الأيمن من مخه، خاصة أن ذلك -كما حذرهم الأطباء- يتضمن خطر فقدان قدرته على التعرف على الوجوه، بما فيها وجها والديه.
يقول كولينز، الذي يبلغ من العمر 12 عاما حاليا، إنه عاديّ تماما ولا يعاني إلا من بعض العيوب الخفيفة ببصره.
وأوردت صحيفة واشنطن بوست أن كولينز أجرى الجراحة بمستشفى الأطفال بالمركز الطبي لجامعة بطرسبرغ بولاية بنسلفانيا الأميركية، وقد نُشرت حالته الثلاثاء الماضي بمجلة "سيلز ريبورت" العلمية.
حالة نادرة
وقالت الاختصاصية في علم الأعصاب الإدراكي مارلين بيرمان والكاتبة الرئيسية للورقة العلمية عن حالة كولينز إن هذه الحالة من الحالات الأولى لمرضى أطفال تتم دراستها خلال السنوات العديدة الماضية في معملها بجامعة كارنيغي ميلون لتحديد المدى الذي يمكن أن يبلغه مخ الطفل في التعرف على صاحبه بعد إزالة بعض الأجزاء.
وأضافت أن مخ كولينز عثر في نهاية الأمر على حل لمشكلة التعرف على وجوه من حوله، إذ تكفل الجزء المسؤول عن المساعدة في المعالجة البصرية في النصف الأيسر من المخ بتحمل المسؤولية كاملة.
وأكدت أن كولينز اليوم ذكي ومتألق ومحب للاستطلاع والاستبصار، ويؤدي كل ما يمكن أن يؤديه طفل في 12 من العمر، مضيفة أن هذه الحالة تظهر مرونة مخ الأطفال.
مرونة المخ
ومع ذلك، ونظرا إلى أن كولينز فقد الجزء المسؤول عن المعالجة البصرية في النصف الأيمن من مخه؛ فقد أصبح يعاني من وجود نقطة عمياء كبيرة بالجانب الأيسر من مدى نظره، لكنه يستطيع التعويض عن ذلك بتحريك عينيه للربط بين الصور، لكنه أيضا لن يستطيع قيادة السيارات عندما يكبر.
سيدخل كولينز هذا العام الصف السابع بالمدرسة، وتقول المدرسة إن أداءه الأكاديمي جيد. ويقول كولينز نفسه إنه ممنوع من ممارسة الألعاب التي تضطره للاحتكاك بالآخرين، لكنه يستمتع بالسباحة، والتنس والكرة الطائرة، كما أنه يحب لعب الشطرنج.
ويضيف أنه يعلم الآن ماذا يريد أن يصبح في المستقبل؛ فهو يرغب في امتهان جراحة الأعصاب ويحب مساعدة الآخرين، خاصة من يعانون من أوضاع صحية مثل الوضع الذي كان يعانيه. (الجزيرة نت)