الفيلم التركي (الخريف) في شومان
المدينة نيوز:- يحكي الفيلم التركي "الخريف" للمخرج اوسكان ألبير، الذي تعرضه مؤسسة عبد الحميد شومان بعد غد الثلاثاء، تأثير تجربة السجن على مصائر الناس من خلال حكاية شاب امضى عشرة أعوام في السجن بسبب ارائه وافكاره السياسية، حيث يطلق سراحه بسبب تدهور حالته الصحية ليعود إلى قريته جوار والدته العجوز. يصور الفيلم الشاب أيامه في بيت والدته صامتا منعزلا مصابا بالأرق، ما يشي بحالة إحباط أصابته بعد سنوات السجن، ويشعر وهو في القرية برتابة الايام لايقطعها إلا لقاءاته مع زميله الذي يدير ورشة نجارة في القرية، والتي تكشف عن حالة الإحباط لكليهما.
يوظف المخرج مواد وثائقية بين حين وآخر، من خلال أخبار مصورة و مشاهد للمظاهرات والصدامات بين المتظاهرين والشرطة، فالأحداث في الفيلم قليلة والحوار مختزل، لكن الفيلم لا يكتسب قيمته من الحكاية وما تتضمنه من أفكار، بل من قوة الإخراج وبراعة المخرج، رغم ان هذا هو فيلمه الروائي الطويل الأول، في استغلال كل العناصر المشهدية والمؤثرات الصوتية، سواء منها الموسيقية ام الطبيعية، لشحن مشاهد الفيلم بعاطفة مؤثرة. بدت في الفيلم براعة صور عناصر الطبيعة، فهناك الأمواج والسيول والمطار والثلوج والطيور وغيرها، كانها لوحات فنية مدهشة بجمالها، تؤشر كوسيلة تعبيرية عن الأجواء النفسية والانفعالات البشرية ، مستفيدا من طبيعة الأجواء التي تسيطر على البلاد فترة الخريف حيث السماء ملبدة بالغيوم والفضاء يكتسب لونه الرمادي القاتم، ويمكن القول أن التصوير ركن أساسي بالفيلم الحائز على ست عشرة جائزة من مهرجانات دولية."وفق بترا"