الشورى صفة من صفات المؤمنين
قال علي بن أبي طالب في تفسير قوله تعالى :" فإذا عزمت فتوكل على الله " قال : (مشاورة أهل الرأي ثم إتباعهم ). ومعنى هذا إن عدم الأخذ بالأكثرية بالشورى – يلغيها.
إذا بلغ الرأي المـــشورة فاستـعــن برأي نصيح أو نصيحة حازم
ولا تحسب الشورى عليك غضاضة مـكان الخــوافي قوة للقـــوادم( بشار بن برد)
(فخذوا العلمَ على أعلامِهِ … واطلُبوا الحكمةَ عندَ الحكماءِ) أحمد شوقي
( المشاورة يجب ان تتم من أهل الاختصاص أي من ذوي العلم والفهم، والعقل والخبرة والحنكة، كل بحسب اختصاصه وعلمه)
" فما أوتيتم من شيىء فمتاع الحياة الدنيا وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون. والذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون. والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم وما رزقناهم ينفقون. والذين إذا اصابهم البغي هم ينتصرون ( الشورى :36 – 39 ).
الشورى – واحدة من أخص صفات رسول هذه الأمة، عليه الصلاة والسلام، وفيما يرويه أبو هريرة عن الرسول، يقول " ما رأيت أحداً اكثر مشورة لاصحابه من رسول الله ".
إذن الشورى " مصطلح إسلامي خالص وأصيل، وهو اسم – من " المشاورة " التي تعني، في اصطلاح العربية – استخراج الرأي". والشورى، في الفكر السياسي الاسلامي، هي فلسفة نظام الحكم، والاجتماع، والاسرة، لانها تعني ادارة أمر الاجتماع الانساني، الخاص والعام، بواسطة الائتمار المشترك والجماعي الذي هو سبيل الانسان للمشاركة في تدبير شؤون هذا الاجتماع .
وفي ضوء هذه الحقيقة الاسلامية نفهم معنى قول الرسول " صلعم"، لابي بكر وعمر ، " لو اجتمعنا في مشورة ما خالفتكما " رواه الامام أحمد. فالشورى الاسلامية هي فلسفة الاجتماع الاسلامي في الاسرة والمجتمع والدولة.