تصريحات خامنئي الاخيرة بدعم الملا روحاني : الغاية والمبرر
لم يكن الملا خامنئي على قدر من رحابة الصدر والاريحية والتسامح للتساهل مع الطرف الاخر من اعمدة بنيان ولاية الفقيه الذين يصفون انفسهم بالاصلاحيين وما هم باصلاحيين ولا من يكذبون من جماعة الرئيس الايراني فاقد الصلاحيات ومبتور الذيل الملا روحاني ،لكن امرا ما ارغمه على بعض الخفض لجناح الذل من الرحمة والمهادنة والتصالح بين عقربي النظام الابرز جماعة المقبور رفسنجاني الذين بات روحاني على راسهم والذين يتسمون بالاصلاحيين ،وجماعة خط الامام الذين يطلق عليهم – المتشددون – والا فاننا ابتداءا راينا الامر غريبا ان يعرب خامنئي خلال تصريحاته الأخيرة دعمه لحكومة روحاني ويقوم بتأنيب من يتحدث عن تغيير الحكومة. فلعله وفي النظرة الأولى يعتبر هذا الدعم أن حكم الملالي نجح في معالجة الانشقاق في رأسه أو تخفيضه على الأقل. غير أن نظرة أكثر عمقا تثبت أنه وبارتفاع نبرة الانتفاضات تبرز الخلافات في رأس قيادة نظام الملاليفيما يتعلق بكيفية التعامل مع مختلف الأزمات الطاغية على النظام بشكل أوضح.
وكما اورد تقرير للمقاومة الايرانية تداولته مواقع الميديا الاجتماعية وعدد كبير من المدونين في الفيسبوك وتويتر ومحركات وتطبيقات اخرى .
ان هناك خلافا في رأس النظام بشأن كيفية التعامل مع الأزمات
في يوم 15آب/ أغسطس في جلسة مجلس الوزراء أدلى روحاني بتصريحات مختلفة تماما عن تصريحات خامنئي يوم 13آب/ أغسطس حيث يكشف النقاب عن الانشقاق ودق الإسفين في رأس حكم الملالي أكثر من ذي قبل.
** خلاف بشأن التفاوض مع الولايات المتحدة
وكان خامنئي قد قال «إننا لا نخوض المفاوضات». ولكن روحاني أشار في جلسة مجلس الوزراء إلى أنه يتفاوض مع العالم بأسره واشتكى من الولايات المتحدة لماذا دمرت جسر التفاوض وقال: «فعلت الولايات المتحدة عملا أزالت به أجواء المفاوضات وإلا كانت موجودة حيث كنا نتفاوض معها. ولكنها دمرت الجسر ... وإن كنت صادقة قومي بإعادة بناء الجسر».
وما يبرز الانشقاق في رأس الحكم بشأن المفاوضة مع الولايات المتحدة هو أن خامنئي لم يرفض المفاوضة ذاتها مع الولايات المتحدة خلال تصريحاته وإنما أكد أنه في الوقت الراهن ونظرا لعجز النظام ليس الوقت مناسبا لخوض التفاوض مع الولايات المتحدة. غير أن روحاني وفي مقابل خامنئي يؤكد أنه وإذا ما فتحت الولايات المتحدة طريق المفاوضة («إعادة بناء الجسر») فانه ينبغي خوض المفاوضة. ومراجعة تصريحات خامنئي توضح القضية بشكل أفضل حيث قال: «علينا التفاوض، عندما ندخل هذه اللعبة الخطيرة حيث لا يقدر ضغطه على التأثير علينا ... وعندما بلغت الجمهورية الإسلامية ومن الناحيتين الاقتصادية والثقافية اقتدارا نرغب في الوصول إليه، فحينئذ يمكن خوض المفاوضات ولا ضير هناك. واليوم ليس الأمر بذلك، بحيث أنه وفي حالة خوضنا المفاوضات، فلا شك في أن هذه المفاوضات سوف تضر بنا».
وذلك يعني أن خامنئي يذعن بصراحة أن معارضته للمفاوضة سببه يعود إلى عجز النظام وموقعه الهش وليس ذلك معارضة ثابتة وأصولية! على سبيل المثال.
وصحيح أن السلطة بيد خامنئي وذلك في المجالات الخطية والاستراتيجية والمتعلقة بالسياسة الخارجية حيث لا يقدر روحاني أن يتخذ قرارا يخالفه، ولكن ورغم كل ذلك لن يخفف ذلك شيئا من شدة الانشقاق في رأس حكم الملالي بشأن إحدى الأزمات الهامة الطاغية على النظام أي المفاوضة مع الولايات المتحدة.
** خلاف بشأن مهزلة مكافحة الفساد
وتحدث خامنئي عن المضايقات وإلقاء القبض على المفسدين الاقتصاديين وردا على رسالة رئيس السلطة القضائية أعطى الضوء الأخضر للإجراءات الخارجة عن القانون. ولكن روحاني يقول إن معالجة المشكلة الاقتصادية لا تكمن في المضايقات وإلقاء القبض وإنما تؤدي هذه الإجراءات إلى المستثمرين وأصحاب المتاجر بينما ينبغي إزالة مخاوفهم.
وعمل روحاني نفسه لسنوات في رأس الشؤون الأمنية والقمع وبعد الولي الفقيه يعرف أفضل من أي شخص آخر أن هذا النظام لا يمكن أن يبقى يوما واحدا دون المضايقات وإلقاء القبض والقمع. وعندما يظهر هذا الشخص بعد يومين منذ تصريحات خامنئي إلى الساحة وخلافا لطبيعته الأمنية وخلافا لمهزلة الولي الفقيه بشأن الفساد يدخل الساحة، فيبين ذلك دق الإسفين في رأس هذا الحكم الذي يمثل كل جناح فيه مجموعة من مصالح للتيارات والزمر السلابة والنهابة.
** سبب دق الإسفين
بعد انتفاضة كانون الثاني/ يناير وخاصة بعد تواصلها في كل أنحاء البلاد وانتفاضة آب/ أغسطس حيث اضطر خامنئي إلى الإشارة إليه بعد أسابيع من الصمت، لا بد من تحليل وقراءة جميع التطورات السياسية والاجتماعية والعلاقات الداخلية للنظام في ضوء الانتفاضة وذعر خيم نفسه على النظام من جراء هذه الانتفاضة.
ومن البديهي أن الخوف والذعر من مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية ألقيا بظلالهما على النظام وأصاباه بالشلل. وفي هذه الظروف تضاف قضية العقوبات والضغوطات الخارجية إلى هذا الخوف من الفضاء المجازي في المجتمع.
وطبقا لهذه «المعطيات» يمكن الاستنتاج أنه من الطبيعي أن تشوش هذه الضغوط من الداخل والخارج ظروف النظام ويصيبه بالتتشتت والتخبط اللذين يشتدان يوما بعد يوم ويمهدان الدرب للإسقاط.- اقتباسات من مقال – حديث اليوم على موقع منظمة مجاهدي خلق.