حفاة تونس وعقارب الدكتاتورية
بإرادتهم الحية، وصلابتهم الأسطورية، أزاح الشعب التونسي طاغوتاً من طواغيت الاستبداد والفساد والدكتاتورية والقمع والظلم والطغيان، وببطولتهم التاريخية فتحوا بوابة التغيير أمام الشعوب العربية المقهورة، واثبتوا بالصوت والصورة أنهم اهلاً لمغناة أبي القاسم الشابي.
إذا الشعب يوماً أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر
ان الانتصار الذي صنعه الشعب التونسي هو انتصار للشعوب العربية والإنسانية وخاصة الذين يعانون من ظلم الطغيان ووطاءة الاستبداد ويحلمون بالخلاص للوصول إلى جزر الحرية.
ان انتصار التونسيون هو انتصار الحق على الباطل، وانتصار الجسد على السوط وانتصار الدم على السيف وانتصار الحفاة على العقارب، لقد سحق هذا الشعب البطل أفعى النظام الأمني البوليسي الاستبدادي المخابراتي.
ومن هنا فان كل إنسان عربي ما لم يحصل على حقوقه السياسية كاملة غير منقوصة وعلى نحو طبيعي فان حريته ستكون منقوصة، ولذلك فعليه أن لا يتساهل فيها، فالحرية ليست منحة ولا ممنة أو هبة من احد بل إن المجتمع يجب أن يدافع عنها بكل ما أوتي من قوة لإحقاق كرامة الفرد والحفاظ على قداسته من منطلق انه إنسان أولا وأخيرا، فالحقوق الكاملة للإنسان العربي تعني حقه في الحياة الآمنة وفي أن يملك وان يعتنق المبدأ والرأي والفكر، وان يعبر عن رأيه وفكره بكل حرية وأمان، ولذلك فان انتفاضة شعبنا التونسي الآبي طردت ثقافة الخوف وزلزلت العقاب وان الخوف هو المدماك الأول الذي بناه الطغاة والدكتاتوريين والاستبداديين لان من يخاف لديه الاستعداد بان يمارس أبشع الرذائل والموبقات في سلوكه، فالكذب والفساد والنفاق والغش، ولهذا فالطاغية هو ذئب مسعور كما يقول أفلاطون " إذا ذاق المرء قطعة من لحم الانسان تحول الى ذئب، ومن يقتل الناس ظلماً وعدواناً ويذق بفم دنسين دماء أهله ويشردهم ويقتلهم فمن المحتم ان ينتهي به الأمر إلى أن يصبح طاغية ويتحول إلى ذئب ".
يا احرار تونس ومن تبقى من احرار الأمة ان خلع صنم لا يعني خلع الاستبداد لأن الطغيان والاستبداد والدكتاتورية أصبحت مؤسسات ترعاها اجهزة مخابرتية تمارس ابشع اشكال البطش والقتل والإبادة الجماعية بحق الشعوب وهذا ما كشفته الاحداث الاخيرة في المشهد التونسي، ولذلك على الشعوب العربية ان تشكل جبهات وطنية لفضح النظم والاستبدادية والدكتاتورية والتسلطية فلا مجال للسكوت او التهاون مع هذه الانظمة التي اهانت الانسان العربي بل والغته من حساباتها، وساهمت في اختلاس الثروة وبددت ثروات الامة، واصبح العالم العربي مطية لكل القوى الامبريالية فالعراق محتل وفلسطين تحت حراب الاحتلال وجنوب السودان قضم فماذا تنتظرون يا احرار العرب؟.
هل وصلتم الى قناعة بعدما شاهدتم الصدور العارية لشعبنا التونسي وهي تلتحف السماء وهم حفاة عراة من السلاح بينما اذناب النظام ومليشياته مدججين باحدث ترسانة امنية وعسكرية لكن النهاية كانت هروب الذئب المسعور وحيداً فهو أضعف من الارنب الصرصار بل قل ان الطاغية عندما ينهزم فهو اجبن الجبناء، هنيئاً لشهداء تونس والمجد والخلود والعز لهم وليبارك الله احرار وحرائر تونس فهم الذين انتصروا للحق ومقاومة الظلم والاستبداد لقد انتصر الدم على السيف والكف على المخرز ولقد داس حفاة تونس على عقارب النظام باقدامهم الطاهرة ونالوا بذلك شرف صوت ابو قاسم الشابي:
لا بد لليل ان ينجلي
ولا بد للقيد ان ينكسر
حقاً اخي أبا القاسم الشابي نم الآن مرتاح البال في قبرك فشعبك الأبي صرخ بصوت عالي الموت للطغاة والمجد للحفاة والصوت أقوى من السوط وانتم يا أحذية المستبدين من كتاب وفقهاء مأجورين انقرضوا لوحدكم، ابحثوا عن جحور الأفاعي والجراذين ليس لكم بعد ألان مكان أن تدافعوا فيه عن شعب الثورة وثورة الشعب.