حتى أسمع مخاضك
صوفيّ المزاج أنا
حزين مثل شمس أضاعت حقولها
وشعائري لون الحشرجة
متأخراً يشرّع السرو الغابة البيضاء
يبشّرني بحتفي الأول
حيث يزجر مطر العابرين الأجساد الطرية
هناكَ في صَرْصَرِ العتمة المتورّمة
أخشى ألاّ تعرفني ضفاف القناديل
قد غبت طويلاً حتى نسيت الطريق
وأن يعبرني درب الصنوبر
نحو مواجع القطاف
تأبى مواسمي مع الفصول
شيء من لهاث الوقت المَوْتور
يطفو سراً فوق وميض الطواف
في رحلتي إليكَ
أفرطتُ في هزائمي كما أشتهي
حتى ذوى جريد نخلي
لم أرتدي جلد الورع
قالوا مارق فاقتلوه
فأَخْبِرني
عن هسيس الموت في لحدي
وأسفل شرخ الصلصال
قبل إطباق الثرى راحتيه
أنا العائل ما برأت من الخطايا
لكنني خُلقت شجرة توت
ملاذاً لعابر كفيف
قبل السفر رحلت قدماي
حيث كرامة الأولياء
وخلوة الأسرار خلف العتبات النائمة
في الطنين السابع
يستيقظ الدعاء على الأبواب المتوثبة
ويملأ الجدران أرق كالأديم
لا زلت أنا عند فرار الأرض
أخالط في أخاديد الضجيج
عصافير التراب تبحث عن سكن
على أبوب المطر
أزهرت السهول يمام يرتعش
تكبوا الحقول وزعتر التلال يهرول
نحو صدر الماء
منه بدأ العدم وينتهي بالهلاك
الآثام ذاكرة بلا أسفار
والسديم كحدود القهر أو أبعد
فاضت مزامير الحمل
لم يكن في جوقة المرتلين
سوى شموع بليدة بلا عقارب
تداعبها حبال القش فوق وجه الغبار
أَتلو في جوف صراخي
الصكوك العسيرة قاتمة الاشتعال
يتقاطر العويل لا يهدأ
يتجرّد موسمي من رأسه وأضلاعه
أتقلّب كبذرة الوعد وأترقب ولادتي
لا تتلكأْ
وابدأْ مع مواسم الدراويش
رقصة الريح بيدين مبتورتين
واتلُ وصايا التائبين
على رائحة الراقدين
فإن رأيت الفراشات تشيخ
لا تقرب قامة النهار
الدور تبدو من سحناتها
موحشة مثل صندوق خشبي قديم
وأنت تصطاد طيوري
لا تتعجّل فوضى الوصول
العربات متخمة والعشب محتشد
أُبصرُ خط النعش وتعب العابرون
لا أرى قبراً
ألا بيوت لنا؟
قالوا ارقدْ هناك
هذا موتك المؤقت
مثل يقظة لا شبيه لسباتها
أنتظركَ معلقاً بأحزمة الماء
لا تتأخر
فلن أتمزق
حتى أسمع مخاضك
كاتب وباحث فلسطيني مقيم في الدانمرك